احتفالات على الأطلال.. سكان غزة يعودون إلى الشمال
بدأ آلاف الفلسطينيين في العودة إلى شمال قطاع غزة عقب أكثر من عام من النزوح، وذلك عقب التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار بين حركة حماس وإسرائيل.
ويسمح هذا الاتفاق بعودة السكان إلى مناطق مثل مدينة غزة، جباليا، بيت لاهيا، وبيت حانون، رغم الدمار الواسع الذي لحق بهذه المناطق.
وفقًا للاتفاق، سيتمكن السكان من العودة عبر مسارات محددة. يُسمح بالانتقال من محافظات الجنوب والوسطى إلى محافظات غزة والشمال عبر شارع الرشيد (البحر) غربًا سيرًا على الأقدام، وذلك اعتبارًا من صباح اليوم الاثنين 27يناير 2025.
كما يُسمح بالانتقال باستخدام المركبات عبر مفترق الشهداء (نتساريم) عبر شارع صلاح الدين شرقًا في نفس التاريخ.
عودة سكان شمال غزة
وفي وقت سابق، أكدت إسرائيل أن عودة سكان شمال غزة مرهونة بالتزام حماس بكافة تفاصيل الاتفاق، وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أن قواته ستظل منتشرة في مناطق محددة داخل قطاع غزة، محذرًا من الاقتراب من هذه المناطق لتجنب التعرض للخطر.
على ذات الطريق الذي حمل خطواتهم نحو النزوح قبل 15 شهرا، يعود، مئات الآلاف من سكان شمالي غزة إلى مناطقهم، حيث تحوّل شارع الرشيد الساحلي، الذي شهد على مدار الأشهر الماضية مآسي النازحين، إلى مسار للعودة، بموجب تفاهمات جديدة بين حماس وإسرائيل.
وأعلنت وزارة الداخلية في غزة، فتح شارع الرشيد للمشاة في الاتجاهين منذ السابعة صباحا، مع منع مرور المركبات بكافة أنواعها.
فتح شارع صلاح الدين للمركبات
فيما سيُفتح شارع صلاح الدين للمركبات في اتجاه واحد من الجنوب إلى الشمال، عند التاسعة صباحاً، مع إخضاع جميع المركبات للفحص.
وأعلنت إسرائيل، الأحد، أن النازحين يمكن أن يعودوا إلى شمالي القطاع، الإثنين، بعد اتفاق مع حماس يسمح بالإفراج الوشيك عن رهائن، وفق ما أعلن مكتب رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو.
وقال مكتب نتانياهو في بيان، إنه "بعد مفاوضات مكثفة وحاسمة ستُفرج حماس، الخميس (...) عن أربيل يهود والجندية أغام بيرغر وعن رهينة آخر".
كذلك، من المرتقب إطلاق سراح 3 رهائن آخرين، السبت، كما هو مقرر في المرحلة الأولى من اتفاق الهدنة بين إسرائيل وحماس.
لائحة وضع جميع الرهائن
وفي الوقت نفسه، تلقت إسرائيل من حماس لائحة توضح وضع جميع الرهائن" الذين يمكن إطلاق سراحهم خلال المرحلة الأولى، الأحياء والأموات، حسب ما جاء في البيان.
وبُعيد ذلك، أكدت حماس أنها قدمت هذه اللائحة إلى الوسطاء المصريين والقطريين.
وفي إطار هذه "الترتيبات"، فإن إسرائيل "ستسمح لسكان غزة بالعبور إلى شمالي القطاع اعتبارا من صباح الإثنين"، وفق مكتب نتانياهو.
ونزح معظم سكان غزة، البالغ عددهم 2.4 مليون شخص، مرات عدة أحيانا، جراء الحرب التي اندلعت إثر هجوم حماس على إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.
وبعد 15 شهرا من الحرب في غزة، دخل اتفاق لوقف النار حيّز التنفيذ في 19 يناير، لكن إسرائيل وحماس تبادلتا اتهامات الأحد، بانتهاك بنوده، بعدما أتاح السبت الإفراج عن 4 رهائن إسرائيليات مقابل 200 معتقل فلسطيني.
مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب
وتأتي هذه التطورات في الوقت الذي تزداد الصورة وضوحا بشأن مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي اقترح نقل سكان غزة إلى مصر والأردن بشكل "موقت أو طويل الأجل".
وتابع "نتحدث على الأرجح عن مليون ونصف مليون شخص، نحن بكل بساطة ننظف المنطقة بالكامل. كما تعلمون، على مر القرون، شهدت هذه المنطقة نزاعات عدة. لا أعرف لكن يجب أن يحصل أمر ما".
وصرح ترامب "أفضّل التواصل مع عدد من الدول العربية وبناء مساكن في مكان مختلف حيث قد يكون بإمكانهم العيش بسلام"، مشيرا إلى أن نقل سكان غزة قد يكون "مؤقتا أو طويل الأجل".
رفض وإدانة المقترح
ونددت "حماس" و"الجهاد الإسلامي"، الأحد، باقتراح ترامب، فيما لم يعلّق نتانياهو بعد.
لكن وزير المالية الإسرائيلي اليميني المتطرف، بتسلئيل سموتريتش، اعتبر، الأحد، أن ما قاله ترامب "فكرة رائعة"، وأن الفلسطينيين "سيكون بإمكانهم بناء حياة جديدة وجيدة في أماكن أخرى".
من جهته، عبّر الرئيس الفلسطيني محمود عباس، عن "إدانته" و"رفضه الشديد" لأي مشروع يهدف إلى "تهجير أبناء شعبنا من قطاع غزة".
كذلك، أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، رفض بلاده مقترح ترامب، مشددا على تمسك بلاده بحل الدولتين "سبيلا وحيدا لتحقيق الأمن والأستقرار والسلام في المنطقة".
ورفضت مصر بدورها، الأحد، أي تهجير قسري لفلسطينيين، وشدّدت في بيان صادر عن وزارة خارجيتها على "استمرار دعم مصر لصمود الشعب الفلسطيني على أرضه وتمسّكه بحقوقه المشروعة".
كذلك، حذّرت جامعة الدول العربية الأحد من "محاولات نزع الشعب الفلسطيني من أرضه"، قائلة في بيان "لا يمكن أن يُسمّى ترحيل البشر وتهجيرهم عن أرضهم قسرا سوى بأنه تطهير عرقي".