تبادل الاتهامات بين إسرائيل وحزب الله.. فهل تعود الموجهات بينهما ؟
تشهد الحدود اللبنانية الإسرائيلية توترات متصاعدة في الآونة الأخيرة عقب توقيع اتفاق بين حزب الله ودولة الاحتلال، مما يثير مخاوف من احتمال اندلاع مواجهات جديدة بين حزب الله وإسرائيل.
وفي 5 يناير 2025، اتهم وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، حزب الله بعدم الالتزام بالاتفاقات، مهددًا بتحرك عسكري إذا لم ينسحب الحزب إلى ما وراء نهر الليطاني.
وفي المقابل، نفذ حزب الله هجومًا على موقع عسكري إسرائيلي في تلال كفرشوبا، مبررًا ذلك بالرد على "الخروقات المتكررة" من قبل إسرائيل لاتفاق وقف إطلاق النار. وردًا على ذلك، هدد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، برد قوي على الحزب.
وتأتي هذه التطورات تأتي بعد فترة من الهدوء النسبي عقب مشاركة حزب الله في معركة طوفان الأقصى إسناداً لغزة، والتي شهدت مواجهات عنيفة بين الجانبين.
ويثير التصعيد الحالي قلقًا دوليًا بشأن استقرار المنطقة، خاصة مع تبادل الاتهامات بخرق اتفاقات وقف إطلاق النار.
عودة المواجهات بين حزب الله وإسرائيل
في ظل هذه الظروف، تتزايد المخاوف من عودة المواجهات بين حزب الله وإسرائيل، مما قد يؤدي إلى تداعيات خطيرة على لبنان والمنطقة بأسرها.
وفي هذا الصدد، اتهم وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، الأحد، حزب الله بعدم الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار المبرم في نوفمبر.
وحذر الوزير الإسرائيلي من "خطوات أحادية، إذا ما استمر الوضع" في إشارة إلى "عدم" التزام الحزب بالاتفاق.
تصريحات كاتس، جاءت ردا على تحذير الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، بشأن استعداد جماعته للرد على ما وصفه بـ"الخروقات" الإسرائيلية.
الإنسحاب إلى ما وراء نهر الليطاني
قال مندي صفدي، وهو عضو مركزي في حزب الليكود الإسرائيلي: "كان على حزب الله أن ينسحب إلى ما وراء نهر الليطاني، ثم يدخل الجيش اللبناني للسيطرة على المناطق التي كان يسيطر عليها الحزب، وهذا ما لم يتم تنفيذه".
وخلال استضافته في إحدى البرامج الحوارية، قال صفدي إن "العمل العسكري الذي تقوم به إسرائيل في جنوب لبنان، يهدف إلى تنظيف المنطقة من الأسلحة والذخائر الموجودة".
وتبادلت إسرائيل وحزب الله، الاتهامات خلال الأسابيع الماضية، بخرق تفاهمات الاتفاق الذي تمّ التوصل إليه بوساطة أميركية.
وقائع جديدة على الأرض
قال الكاتب والمحلل السياسي اللبناني نضال السبع، إن "رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتانياهو، يعيش نشوة انتصار في غزة، وفي سوريا، وفي جنوب لبنان، ويسعى لتكريسه، من خلال فرض وقائع جديدة على الأرض" في إشارة إلى توغلات الجيش الإسرائيلي في لبنان.
وخلال استضافته في ذات البرنامج قال السبع إن "الاتفاق لم يتغير، هو التفسير الحرفي للقرار 1701، الذي وضع النقاط العشر التي اقترحها المبعوث الأميركي للبنان، آموس هوكستين".
ووفقا للمحلل اللبناني، كان من المفترض أن يتم الانسحاب الإسرائيلي، وفق الاتفاق، على ثلاث مراحل: من القطاع الغربي خلال أول 20 يوما، ومن القطاع الأوسط خلال ثاني 20 يوما، ومن القطاع الشرقي في الأيام العشرين الأخيرة.
وقال: "عمليا، نحن الآن في الأيام العشرين الأخيرة، وحتى هذه اللحظة، لم ينسحب الإسرائيليون".
قال المحلل الأميركي، جوشو لانديس، مدير مركز دراسات الشرق الأوسط، إن الولايات المتحدة "لا تقر بأن أي خروقات حدثت".
وقال إن "الولايات المتحدة تقف جانبا من الخلافات، وهذا الموقف مرتبط بميزان القوى بين لبنان وإسرائيل".
وأنهى اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 27 نوفمبر الماضي، أعمالا عدائية استمرّت أكثر من عام، بما في ذلك حربا شاملة استمرّت شهرين بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله اللبناني المدعوم من إيران.
ويتضمن الاتفاق سحب الجيش الإسرائيلي قواته خلال 60 يوما من جنوب لبنان، وتعزيز انتشار الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة (يونيفيل).
إلى ذلك، يتوجب على حزب الله سحب عناصره وتجهيزاته والتراجع إلى شمال نهر الليطاني الذي يبعد نحو 30 كيلومترا عن الحدود، وأن يقوم بتفكيك أي بنية تحتية عسكرية متبقية في الجنوب.