حرائق وأعاصير وجفاف.. 2024 عام الأرقام القياسية المناخية
شهد عام 2024 سلسلة من التحديات المناخية البارزة، حيث سجلت درجات حرارة غير مسبوقة، وظواهر طقس قاسية، وتحذيرات متزايدة من العلماء حول التسارع المقلق لوتيرة الاحترار العالمي.
وفقًا لتحليل أجرته خدمة "كوبرنيكوس لتغير المناخ" (C3S)، وهي وكالة تابعة للاتحاد الأوروبي، فإن عام 2024 قد يصبح الأكثر حرارة منذ بدء تسجيل البيانات المناخية قبل أكثر من قرن، متجاوزا الأرقام القياسية التي تم تسجيلها العام الماضي.
كما يُعد هذا العام أول مرة يتجاوز فيها متوسط درجة الحرارة العالمية حاجز 1.5 درجة مئوية (2.7 درجة فهرنهايت) فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية، وهو الهدف الذي حددته اتفاقية باريس لتجنب أسوأ آثار تغير المناخ.
ورغم ذلك، أكدت سامانثا بورغيس، نائبة مدير خدمة "كوبرنيكوس لتغير المناخ"، أن "تجاوز هذا العتبة لعام واحد لا يعني بالضرورة انتهاك اتفاقية باريس، لكنه يعكس الحاجة الملحة لاتخاذ إجراءات مناخية طموحة الآن أكثر من أي وقت مضى".
عام من الحرارة الشديدة والكوارث الطبيعية
شهد العام بداية متواصلة لموجة حرارة قياسية استمرت 13 شهرا، وانتهت في يوليو/ تموز مع تراجع ظاهرة "إل نينيو" الطبيعية.
تميزت هذه الفترة بصيف استثنائي سجلت فيه الولايات المتحدة أرقاما قياسية جديدة للحرارة، حيث شهدت مدن على السواحل درجات حرارة لم تُسجل منذ 7 عقود.
كما شهد موسم الأعاصير الأطلسي لعام 2024 نشاطا أعلى من المتوسط، حيث تم تسجيل 18 عاصفة، بما في ذلك الإعصار "هيلين" الذي كان الأكثر دمارًا منذ إعصار "كاترينا" في عام 2005.
وفي الوقت نفسه، تسببت حرائق الغابات التي أشعلتها الصواعق في غرب كندا، بما في ذلك حرائق مدمرة في بلدة جاسبر السياحية، في أن تشهد البلاد ثاني أسوأ موسم حرائق على الإطلاق.
الجفاف الشديد في الأمازون وتأثيراته الكارثية
وتعاني منطقة الأمازون من أسوأ جفاف شهدته على الإطلاق، مما أدى إلى انخفاض كبير في مستويات الأنهار الرئيسية، وترك مجتمعات معزولة وتعاني من نقص المياه النظيفة.
ارتبط هذا الجفاف، إلى جانب إزالة الغابات غير القانونية، بموسم حرائق كارثي في أمريكا الجنوبية، لا سيما في البانتانال ودول مثل بوليفيا، الإكوادور، بيرو والأرجنتين.
التندرا في القطب الشمالي تتحول إلى مصدر لانبعاثات الكربون
ويراقب العلماء في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي "نوا" عن كثب تغير المناخ في منطقة التندرا القطبية، حيث سجلت درجات حرارة الهواء السطحية ثاني أعلى معدل لها منذ عام 1900.
وكانت هذه المنطقة تعتبر سابقًا "بالوعة كربون" تمتص غاز ثاني أكسيد الكربون أكثر مما تطلقه، ولكن مع ذوبان الجليد الدائم وزيادة نشاط الحرائق، تحولت إلى مصدر للانبعاثات.
الطريق إلى الأمام: الحاجة إلى عمل مناخي طموح
رغم تلك التحديات، يؤكد العلماء أن هناك أملا في عكس بعض آثار الاحترار العالمي، مثل موجات الحر وفقدان الجليد البحري، من خلال اتخاذ إجراءات قوية للحد من الانبعاثات.
وتتجه الأنظار نحو قمة المناخ القادمة التي ستعقد في غابات الأمازون في البرازيل، حيث ستجتمع الدول لوضع خطط لمواجهة التغيرات المناخية في العقد القادم.