الصين تخطو نحو المستقبل.. مقاتلة شبحية جديدة قد تدخل عصر الجيل السادس
في خطوة جديدة نحو المنافسة العسكرية العالمية، أثارت الصين اهتمام الأوساط العسكرية الدولية بعد انتشار مقاطع فيديو وصور لما يعتقد أنه نموذج أولي لمقاتلة شبحية حديثة تنتمي إلى الجيل السادس.
هذه اللقطات التي لم يتم التحقق منها بعد تظهر طائرة متطورة، خالية من الذيل، تحلق بجانب مقاتلة "شينغدو جيه-20 إس" ثنائية المقعد، مما يشير إلى سعي بكين لتوسيع تفوقها الجوي.
لقطات غامضة وسباق تسلح عالمي
الصور التي نشرتها صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية أثارت تساؤلات حول الموقع والتوقيت الذي التقطت فيه. إلا أن الخبراء يشيرون إلى أنها تتماشى مع تقارير استخباراتية تؤكد تطوير الصين لطائرة شبحية متطورة.
وإذا صحت هذه الادعاءات، ستكون الصين واحدة من أولى الدول التي تدخل عصر الجيل السادس من المقاتلات.
رغم أن الولايات المتحدة وشركة "نورثروب غرومان" تدّعي أن قاذفتها "B-21 Raider" تنتمي إلى الجيل السادس، إلا أن هذه الطائرة تصنف كقاذفة استراتيجية، مما يترك باب المنافسة مفتوحاً أمام الصين.
دول مثل الولايات المتحدة، المملكة المتحدة، وروسيا عادة ما تكون أكثر انفتاحاً بشأن برامج تطوير الطائرات الحربية، بينما تحيط الصين مثل هذه المشاريع بسرية بالغة، ما يزيد من الغموض حول قدراتها العسكرية.
الإمبراطور الأبيض.. مشروع طموح
في نوفمبر الماضي، كشفت شركة صناعة الطيران الصينية (AVIC) عن نموذج أولي لطائرة من الجيل السادس تحمل اسم "الإمبراطور الأبيض" خلال معرض تشوهاي الجوي. هذا النموذج، الذي يتميز بتصميم خالٍ من الذيل وأجنحة ماسية الشكل، يثير تكهنات حول مدى قدرة الصين على منافسة الغرب.
ومع ذلك، لا تزال القدرات التشغيلية لهذه الطائرة محاطة بالشكوك، إذ تفتقر التقارير إلى تفاصيل مؤكدة حول أدائها أو تفوقها مقارنة بمثيلاتها الأمريكية.
تحديات وتطلعات الصين العسكرية
الصين تطمح لإدخال مقاتلات الجيل السادس إلى الخدمة بحلول عام 2035، وهو نفس الإطار الزمني الذي تخطط له الولايات المتحدة وبريطانيا.
ما يميز هذا النوع من الطائرات هو قدرتها على التخفي وتقليل البصمة الرادارية، ما يجعلها صعبة الرصد، خاصة في مواجهة خصوم بعيدين مثل الولايات المتحدة.
وفقاً لتقارير موقع "The War Zone"، يبلغ طول المقاتلة الصينية الجديدة حوالي 70 قدماً، مما يشير إلى تصميمها للطيران لمسافات طويلة مع التركيز على ميزتي التخفي والتحمل. هذه الميزات تعكس احتياجات بكين الاستراتيجية، حيث تسعى لتطوير قوة جوية قادرة على الصمود أمام خصومها الرئيسيين.
سباق الجيل السادس.. من يتفوق؟
بينما تسارع الصين خطواتها نحو الجيل السادس، تواجه الولايات المتحدة تحدياً مماثلاً، حيث لم تنتج بعد طائرة مقاتلة من هذا الجيل، رغم امتلاكها قاذفات شبحية خالية من الذيل مثل "B2".
السباق الحالي لا يقتصر فقط على التكنولوجيا، بل يشمل أيضاً الأهداف الاستراتيجية والتكتيكية التي يمكن لهذه الطائرات تحقيقها في ساحات المعارك المستقبلية.
رغم التكهنات، لا يزال من غير الواضح ما إذا كانت الطائرة الصينية المزعومة حقيقية أم مجرد نموذج أولي لطائرة شبح قادمة، أم أنها إشارة إلى مشروع قيد التطوير. وفي ظل السرية الصينية، سيبقى الغموض سيد الموقف حتى تظهر تفاصيل أكثر وضوحاً.
ماذا تعني هذه التطورات؟
في ظل التوترات الجيوسياسية المتصاعدة، تمثل هذه التطورات نقلة نوعية في سباق التسلح العالمي. امتلاك مقاتلات من الجيل السادس ليس فقط مؤشراً على التفوق التكنولوجي، بل يعزز أيضاً النفوذ العسكري والسياسي على الساحة الدولية. وبالنظر إلى التاريخ، دائماً ما كانت الابتكارات العسكرية تدفع القوى الكبرى للتنافس بشكل أكثر شراسة.
الصين، التي تعمل منذ فترة طويلة على تحديث جيشها، تسعى بوضوح إلى تقليص الفجوة التكنولوجية مع الولايات المتحدة.
ومع استمرار الغموض حول مشروع المقاتلة الشبحية، يبقى السؤال: هل سنشهد قريباً تغيراً جذرياً في موازين القوى العسكرية العالمية؟