مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

ترامب يستعد للانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ.. فهل تعوض أوروبا غياب واشنطن؟

نشر
الأمصار

يستعد الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب للانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ، تنفيذ لوعوده الانتخابية التي قطعها على نفسه، بخصوص التنقيب والتعدين في البلاد.

قالت صحيفة نيويورك تايمز الجمعة، إن الفريق الانتقالي للرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب يعد أوامر تنفيذية وبيانات حول الانسحاب من اتفاقية باريس للمناخ، بهدف السماح بمزيد من أعمال التنقيب والتعدين.

تعهدات ترامب السابق بشأن اتفاق باريس 

وقد أعلن دونالد ترامب خلال حقبة رئاسته  للولايات المتحدة الأولى في 1 يونيو 2017، أن الولايات المتحدة ستتوقف عن المشاركة في اتفاقية باريس لعام 2015 بشأن التخفيف من آثار التغير المناخي، معتبرًا أن من شأن الاتفاقية «تقويض» الاقتصاد الأمريكي، ووضع الولايات المتحدة «في وضع غير مؤاتٍ بشكل دائم».

وفي هذا الصدد لا يمكن -وفقًا للمادة 28 من اتفاقية باريس- لأي دولة أن تقدم إشعارًا بالانسحاب من الاتفاقية خلال السنوات الثلاث الأولى من تاريخ بدئها في البلد المعني، والذي كان في 4 نوفمبر 2016 بالنسبة للولايات المتحدة.

دونالد ترامب: قرارات ووعود ترامب تثير ردود فعل دولية واسعة - BBC News عربي

و أوضح البيت الأبيض لاحقًا أن الولايات المتحدة ستلتزم بعملية الانسحاب التي تستغرق أربع سنوات. أعطت الإدارة إشعارًا رسميًا بنيتها في الانسحاب في 4 نوفمبر 2019، والذي يستغرق 12 شهرًا حتى يصبح ساريًا. 

وكانت الولايات المتحدة ملزمة بالحفاظ على التزاماتها بموجب الاتفاقية إلى أن يدخل الانسحاب حيز التنفيذ، مثل مطلب مواصلة الإبلاغ عن انبعاثاتها إلى الأمم المتحدة. دخل الانسحاب حيز التنفيذ في 4 نوفمبر 2020، بعد يوم واحد من الانتخابات الرئاسية الأمريكية لعام 2020.

قادة العالم يأسفون لقرار ترامب الانسحاب من اتفاق باريس للمناخ

دعوات أوروبية لتعويض انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق

قال فوبكى هوكسترا المفوض الأوروبى لشئون المناخ إن بروكسل مطالبة بمضاعفة جهودها فى مجال الدبلوماسية المناخية بعد إعلان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انسحابه مجددا من الجهود الدولية الهادفة لوقف تغير المناخ ، حسبما قالت صحيفة لابانجورديا الإسبانية.

وأشار المفوض الأوروبى على هامش المنتدى الاقتصادى العالمى المنعقد فى دافوس ـ إلى أن انسحاب الولايات المتحدة من اتفاق باريس يدفع الدول الموقعة ـ وأوروبا فى المقام الأول ـ إلى إعادة تأكيد التزامها بمكافحة الاحتباس الحرارى مضيفا أن هدف اتفاق باريس الحد من ارتفاع متوسط درجات الحرارة .

 مفوض البيئة في الاتحاد الأوروبي

واعتبر مفوض البيئة في الاتحاد الأوروبي فوبكي هوكسترا أن قرار رئيس الولايات المتحدة بالانسحاب من عملية العمل المناخي العالمي التي أطلقت قبل عشر سنوات في العاصمة الفرنسية أمر مؤسف.

واعرب هوكسترا عن اسفه لهذه الخطوة المتوقعة من جانب ترامب بالنظر إلى أن الولايات المتحدة أكبر اقتصاد عالمى والقوى الأكثر نفوذا لدينا وثانى أكبر دولة من حيث انبعاثات الغاز وبالتالى سيكون لهذا الأمر عواقبه .

المفوض الأوربي للبيئة : "نشجع على الاستثمار في البحث والتطوير لإيجاد  البديل" | Euronews


ومن بين هذه العواقب أن القوى الكبرى الأخرى في العالم سوف تضطر الآن إلى أن تقرر من سيتولى زمام المبادرة في الفترة التي تسبق قمة ، كوب 30 ، الحاسمة في البرازيل، حيث من المتوقع أن تحدد البلدان كيف تخطط لتكثيف عملها في الحد من انبعاثات غازات الاحتباس الحراري .
تشير كل الأمور إلى أنه سيكون من الضروري بذل جهد كبير قبل انعقاد مؤتمر الأطراف الثلاثين. ومع انتهاء الموعد النهائي في الشهر المقبل، لم تقدم حتى الآن سوى ست دول تعهدات محدثة بشأن العمل المناخي المطلوب بموجب اتفاق باريس. وكان أحدها بمثابة انطلاقة لجو بايدن في الأيام الأخيرة من رئاسته.

 الاتحاد الأوروبي يؤكد الوفاء بهذا الموعد النهائي

وقال هوكسترا إنه من غير المرجح أن يتمكن الاتحاد الأوروبي من الوفاء بهذا الموعد النهائي، حيث لم تقدم الهيئة التنفيذية للاتحاد الأوروبي بعد اقتراحا طال انتظاره لخفض الانبعاثات بحلول عام 2040 مضيفا : "الأمر الأكثر أهمية هو أن نصل إلى البرازيل بالمستوى الصحيح من الطموح".
وقبل ذلك ، يتعين على المفوضية أن تقدم خلال الأسابيع القادمة استراتيجية تهدف إلى التقليل اعتماد أوروبا على واردات الوقود الأحفورى الروسى بشكل نهائى فى موعد أقصاه 2027 .. ولكن بما إن الولايات المتحدة هى المورد الأول للغاز الطبيعى المسال للإتحاد الأوروبى وبما إن ترامب يسعى إلى تعزيز الصادرات ، فإن البعض يخشى ان تظل اوروبا معتمدة على واردات الوقود الأحفورى ولكن من مصدر أخر.

الاتحاد الأوروبي.. تكتل قاري فرضته ظروف ما بعد الحرب العالمية | الموسوعة |  الجزيرة نت


وبحسب فوبكي هوكسترا، فإنه مع الولايات المتحدة أو بدونها، يتعين على أوروبا أن تواصل مسارها وتواصل جهودها للحد من اعتمادها على الوقود الأحفوري مشيرا إلى أنه خلال الأعوام القادمة ، ستواصل اوروبا مضاعفة جودها فى الطاقة المتجددة وكفاءة الشبكة وكذلك كفاءة البطاريات ، هذا فى المقام الأول ، أما وفى المقام الثانى ، سنكون غاية فى الوضوح حول حقيقة التأكد من تحسين استقلاليتنا وتقليل اعتمادنا على الآخرين.
وأشار المفوض أيضا إلى أن الصين مسؤولة حاليا عن 30% من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري في العالم...ولهذا السبب يظل الاتحاد الأوروبي حريصا للغاية على ضمان احترام التزامات بكين.
وقال هوكسترا إن أي حل لأزمة المناخ العالمية سيتطلب أيضا مشاركة وثيقة مع أكبر مصدر للغازات المسببة للاحتباس الحراري في العالم، الصين، مشيرا إلى أنه لن يكون من الممكن التوصل إلى حل "إذا لم يلعبوا اللعبة".
وأضاف هوكسترا "لذلك سنواصل التعامل معهم". وسوف نستمر أيضا في مطالبتهم بالمزيد وليس الأقل.