مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

صراع السودان.. اشتباكات مستمرة وطرفا النزاع يتبادلان قذائف الاتهامات

نشر
الأمصار

وتيرة متصاعدة للاشتباكات العسكرية في العاصمة الخرطوم، وبحري، وأم درمان، بالأسلحة الثقيلة والخفيفة، تبادل الجيش وقوات «الدعم السريع» خلالها الاتهامات والحرب الكلامية بالبيانات بشأن السيطرة والنفوذ.

بينما قال رئيس مجلس السيادة قائد الجيش السوداني عبدالفتاح البرهان، في خطاب من داخل مقر القيادة العامة، إن «المعركة في نهاياتها وإلى زوال»، قالت قوات «الدعم السريع» إن «الحركة الإسلامية الإرهابية ومليشياتها العاجزة أعادت إنتاج وتدوير الأسطوانة المشروخة عن انتصارات متوهمة لا تقف على ساقين وتُكذّبها الحقائق الماثلة على الأرض».

وقال البرهان إن «المعركة إلى نهاياتها وإلى زوال، وعهدنا للشعب السوداني أن نقاتل هؤلاء المجرمين حتى نهزمهم».

وأضاف، وفق بيان، «سنلاحقهم في كل مكان في السودان حتى ينصاعوا. الجيش اليوم في أفضل حال وإمكانياتنا كل يوم في تطور حتى نكمل هذه الحرب ضد مليشيات الدعم السريع الإرهابية المتمردة».

وتابع «نبشر مواطنينا خلال الأيام المقبلة، بحري وأم درمان وما تبقى سوف يكون في أمان، وكذلك هناك زحف كبير للخرطوم خلال الأيام القادمة لنظافتها وكنسها من دنس المتمردين والمرتزقة المجرمين».

لكن قوات «الدعم السريع» ذكرت في بيان، «لا اقتران أو انفتاح لجيوش في الخرطوم أو بحري ما يزعمون، وإنما إنتاج دعاية مضللة لإشباع خيالاتهم المريضة والمهزومة».

وأضاف «نعلم أن فشل الجيش ومليشياته، عسكريا وسياسيا لما يقارب العامين، يدفعهم للركون إلى أساليب ومسرحيات هزلية بائسة لإشعال وإثارة الرأي العام وصرفه عن الحقائق الناصعة بفشل دعاة الحرب في مسعاهم وتطاول أمد هروبهم من مركز السلطة وعاصمة البلاد».

وتابع «نؤكد أن قواتنا قوية ومتماسكة على جميع المحاور في الخرطوم وبحري وأم درمان وخارج العاصمة، وتمضي بعزيمة لسحق الفلول وكتائبهم وتخليص الشعب السوداني من العصابة المجرمة، ولا تكترث لمثل هذه الترهات والألاعيب الصبيانية».

وأبلغت مصادر عسكرية لتصريحات صحفية، أن الجيش السوداني سيطر صباح اليوم على عدد من القرى شرقي العاصمة الخرطوم، وأرتال عسكرية في طريقها إلى عمق العاصمة.

وحسب المصادر العسكرية فإن الجيش السوداني استعاد أجزاء من مناطق «جبرة» و«الدوحة» و«الشهيد طه الماحي» جنوبي العاصمة الخرطوم.

وأفادت المصادر العسكرية أن الجيش السوداني بدأ في إدخال الإمدادات العسكرية والغذائية إلى مقر قيادته وسط الخرطوم بعد 21 شهرا من الحصار.

ووفقا للمصادر العسكرية، فإن قوات «الدعم السريع» لا تزال تسيطر على أجزاء واسعة جنوب وشرق وغرب القيادة العامة للجيش ما يعرقل خطة الانفتاح الواسع للسيطرة على كل مناطق العاصمة الخرطوم.

واستطاع الجيش السوداني فك الحصار عن مقر قيادته العامة بعد أن سلكت قواته طُرقا وعرة غير ممهدة بموازاة شارع «الإنقاذ» غربي مدينة بحري، ابتداءً من جسر «الحلفايا» شمالي المدينة حتى محطة السكة حديد جنوبًا، ومن ثم إلى مقر القيادة العامة بالخرطوم عبر جسر النيل الأزرق.

وقال المتحدث الرسمي باسم الجيش السوداني العميد نبيل عبدالله، في تصريحات إعلامية من داخل القيادة العامة، إن قوات الجيش بسطت سيطرتها على محيط القيادة العامة للجيش، لكنها ما زالت تتعامل مع بعض جيوب الدعم السريع في الخرطوم بحري.

وأضاف «الجيش لا يدعي تطهير كل الخرطوم، لكنه قطع أشواطا كبيرة وأنجز خطوة في مسير طويل لبسط السيطرة في كل الخرطوم وكل الولايات».

من جهته، ذكر رئيس هيئة أركان الجيش السوداني الفريق محمد عثمان الحسين أن «هزيمة قوات الدعم السريع أمر مقدور عليه وسيتم في القريب العاجل».

وأوضح أن «الجيش والقوات المساندة له حققا نصراً التقت فيه كل جهود متحركات أم درمان وبحري داخل مقر القيادة العامة للجيش، بداية لتاريخ جديد ودافعا لتحرير كل السودان».

وتداول نشطاء على منصات التواصل الاجتماعي فيديوهات أظهرت أثر القذائف والحرائق على الأبراج، وأن بعضها احترق بالكامل، فضلًا عن انقطاع خدمة المياه والكهرباء منذ اندلاع الحرب منتصف أبريل/نيسان 2023.

أسوأ أزمات النزوح في العالم

وتقول الأمم المتحدة إن السودان، الذي كان حتى قبل الحرب من أفقر بلدان العالم، يشهد «واحدة من أسوأ أزمات النزوح في العالم، وهو مرشح لأن يشهد قريبًا أسوأ أزمة جوع في العالم».

وتتصاعد دعوات أممية ودولية لإنهاء الحرب في السودان، بما يجنب البلاد كارثة إنسانية بدأت تدفع الملايين إلى المجاعة والموت جراء نقص الغذاء بسبب القتال.

ومنذ منتصف أبريل/نيسان 2023، يخوض الجيش السوداني و«الدعم السريع» حربًا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل وأكثر من 14 مليون نازح ولاجئ، وفقًا للأمم المتحدة.