مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

رصاص وجثث في شوارع «غوما».. و«الغضب» يحاصر سفارات في الكونغو

نشر
الأمصار

بعد ليلة هادئة نسبيا، استيقظت غوما في الكونغو الديمقراطية على وقع إطلاق نار كثيف و«جثث» بالشوارع، فيما هاجم متظاهرون سفارات في العاصمة كينشاسا.

وتشهد غوما في الكونغو الديمقراطية، التي تعتبر عاصمة لإقليم شمال كيفو شرقي الكونغو الديمقراطية، حالة من عدم اليقين، وذلك منذ أن دخل متمردون من جماعة «إم 23» المسلحة، إلى عدة أحياء بالمدينة.

أما في كينشاسا، فهاجم متظاهرون رافضون لدخول المتمردين إلى غوما، عددا من السفارات الأجنبية.

والمتمردون المناهضون لحكومة الكونغو الديمقراطية يقاتلون جيش البلد الأفريقي منذ سنوات، ويتمركزون أساسا بالمناطق الشرقية، لكن الخناق اشتد في الأيام الأخيرة ودخلوا إلى غوما ليل الأحد/ الاثنين.

«جثث في الشوارع»

وبحسب معطيات مقدمة من عدة مستشفيات، قُتل ما لا يقل عن 17 شخصا وأصيب أكثر من 370 آخرين.

فيما قالت الأمم المتحدة خلال مؤتمر صحفي اليوم الثلاثاء، نقلا عن موظفيها على الأرض، إن مستشفيات غوما «مكتظة» بالجرحى بينما تملأ «العديد من الجثث» شوارع المدينة.

وبمؤتمرها، حذرت الأمم المتحدة، من أن الوضع الإنساني «مقلق للغاية»، معلنة أنها اضطرت لتعليق توزيع المساعدات الغذائية بسبب التطورات الأمنية.

ويبلغ عدد سكان مدينة غوما في الكونغو الديمقراطية حوالي مليون نسمة وتضم أيضا عددا مماثلا من النازحين، فيما تعاني المنطقة من أزمة إنسانية مزمنة منذ سنوات عديدة.

وإزاء الوضع المضطرب، من المقرر أن تعقد مجموعة شرق أفريقيا، غدا الأربعاء، قمة استثنائية تتناول الوضع الفوضوي في شرق الكونغو الديمقراطية.

من جانبه، يعقد مجلس الأمن الدولي، في وقت لاحق اليوم، جلسة حول الموضوع نفسه، أما من جانب الاتحاد الأفريقي، فعقد مجلس السلم والأمن التابع لتكتل القارة السمراء جلسة طارئة، تناول فيها الأزمة.

وفي وقت لاحق، دعا الاتحاد الأفريقي حركة «إم23» إلى «إلقاء السلاح» في شرق الكونغو الديمقراطية.

 

 

محتجون في كنشاسا ينددون بتقدم متمردين في غوما

«حاكم» في غوما

في رد سريع من المتمردين على دعوة التكتل القاري، أعلنت حركة «إم23» أنها تخطط لتعيين حاكم في غوما.

من جهته، أعرب برونو ليماركيز منسق الأمم المتحدة للعمليات الإنسانية في الكونغو الديمقراطية، في مقابلة مع «إذاعة فرنسا الدولية»، عن أسفه للوضع بهذا البلد الأفريقي.

وقال برونو ليماركيز منسق الأمم المتحدة للعمليات الإنسانية في الكونغو الديمقراطية، إن «الوضع خطير للغاية ومتقلب للغاية، ولا يزال هناك الكثير من إطلاق النار، بما في ذلك الأسلحة الثقيلة، وهناك العديد من الجثث في الشوارع، والعديد من الأشخاص قتلوا».

وأضاف برونو ليماركيز منسق الأمم المتحدة للعمليات الإنسانية في الكونغو الديمقراطية: «لا تزال الخدمات الأساسية في غوما معطلة بشكل خطير للغاية، والمياه والكهرباء والمستشفيات مثقلة، وبالتالي لم تعد قادرة على إدارة تدفق الجرحى».

ووفق الإذاعة نفسها، استقبل المستشفى الرئيسي في غوما، أمس الاثنين، 256 جريحا، بينهم مصابون بالرصاص، وشظايا.

من هي «إم 23»

هى حركة مسلحة تنشط شرق الكونغو الديمقراطية، تأسست في عام 2012 بعد فشل اتفاق جرى توقيعه قبل ذلك بسنوات (في 2009) بين كينشاسا والمتمردين.

يعتبرها البعض أنها الجناح المسلح لإثنية التوتسي التي يواجه قادتها اتهامات بأن لهم ارتباطات بحكومة رواندا.

وتعرضت الحركة لهزائم ساحقة في عام 2013، ما جعلها تتوارى عن الأنظار لسنوات طويلة يبدو أنها أعادت خلالها تنظيم صفوفها، قبل أن تعود للواجهة بقوة اعتبارا من 2021.

وعلى مدار العام الماضي، خاضت الحركة معارك ضارية ضد الجيش الكونغولي، بلغت ذروتها بالشهر الأخير من السنة، ما تسبب في حركة نزوح غير مسبوقة بالشرقي الكونغولي المضطرب.