الرئيس الفلسطيني يعزي في وفاة الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر
عزى الرئيس الفلسطيني محمود عباس، اليوم الاثنين، بوفاة الرئيس الأمريكي الأسبق جيمي كارتر.
وقال عباس، في برقية التعزية لعائلة الرئيس الأمريكي جيمي كارتر، إنه "في هذا اليوم الحزين رحل عن عالمنا، صانع السلام ورجل الشجاعة والقيم الأخلاقية والإنسانية والدبلوماسية، الملهم للأجيال، والخالد بأعماله الخيرة، الرئيس جيمي كارتر، الرئيس التاسع والثلاثون للولايات المتحدة الأمريكية، الذي نال بجدارة جائزة نوبل للسلام، تكريما لمسيرة عمله وكفاحه من أجل كرامة الإنسان، لا سيما التزامه الثابت بكرامة الفلسطينيين، كونه أول رئيس أميركي أقرَّ بحقهم في تقرير المصير، وعمل بجد لتطبيق نظريته بأن الحل في منطقتنا هو بتحقيق السلام العادل لشعبنا ولشعوب الشرق الأوسط، ونبذ العنف والحروب، وأول من تحدث عن الأبارتهايد الإسرائيلي".
وأضاف الرئيس الفلسطيني: "ونحن إذ نشارككم وشعبنا الفلسطيني الحزن برحيل فخامته، لنتقدم لكم ولجميع محبيه حول العالم، بأسمى عبارات تعازينا ومواساتنا القلبية، راجين الله تعالى أن ينعم على روحه بالسلام والطمأنينة، وأن يلهمكم جميل الصبر وحسن العزاء".
ورحل عن عالمنا، أمس الأحد، الرئيس الأمريكي التاسع والثلاثون جيمي كارتر، الحائز على جائزة نوبل للسلام، عن عمر ناهز 100 عام، تاركًا إرثًا كأكبر رؤساء الولايات المتحدة عمرًا، وشخصية بارزة في مجال حقوق الإنسان والسلام العالمي.
من هو جيمي كارتر؟
ويُعد كارتر، أطول رئيس أمريكي عمرًا في التاريخ، خدم فترة ولاية واحدة فقط في البيت الأبيض، وهُزم أمام رونالد ريغان في انتخابات 1981 لكنه قضى العقود التي تلت خروجه من الرئاسة في تعزيز العلاقات الدولية وحقوق الإنسان، وهو ما أكسبه جائزة نوبل للسلام عام 2002.
وفي مقابلة إعلامية في يونيو الماضي، قال جيسون كارتر، حفيد الرئيس، إن جدّه لم يكن يقظًا كل يوم، لكنه كان "يعيش العالم بأفضل ما يستطيع" مع اقتراب أيامه الأخيرة
فيما أعلنت عائلة كارتر في فبراير الماضي، أنه اختار قضاء ما تبقى من حياته في رعاية المسنين بمنزله مع أحبائه، بعد سلسلة من الإقامات في المستشفى.
جاء ذلك بعد وفاة زوجته روزالين كارتر في نوفمبر الماضي عن عمر 96 عامًا، والتي تزوجها منذ عام 1946. وقد حضر كارتر حفل تأبينها رغم حالته الصحية.
وقد تولى كارتر منصبه في عام 1977 بصفته "جيمي هو؟"، كونه حاكمًا سابقًا لولاية جورجيا ومسيحيًا متدينًا.
جرى اعتباره رمزًا للنقاء بعد فضائح ووترجيت وفيتنام ومع ذلك، قوبلت رئاسته بسلسلة من الأزمات الاقتصادية والسياسية، أبرزها ارتفاع معدلات البطالة، التضخم المكون من رقمين، وأزمة الطاقة التي أدت إلى تضاعف أسعار النفط بين عامي 1978 و1980. كما تضررت إدارته من أزمة الرهائن الإيرانية والغزو السوفيتي لأفغانستان
تعرض كارتر لهجوم حاد من الجمهوريين، حيث أطلقوا عليه لقب "جيمي هوفر" نسبة للرئيس هربرت هوفر، وبينما كان يستعد للترشح لإعادة انتخابه عام 1980، أثرت أزمة الرهائن الإيرانية، بشكل كبير على شعبيته، عندما اقتحمت مجموعة من الطلاب الإسلاميين في إيران السفارة الأمريكية بها دعما للثورة الإيرانية واحتجزوا 52 أميركياً من سكان السفارة كرهائن لمدة 444 يوم من 4 نوفمبر 1979 حتي 20 يناير 1981 حيث فشلت محاولة إنقاذ الرهائن، وهو ما أدى إلى مقتل ثمانية جنود أمريكيين وزيادة الشكوك حول قيادته، وفي انتخابات ذلك العام، هُزم كارتر بشكل كبير أمام ريغان، حيث فاز الأخير بـ 44 ولاية. وأُطلق سراح الرهائن بعد ساعات من ترك كارتر منصبه، مما أثار تكهنات حول احتمال وجود صفقة بين الجمهوريين وإيران.