فرنسا تهدد باتخاذ إجراءات قاسية ضد الجزائر تشمل تجميد التأشيرات ووقف المساعدات
في خضم التصعيد المستمر بين باريس والجزائر، أصدرت وزارة الخارجية الفرنسية اليوم الجمعة تهديدًا بـ “الرد” في حال استمرت الجزائر في التصعيد.
وأكد وزير الخارجية الفرنسي، في تصريحات له اليوم، أن فرنسا لن يكون أمامها “خيار آخر سوى الرد إذا واصل الجزائريون هذا الموقف التصعيدي”.
جاء هذا التصعيد في وقت حساس حيث تم ترحيل مؤثر جزائري إلى الجزائر يوم الخميس، ليتم لاحقًا إعادة نفس الشخص إلى فرنسا.
وأوضح وزير الخارجية الفرنسي، جان نويل بارو، في تصريح لقناة LCI، أن من بين الخيارات التي قد تُفعّل من جانب فرنسا هناك إجراءات تتعلق بالتأشيرات أو المساعدات الإنمائية، بالإضافة إلى ملفات التعاون الأخرى بين البلدين.
كما أعرب بارو عن “ذهوله” من رفض السلطات الجزائرية استعادة أحد مواطنيها، الذي أصبحت قضيته الآن قيد المراجعة القضائية في فرنسا.
وفي سياق متصل، دعت بعض الشخصيات السياسية الفرنسية من اليمين واليمين المتطرف إلى إعادة النظر في اتفاقيات الهجرة بين فرنسا والجزائر.
وأشار النائب البرلماني عن حزب الحركة الوطنية، جان فيليب تانغوي، في تصريحات لقناة بي إف إم تي، إلى أن “فرنسا خضعت للنظام الجزائري لأكثر من 50 عامًا”، مؤكدًا ضرورة “نهاية سريعة” للاتفاق الذي تم توقيعه بين البلدين عام 1968 والذي يمنح وضعًا خاصًا للجزائريين فيما يتعلق بتصاريح العمل والإقامة
وكان قال وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتيللو في تصريحات بثتها وسائل إعلام فرنسية، الجمعة “من الواضح أن الجزائر تسعى إلى إذلال فرنسا”، مؤكدًا على ضرورة إعادة تقييم العلاقات الثنائية بين البلدين، بما في ذلك الإجراءات المستقبلية المتعلقة بالجزائر.
وعبر وزير الداخلية الفرنسي برونو ريتيللو، عن دهشته من تصرف الجزائر، وقال “أعتقد أننا وصلنا مع الجزائر إلى مرحلة بالغة الخطورة”، وعلق على قضية بوعلام صنصال قائلا: “تعتقل الجزائر حاليًا كاتبًا عظيمًا، بوعلام صنصال، وهو ليس فقط جزائريًا، بل فرنسي أيضًا”.
وجاء تصريح وزير الداخلية الفرنسي، بعد أن رفضت الجزائر استقبال المؤثر “بوعلام” واسمه الحقيقي بوعلام نعمان ويدعى “دوالمن”، الذي كان موضوع قرار ترحيل من قبل السلطات الفرنسية بعد اتهامه بنشر تهديدات بالتصفية الجسدية عبر منصات إلكترونية.
أعادت الجزائر إلى فرنسا، المؤثّر الجزائري "بوعلام" الذي كانت باريس رحّلته في اليوم نفسه إلى بلده، وذلك بعدما منعته السلطات الجزائرية من دخول أراضيها، وفق مصدر أمني فرنسي.
العلاقات بين الجزائر وفرنسا
يأتي هذا التطور في وقت تشهد العلاقات المضطربة على مرّ التاريخ بين فرنسا والجزائر، خضّات جديدة على خلفية توقيف مؤثرين جزائريين على ذمة التحقيق في فرنسا بسبب رسائل كراهية نشروها، ومواجهة دبلوماسية جديدة حول توقيف كاتب جزائري فرنسي في العاصمة الجزائرية.
قال وزير قدامى المحاربين الجزائري، إن المفاوضات بين الجزائر وفرنسا بشأن مفقودي حرب التحرير (1954 - 1962) والتجارب النووية في الصحراء الجزائرية، «بلغ نقطة اللارجوع».
ويتعلق الملف الأول بعشرات الفرنسيين ممن اختفوا غداة استقلال الجزائر، أما الثاني فمرتبط بضحايا تجارب الذرة الذين تطالب الجزائر بدفع تعويضات لهم.
وذكر الوزير الطيب زيتوني ، في مؤتمر صحافي بالعاصمة، أن زيارته إلى فرنسا الشهر الماضي، التي تعد الأولى لوزير مجاهدين جزائري، «أفضت إلى تشكيل لجنة مشتركة تفرعت عنها عدة لجان، لدراسة ملفات المفقودين والتفجيرات النووية بمنطقة رقان (جنوبي الجزائر)، وملف أرشيف الثورة».