لهيب الأزمة يطوق «شريان» السودان النفطي.. و«حرب» اتهامات بين الجيش والدعم السريع
مع تصاعد وتيرة القتال بمدينة بحري شمالي عاصمة السودان، تصاعدت ألسنة اللهب بسماء المنطقة بسبب حريق ضخم بأكبر منشأة نفطية في السودان.
ومصفاة الخرطوم في الجيلي، هى أكبر محطة لتكرير النفط في السودان، أنشئت في تسعينيات القرن الماضي، وتقع شمالي مدينة بحري، وتسيطر عليها قوات الدعم السريع في السودان منذ اندلاع القتال في منتصف أبريل 2023.
والمصفاة التي تقع على بعد 70 كيلومترًا شمال الخرطوم في السودان، كانت تُغطي، قبيل الحرب الحالية، نحو 70% من الاستهلاك المحلي من البنزين وغاز الطهي، وإذا عملت بكامل طاقتها يمكنها إنتاج من 100 ألف إلى 120 ألف برميل في اليوم.
ومنذ منتصف أبريل 2023، يخوض الجيش والدعم السريع في السودان حربا خلّفت نحو 20 ألف قتيل وأكثر من 14 مليون نازح ولاجئ، وفقا للأمم المتحدة.
وتبادل الجيش وقوات الدعم السريع في السودان، اليوم الخميس، الاتهامات بتدمير المصفاة.
وأبلغ شهود عيان، أن منطقة المصفاة شهدت اندلاع النيران وتصاعد ألسنة اللهب والدخان في سماء المنطقة.
"حرب اتهامات"
وقال جيش السودان، إن "قوات الدعم السريع عمدت على إحراق مصفاة الخرطوم بالجيلي في محاولة يائسة لتدمير بنيات هذا البلد، بعد أن يئست من تحقيق أوهامها بالاستيلاء على مقدراته وأرضه".
من جهتها، قالت قوات الدعم السريع في السودان، في بيان لها: "قصف طيران جيش الحركة الإسلامية بالبراميل المتفجرة، مصفاة الجيلي للبترول، وأحرق ما تبقى فيها من منشآت".
وأوضح البيان، أن "عمليات القصف الجوي المستمرة على المصفاة وآخرها صباح اليوم، والتي أدت إلى تدميره، تمثل جريمة حرب مكتملة الأركان وهي لا تنفصل عن الجرائم التي ظل يرتكبها جيش الحركة الإسلامية الإرهابي منذ بداية الحرب".
وسبق أن تعرضت المصفاة للتدمير الجزئي إثر قصف عشوائي متبادل بين الجيش وقوات الدعم السريع في السودان، ما أدى إلى أزمة اقتصادية خانقة.
وشركة مصفاة الخرطوم السودانية المحدودة، هى شركة نفطية في السودان، تأسست في عام 1997 وبدأت عملياتها في 2000، يقع مقرها في الخرطوم.
والشركة مملوكة بنسبة 50% من قبل وزارة الطاقة والتعدين التابعة للحكومة السودانية و50% مملوكة لشركة البترول الوطنية الصينية.
صحة الخرطوم: إصابة 58 مدنيا جراء قصف الدعم السريع لأحياء بأم درمان
أعلنت وزارة الصحة بولاية الخرطوم في السودان، عن إصابة 58 مدنيا بينهم أطفال جراء قصف الدعم السريع لأحياء محلية كرري في أم درمان.
وزارة الصحة بولاية الخرطوم في السودان
وأدان مدير عام الوزارة فتح الرحمن محمد الأمين، الاستهداف المستمر والممنهج للمدنيين العزل بالمناطق الآمنة بولاية الخرطوم.
أعلنت وزارة الصحة بولاية الخرطوم في السودان، مقتل طبيبتين، “أمل إبراهيم، وإسراء أحمد”، إثر إصابتهما، بـ “رايش”القصف العشوائي لقوات الدعم السريع، على مدينة أم درمان.
بيان وزارة الصحة بالخرطوم:
ومنذ منتصف أبريل/ نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني و”الدعم السريع” حربا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وقرابة 10 ملايين نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة.
وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب بما يجنب السودان كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال الذي امتد إلى 13 ولاية من أصل 18.
وكان أعلن الناطق باسم وزارة الصحة بولاية الخرطوم، محمد إبراهيم، إصابة 16 مدنيا، إثر القصف المدفعي للدعم السريع على الأحياء السكنية بمناطق الثورة 43 و50 والقمائر بأم درمان، مساء أمس.