مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

خسائر حريق لوس أنجلوس.. واحدة من أكبر الكوارث الطبيعية في تاريخ كاليفورنيا

نشر
الأمصار

تواصل حرائق الغابات المدمرة التي اندلعت في منطقة لوس أنجلوس، منذ بداية الأسبوع الحالي، تهديد حياة الآلاف وتدمير المنازل والممتلكات.

 تُعد هذه الحرائق الأكثر دمارًا في تاريخ ولاية كاليفورنيا، حيث أتت على أكثر من 10,000 مبنى ودمرت أحياء راقية مثل باسيفيك باليسايدس وهوليوود. وبحسب تقديرات المسؤولين، فقد أسفرت هذه الكوارث عن مقتل أكثر من خمسة أشخاص، في حين تم إجلاء ما يقرب من 360,000 شخص حتى الآن. 

 

الأضرار المادية والخسائر الاقتصادية التي خلفها الحريق بلغت أرقامًا قياسية، مما يضع مزيدًا من الضغوط على سوق التأمين في الولاية.

أحياء راقية تحت تهديد النيران

بدأت الحرائق في منطقة باسيفيك باليسايدس، التي تعتبر من الأحياء الراقية في لوس أنجلوس، حيث تقطن العديد من الشخصيات العامة والمشاهير. ولم يتم احتواء النيران بعد، إذ تواصل الرياح الجافة تغذية النيران وتوسيع دائرة الدمار. 

وفقًا للبيانات الأولية، فإن الحريق دمر أكثر من 17200 فدان، وألحقت الأضرار بأكثر من 1000 مبنى. شركة "فير بلان" للتأمين، التي تعد الملاذ الأخير للمواطنين في كاليفورنيا، تتعرض لخسائر فادحة تقدر بحوالي 5.9 مليار دولار فقط في هذه المنطقة.

الخسائر الاقتصادية: أرقام فلكية

أشارت تقديرات شركة "أكيوويذر" إلى أن الأضرار الاقتصادية الإجمالية الناتجة عن الحرائق قد تصل إلى ما بين 52 إلى 57 مليار دولار، ما يعكس التأثير المدمر لهذه الكارثة على الاقتصاد المحلي والإقليمي.

 هذا الرقم لا يشمل الأضرار غير المؤمن عليها وتعطيل سلسلة التوريد، ما يهدد بتفاقم الوضع المالي في المنطقة. كما أن الشركات والمؤسسات التي كانت تعتمد على المنطقة كثقافة سياحية ومركز تجاري تعرضت هي الأخرى لخسائر جسيمة.

التأثير على قطاع التأمين

تعد كارثة حرائق لوس أنجلوس جزءًا من أزمة أوسع في قطاع التأمين في ولاية كاليفورنيا.

وتوقعت أحدث البيانات، أن تتجاوز التكلفة المحتملة لشركات التأمين ضد الدمار الناجم عن حرائق الغابات في مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا الأمريكية 20 ملياردولار، ما يمثل ضعف التقديرات التي صدرت قبل يوم واحد فقط.

وحذر المحللون في بنك "جي بي مورجان تشيس" الأمريكي - في مذكرة للعملاء نقلتها وكالة أنباء "بلومبيرج" - من أن إجمالي خسائر شركات التأمين قد يرتفع أكثر في حال لم تتم السيطرة على الحرائق واستمر الدمار في الانتشار.

 منذ سنوات، شهدت الولاية انسحاب العديد من شركات التأمين الكبرى مثل "ستيت فارم" و"فارمرز غروب"، بسبب الارتفاع الكبير في التكاليف الناتجة عن تكرار الكوارث الطبيعية. و

 

حاليًا، تعتمد الولاية بشكل كبير على "فير بلان"، التي تشهد تزايدًا كبيرًا في الانكشاف على هذه المخاطر، حيث تضاعف انكشافها ثلاث مرات خلال السنوات الأربع الماضية ليصل إلى 458 مليار دولار.

 

هوليوود تحت التهديد

بالإضافة إلى التأثير المباشر على الأحياء السكنية، اقتربت النيران بشكل خطير من المعالم الشهيرة في هوليوود، مثل جادة هوليوود بولفارد ومسرح "تشاينيز ثياتر".

ورصد أكسيوس عدد من المعالم التاريخية التي تأثرت بالحرائق منها، متحف الأرانب في ألتادينا الذي احترق بالكامل، بحسب حساب المتحف على موقع إنستجرام، ومنزل ايمز وهو المعلم المعماري الذي يعود تاريخه إلى القرن العشرين الذ قال حسابه الرسمي على انستجرام انه اصبح آمنًا من الحرائق اعتبارا من 8 يناير.

وفيلا جيتي، التي أشار التقرير الى انها متحف فني الشهير عالميًا ظل آمنًا حتى الآن، وفقًا لإعلان صدر في 8 يناير على موقعه الإلكتروني، على الرغم من أن حريقًا صغيرًا أحرق الأشجار والنباتات الموجودة على الممتلكات.

ومعبد ومركز باسادينا اليهودي، وقال المركز اليهودي على فيسبوك إن حرم المعبد والمركز اليهودي دُمر بسبب حريق إيتون، ومسرح هوليود بول الذي تأثر بأوامر الإخلاء بسبب حريق صن ست مساء الأربعاء، والتي قال القائمون على المدرج والحديقة إنها تم رفعها صباح الخميس، كما احترقت سبع مدارس، ومكتبتان، وحانات، ومطاعم، وبنوك، ومحلات بقالة ولم تصدر الحكومة بعد أرقامًا عن تكلفة الأضرار أو تفاصيل حول عدد المباني التي احترقت.

 

 الأمر الذي أثار حالة من الذعر بين سكان المنطقة، إذ يعمل رجال الإطفاء على مدار الساعة لاحتواء الحريق قبل أن يتسبب في مزيد من الخسائر في هذا الجزء الحيوي من المدينة.

 

أزمة التغير المناخي

تشير هذه الحرائق إلى التأثير المتزايد للتغير المناخي في المنطقة. الطقس الجاف ودرجات الحرارة المرتفعة أصبحت أكثر شيوعًا في كاليفورنيا، ما يزيد من شدة الكوارث الطبيعية مثل حرائق الغابات. يعتبر الخبراء أن هذه الكوارث قد تصبح أمرًا اعتياديًا في المستقبل، مما يتطلب استعدادًا أكبر من السلطات والمواطنين لمواجهة هذه الأزمات.

 

 

مع استمرار التغيرات المناخية وتكرار حدوث الكوارث الطبيعية، تواجه ولاية كاليفورنيا تحديات كبيرة في التعامل مع حرائق الغابات. يتطلب الأمر إعادة النظر في سياسات التأمين ودعم البنية التحتية لمواجهة المخاطر المستقبلية بشكل أكثر فاعلية. وبالإضافة إلى ذلك، يحتاج سكان الولاية إلى دعم مستمر من خلال برامج إغاثة سريعة لتخفيف آثار هذه الكوارث الكبرى.

ختامًا، تظل الحرائق في لوس أنجلوس تضع تحديات ضخمة على السلطات المحلية والإقليمية، مع التأثيرات الاقتصادية العميقة التي ستستمر لفترة طويلة.