السودان على شفا أزمة طاحنة.. يونيسيف تُحذر من مجاعة وشيكة في دارفور
ما تزال أصداء الحرب الدامية في السودان، بين قوات الجيش والدعم السريع، تُلقي بظلالها الوخيمة التي انعكست على تردي الأوضاع الإنسانية بين صفوف السودانيين، خصوصًا فيما يتعلق بالأمن الغذائي الذي بات قاب قوسين أو أدنى من الانهيار التام، وسط تحذيرات دولية متلاحقة من سرعة تفشي المجاعات داخل السودان، مع تصاعد وتيرة الاشتباكات.
وحذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة "اليونيسف" وبرنامج الغذاء العالمي، من أن مناطق في شمال دارفور وجبال النوبة الغربية بالسودان تعاني من ظروف المجاعة.
وأشارت اليونيسف وبرنامج الغذاء العالمي، إلى أن استمرار تدهور إمكانية الحصول على الغذاء لملايين الأشخاص في السودان، لافتة إلى أن هناك توقعات بحدوث مجاعة في 5 مناطق شمال دارفور بين ديسمبر الجاري ومايو.
وأوضحت اليونيسف وبرنامج الغذاء العالمي، أن أكثر من 24 مليون سوداني يعانون مستويات عالية من انعدام الأمن الغذائي.
وفي السياق ذاته، قالت مجموعة عالمية، إن المجاعة تنتشر في السودان بسبب الحرب الدائرة بين الجيش وقوات الدعم السريع، شبه العسكرية السيئة السمعة، والتي دمرت البلاد وخلقت أكبر أزمة نزوح في العالم.
ورصدت المبادرة العالمية "التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي" مجاعة في خمس مناطق، من بينها مخيم زمزم في محافظة شمال دارفور الذي يعد أكبر مخيم للنازحين في السودان، حيث اكتشفت المجاعة لأول مرة في أغسطس الماضي.
وجاء في تقرير صادر عن المبادرة أن "هذا الأمر يمثل تعميقا غير مسبوق لأزمة الغذاء والتغذية، مدفوعا بالنزاع المدمر وضعف وصول المساعدات الإنسانية".
وتضمن التقرير أنه إضافة إلى مخيم زمزم الذي يستضيف أكثر من 400 ألف شخص، تم رصد مجاعة أيضا في مخيمين آخرين للنازحين، هما أبو شوك والسلام في شمال دارفور، وجبال النوبة الغربية، وأضاف أنه من المتوقع أن تشهد خمس مناطق أخرى في شمال دارفور، حسبما تشير "أدلة معقولة"، مجاعة في غضون الأشهر الستة المقبلة، ومن بينها مدينة الفاشر عاصمة محافظة شمال دارفور، كما أن هناك 17 منطقة في جبال النوبة والمناطق الشمالية والجنوبية من دارفور معرضة لخطر المجاعة.
وقال التقرير إن بعض المناطق في الخرطوم ومحافظة الجزيرة الشرقية الوسطى "ربما تشهد ظروفا شبيهة بالمجاعة".
كما شدد على أن الخبراء لم يتمكنوا من تأكيد ما إذا كان تم تجاوز عتبة المجاعة بسبب نقص البيانات.
ووفقا للأمم المتحدة، يعاني السودان من حرب متواصلة منذ 20 شهرا، أودت بحياة أكثر من 24 ألف شخص ودفعت أكثر من 14 مليون شخص - نحو 30٪ من السكان - إلى النزوح عن ديارهم.
كما عبر ما يقدر بنحو 3.2 مليون سوداني إلى دول مجاورة، من بينها تشاد ومصر وجنوب السودان.