قمة مصر والصومال.. «عهد جديد» من الشراكة وتعاون عسكري «لا يهدد أحد»
بالتوقيع على إعلان سياسي مشترك، أطلقت مصر والصومال «عهدا جديدا» من التعاون «العميق»، «يرفع العلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية»، بما يشمله ذلك من محاور عدة، سياسية كانت أو عسكرية أم غيرها.
هذا ما أشار إليه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، خلال مؤتمر صحفي مشترك، عقده مع نظيره الصومالي حسن شيخ محمود، في العاصمة القاهرة على هامش قمة ثنائية عقدها القائدان في وقت سابق اليوم.
وبحسب بيان صادر عن الرئاسة المصرية فإن اللقاء شهد عقد مباحثات ثنائية تلتها مباحثات موسعة ضمت وفدي البلدين، مشيرة إلى أن رئيسي البلدين وقعا على الإعلان السياسي المشترك لترفيع العلاقات بين مصر والصومال إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية، إلى جانب عدد من مذكرات التفاهم بين البلدين وقعها وزيرا خارجية الدولتين.
ملفات مهمة
وقد عقد الرئيسان مؤتمراً صحفياً في ختام الاجتماعات، قال خلاله الرئيس المصري، إنه بحث ونظيره الصومالي مختلف القضايا والتطورات الإقليمية، بما في ذلك الأوضاع الأمنية والسياسية في منطقة القرن الأفريقي وأمن البحر الأحمر، مشيرا إلى أنهما «توافقا على ضرورة تكثيف الجهود، للحفاظ على السلم والأمن في تلك المنطقة الحيوية، المؤثرة على الأمن العالمي».
كما «اتفقنا على ما مثلته «قمة أسمرة» بين مصر والصومال وإريتريا، التي عقدت في 10 أكتوبر 2024، من نقلة نوعية في العلاقات والتنسيق بين البلدين، إذ شهدت المباحثات سبل تعزيز التنسيق في الموضوعات الإقليمية، في إطار الحرص على دعم الصومال، كركيزة أساسية في استقرار منطقة القرن الأفريقي» يضيف الرئيس المصري، مشيرا إلى أنه اتفق ونظيره الصومالي -كذلك- على أهمية عقد قمة ثلاثية ثانية، لتعزيز هذه الشراكة.
وبحسب السيسي، فإن مباحثاته مع نظيره الصومالي «تناولت مجمل تطورات العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث ناقشنا التقدم المحرز في المجال الاقتصادي، بعد تسيير خط مصر للطيران بين القاهرة ومقديشو، واتفقنا على ضرورة الحفاظ على الزخم القائم، وتدعيم علاقاتنا الثنائية خلال الفترة المقبلة، بإجراءات إضافية ومحددة، في مجالات الصحة، والتعاون القضائي، وبناء القدرات، وغيرها من المجالات».
تعاون لا يهدد أحدا
وفيما يخص المجال العسكري «اتفقنا على مواصلة العمل المشترك تفعيلا لبروتوكول التعاون العسكري، الموقع بين البلدين بالقاهرة، في أغسطس 2024.. بهدف تدعيم قدرات الدولة الصومالية ومؤسساتها الوطنية، لحفظ الأمن والاستقرار، ومكافحة التنظيمات الإرهابية والمتطرفة»، يقول الرئيس المصري.
وأضاف الرئيس السيسي: ناقشنا باستفاضة مسألة مشاركة القوات المصرية في بعثة الاتحاد الأفريقي الجديدة في الصومال، واسمحوا لي أن أتحدث عن مشاركتنا في هذه البعثة، التي تهدف إلى تحقيق الأمن والاستقرار في الصومال، ولا تهدف إلى تهديد أي دولة.. مشاركتنا إيجابية، فعلى مدار أكثر من 30 عاما ونحن نتألم لما يحدث في الصومال.. مشاركتنا تهدف في الأساس للتضامن مع الأشقاء في الصومال.
وأشار السيسي، إلى «طلاق عهد جديد من التعاون العميق بين مصر والصومال، حيث وقعت ورئيس الصومال حسن شيخ محمود إعلانا سياسيا مشتركا، لترفيع العلاقات الثنائية إلى مستوى الشراكة الاستراتيجية.. بما يشمله ذلك من محاور سياسية، وعسكرية، وثقافية، واقتصادية أخرى، حيث يقضى الإعلان بإجراء مشاورات سياسية سنوية على مستوى القمة، لمتابعة مجمل تطورات العلاقات بين بلدينا، واستشراف إجراءات تعزيز التعاون في مختلف المجالات».
رسائل مصرية
وتابع: يسعدني أن أشهد اليوم -مع رئيس الصومال- مراسم التوقيع على مذكرة التفاهم بين وزارتي الخارجية في مجال التدريب الدبلوماسي، فضلا عن اتفاق تبادل الإعفاء من تأشيرات الدخول لحاملي جوازات السفر الدبلوماسية من بلدينا، بما يعزز من آليات المشاورات والتنسيق السياسى، بين مصر والصومال».
واختتم الرئيس المصري كلمته، قائلا إن مصر ستظل دائما داعمة للصومال، وسنعمل معا لتحقيق المزيد من الإنجازات.. فأمن واستقرار بلدكم جزء لا يتجزأ من أمننا القومي».