«الظلام» يتمدد في السودان.. مدينة الحضارات القديمة "دنقلا" تلتحق بالقائمة
أصبحت مدينة الحضارات القديمة في السودان، دنقلا، سابع مدن البلد الأفريقي التي تلتحق بقائمة الظلام بعد استهداف محطة الكهرباء بمسيرات انتحارية.
وأفادت مصادر عسكرية في السودان، بأن ثلاث مسيرات انتحارية استهدفت، فجر اليوم الاثنين، محطة الكهرباء بمدينة دنقلا، عاصمة الولاية الشمالية.
ووفق المصادر العسكرية، فإن النيران اشتعلت في محطة الكهرباء التحويلية في منطقة "شيخ شريف"، ما أدى إلى انقطاع خدمات الكهرباء والمياه عن كامل المدينة وضواحيها.
وتصاعدت في الأسابيع الأخيرة حرب البنية التحتية في السودان، التي تشهد قتالاً مريراً بين الجيش وقوات الدعم السريع، منذ أبريل 2023.
وكانت المسيرات الانتحارية قد استهدفت، خلال الأيام الماضية، مدن مروي، وعطبرة، وسنار، وسنجة، والشواك، والقضارف، ما أدى إلى انقطاع الكهرباء والمياه في أجزاء واسعة من السودان.
وأبلغ شهود عيان في السودان، أن طاقماً هندسياً وصل إلى محطة الكهرباء لتقييم الأضرار التي نتجت عن استهداف محطة كهرباء دنقلا.
وحسب الشهود، فإن المسيرات الانتحارية التي حلقت بكثافة في سماء المدينة أدخلت الرعب والخوف في نفوس المواطنين.
وأكد شهود العيان عدم وقوع إصابات، رغم اشتعال الحرائق بصورة كبيرة في محطة الكهرباء الرئيسية في المدينة.
وقالت قيادة الفرقة 19 مشاة، التابعة للجيش السوداني بمدينة مروي، إن قوات "الدعم السريع" في السودان استهدفت محطة كهرباء دنقلا بعدد من المسيرات الانتحارية، في إطار ما أسمته "حملتها الممنهجة لاستهداف المواقع العسكرية والمنشآت الحيوية والمشاريع التنموية للبلاد".
وذكر البيان، أن المضادات الأرضية التابعة للجيش السوداني تصدت للمسيرات الانتحارية.
ومدينة دنقلا تقع في شمال السودان، على الضفة الغربية من نهر النيل، على ارتفاع 227 متراً (745 قدماً) فوق سطح البحر، وهى عاصمة الولاية الشمالية، وتبعد مسافة 530 كيلومتراً (329 ميلاً) شمال الخرطوم العاصمة، وتُعدّ من أقدم المدن في المنطقة، حيث تتوسط منطقة غنية بآثار الحضارات السودانية القديمة.
وقالت الأمم المتحدة، إن السودان، الذي كان حتى قبل الحرب من أفقر بلدان العالم، يشهد "واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم، وهو مرشح لأن يشهد قريباً أسوأ أزمة جوع في العالم".
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب في السودان، بما يجنب البلاد كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال.
ومنذ منتصف أبريل 2023، يخوض الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في السودان، حرباً خلّفت نحو 20 ألف قتيل، وأكثر من 14 مليون نازح ولاجئ، وفقاً للأمم المتحدة.
جيبوتي تدعو إلى ممارسة ضبط النفس وإعطاء الأولوية لجهود التهدئة في السودان
دعا الرئيس الجيبوتي إسماعيل عمر جيله إلى حماية حقوق المدنيين في السودان، ومنع المزيد من تصعيد الصراع، محذراً من تأثيراته المحتملة على الدول المجاورة.
وقال إسماعيل عمر جيله، والذي يشغل منصب رئيس هيئة رؤساء دول وحكومات المنظمة الحكومية للتنمية فى شرق إفريقيا (إيجاد) - في بيان، اليوم الأحد،: "تدعو جيبوتي جميع الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس وإعطاء الأولوية لجهود التهدئة.. ونعيد التأكيد على التزامنا بالسلام، وندعو إلى إنهاء فوري للصراع في السودان من خلال حوار شامل يحافظ على وحدة وأمن واستقرار هذا البلد الشقيق".
وكان مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك قد حذر، أول أمس الجمعة، من أن الصراع في السودان يأخذ منعطفا أكثر خطورة على المدنيين، وذلك في أعقاب مقتل العشرات في هجمات ذات دوافع عرقية في ولاية الجزيرة.. مجددا إلى الطرفين بالوفاء بالتزاماتهما بموجب القانون الدولي الإنساني والقانون الدولي لحقوق الإنسان.