مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

ضغوط متبادلة ونيران مستعرة.. غزة تنشد هدنة لا تأتي

نشر
الأمصار

وسط احتجاجات في إسرائيل تطالب بالقفز على عوائق إبرام هدنة تعيد المحتجزين لدى حماس، صعدت الدولة العبرية من غاراتها على مناطق عدة في غزة، في محاولة لدفع الحركة الفلسطينية إلى القبول بشروط الهدنة.

وبعد انتهاء المحادثات التي عقدت في العاصمة القطرية الدوحة، يوم الجمعة، قال مسؤول إسرائيلي كبير لموقع «أكسيوس»، إن إسرائيل وحماس لا تزالان في طريق مسدود بشأن كل القضايا تقريبا، وإن المفاوضات تتقدم ببطء شديد نتيجة ذلك، ومع ذلك قال المسؤول إنه سيتضح خلال أسبوع إذا كان من الممكن التوصل إلى اتفاق أم لا.

أنباء أضيفت إلى مقطع فيديو نشرته «حماس» يظهر الجندي الإسرائيلي ليري الباغ على قيد الحياة، في محاولة ضغط من قبل الحركة الفلسطينية على الدولة العبرية، دفعت الآلاف في إسرائيل إلى النزول للشوارع للمطالبة بإبرام اتفاق هدنة، وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة منذ أكثر من 450 يوما.

إلا أن إسرائيل التي اعتقلت خمسة أشخاص على الأقل في الاحتجاجات التي عمت تل أبيب، السبت، رفضت بشكل ضمني محاولات حماس للضغط عليها، فصعدت من غاراتها على مناطق عدة في غزة، مما أدى إلى مقتل 23 فلسطينيا على الأقل بينهم أطفال وإصابة العشرات، بحسب ما أفاد الدفاع المدني الأحد، بينما أكد الجيش الإسرائيلي أنه استهدف خلال اليومين الماضيين أكثر من مئة «هدف إرهابي» في القطاع.

تصعيد ميداني

إلى ذلك، أعلنت وزارة الصحة التابعة لحماس، الأحد، أن 88 شخصا قتلوا خلال 24 ساعة، ما يرفع إلى 45805 قتلى، الحصيلة الإجمالية للحرب المتواصلة منذ نحو 15 شهرا بين إسرائيل وحركة حماس، ولا تشمل هذه الإحصائية الذين قتلوا الأحد.

وأعلن الدفاع المدني الأحد، نقل "23 قتيلا على الأقل إثر غارات جوية منذ الليلة الماضية حتى ظهر اليوم" في غارات على أنحاء متفرقة من القطاع.

وأفاد المتحدث باسم الهيئة محمود بصل بأن 11 شخصا على الأقل قتلوا في غارة جوية على منزل في منطقة الشيخ رضوان في شمال غرب مدينة غزة.

وأضاف "لا يزال خمسة مواطنين مفقودين تحت الأنقاض، حيث تتواصل عمليات البحث"، متابعا "لا معدات لدى الدفاع المدني، يقوم المواطنون بالبحث بأيديهم للوصول إلى المفقودين".

كما أعلن الدفاع المدني مقتل خمسة فلسطينيين على الأقل إثر استهداف الطيران بعد ظهر الأحد "لمنزل مواطن من عائلة أبوجربوع في مخيم النصيرات" وسط القطاع.

وكان قد أفاد عن سقوط "4 شهداء وعدد من الإصابات جراء غارة جوية إسرائيلية من طائرة مسيرة استهدفت ظهر الأحد، مجموعة من المواطنين في بلدة جباليا" بشمال القطاع.

كما قتل فلسطيني وأصيب عدد آخر في غارة جوية استهدفت منزلا في منطقة مصبح في شمال شرق رفح (جنوب)، بحسب الدفاع المدني الذي أكد نقل الجثمان إلى مستشفى ناصر في خان يونس.

وأشار بصل إلى "قتل مواطنَين وإصابة خمسة جراء قصف شقة سكنية في مخيم خان يونس فجر اليوم".

وحذّر المتحدث باسم الدفاع المدني من أن الجيش الإسرائيلي يقوم بتوجيه "ضربات جوية عنيفة باستهداف المنازل التي تؤوي عشرات النازحين بذريعة كاذبة، بوجود مقاومين. هذا كذب".

وأكدت إسرائيل أنها تواصل مهاجمة أهداف "إرهابية" في القطاع المدمّر جراء الحرب الأطول في تاريخ الصراع.

وقال الجيش في بيان "ضرب سلاح الجو أكثر من 100 هدف إرهابي في أنحاء قطاع غزة وقضى على العشرات من إرهابيي حماس" يومي الجمعة والسبت.

كذلك أشار الجيش إلى أنّه استهدف عدة مواقع استخدمها المقاتلون الفلسطينيون لإطلاق مقذوفات باتجاه إسرائيل خلال الأيام الأخيرة.

فهل بات الطريق إلى هدنة غزة مُوصدا؟

يقول وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في مقابلة مع صحيفة «نيويورك تايمز»، نشرت يوم السبت إن إحدى العقبات أمام التوصل إلى اتفاق بشأن الأسرى هي تراجع حماس عن التقدم نحو التوصل إلى اتفاق في ظل تزايد الضغوط الشعبية على إسرائيل.

وأشار إلى أن هناك عائقاً إضافياً أمام التوصل إلى اتفاق وهو رغبة حماس في رؤية الصراع يمتد إلى جبهات إضافية، مع تعرض إسرائيل للهجوم من قبل حزب الله وإيران. وأكد بلينكن أن التوصل إلى صفقة تبادل الرهائن هو الطريق الأسرع لإنهاء الحرب في غزة.

وبحسب رئيس الدبلوماسية الأمريكية، فإن غياب الضغوط الدولية على حماس لتسليم نفسها وإطلاق سراح الرهائن المحتجزين في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول أمر «مذهل».

وتساءل: لماذا لم يصدر صوت إجماعي في جميع أنحاء العالم يطالب حماس بإلقاء أسلحتها، وتسليم الرهائن، والاستسلام؟ لا أعرف ما هو الجواب على ذلك، مضيفا أن «إسرائيل عرضت في مناسبات مختلفة ممرا آمنا لقيادة حماس ومقاتليها للخروج من غزة.. أين العالم؟».

وعندما سُئل عما إذا كان يعتقد أن إسرائيل التزمت بقواعد القانون أثناء الحرب في غزة، أشار بلينكن إلى المساعدات الإنسانية التي قدمتها إسرائيل إلى غزة، مضيفا «لقد وجدنا فترات من الزمن حيث، لا، لم نعتقد أنهم [إسرائيل] كانوا يبذلون جهدا كافيا».