عقب إعلان حماس مقتله
أبرز المحطات في حياة القائد العام لكتائب القسام "محمد الضيف "
محمد دياب إبراهيم المصري، المعروف باسم محمد الضيف، هو القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
وُلد عام 1965 في قطاع غزة لعائلة فلسطينية لاجئة من قرية القبيبة التي هُجّرت عام 1948.
الضيف هو القائد العام لكتائب الشهيد عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، وأحد أهم المطلوبين لإسرائيل منذ عام 1995؛ لقتله جنودًا إسرائيليين.
اعتقله جيش الاحتلال سابقاً، واعتقلته السلطة الوطنية الفلسطينية (حركة فتح) سابقاً، وحاولت أجهزة المخابرات الصهيونية «الشاباك، والموساد» اغتياله أكثر من 7 مرات وفشلت، وأصيب إصابة بالغة في إحدى المحاولات. قَتَلَ الاحتلال الصهيوني عائلته، ودمّر بيته في إحدى هذه المحاولات عام 2014.
أضافت وزارة الخارجية الأمريكية الضيف إلى قائمتها للإرهابيين العالميين المصنفين في عام 2015.
نشأة محمد الضيف
تعود أصول عائلته لأسرة فلسطينية لاجئة من قرية كوكبا في أراضي الـ 48 لتعيش رحلة التشرد في مخيمات اللاجئين قبل أن تستقر في مخيم خان يونس حيث نشأ هناك جنوب قطاع غزة.
وعرف ضيف طريق المساجد مبكراً، وشكلت مساجد «بلال» و«الشافعي» و«الرحمة» المحاور الثلاثة التي صقلت فيها شخصيته، حتى بات من قيادات العمل الإسلامي والنشاط الدعوي، ليصبح في ما بعد خلال دراسته الجامعية من أبرز ناشطي الكتلة الإسلامية في الجامعة الإسلامية بغزة.
انضمام الضيف لجماعة الإخوان المسلمين
انضم الضيف لجماعة الإخوان المسلمين في فلسطين -التي انطلقت من رحمها حركة حماس نهاية 1987 - وكانت جماعة الإخوان وقتها تركز في عملها على الدعوة الإسلامية والتربية، حيث إنها لم تكن قد اتخذت قرارها بعد بالانخراط في المقاومة العسكرية ضد الاحتلال.
ومثلما برع الضيف في العمل العسكري لاحقا، برع وقتها في العمل الدعوي والطلابي والاجتماعي والإغاثي وحتى الفني، حيث يصفه كل من عرفه في تلك الفترة أنه كان «شعلة» في نشاطه. فلم يكن يشعر بالحرج وهو يحمل مكنسته، مع شبان المجمع الإسلامي (النواة الأولى لجماعة الإخوان) ينظفون شوارع خان يونس، وخاصة شارع البحر الرئيسي.
نشاطه الجامعي
بالإضافة إلى مشاركته خلال نشاطه الجامعي في (يوم الحصيدة)، حيث يساعدون المزارعين في حصاد مزروعاتهم المختلفة. وخلال نشاطه في مجلس طلاب الجامعة الإسلامية بغزة كان شعلة نشاط، كما يوصف لا يتوانى عن مساعدة مجتمعه وشرائحه الضعيفة، فذات مرة تعرضت منازل في مدينة خان يونس لعاصفة رملية شديدة، فهب هو وطلاب الجامعة لإنقاذ تلك المنازل وسكانها وساهموا في إعادة ترميمها، بالإضافة إلى مساهمته في توزيع مواد الإغاثة التي توزعها الجمعيات الإسلامية في خان يونس. وخلال نشاطه الجامعي والدعوي، كان كذلك حريصًا على تنظيم الزيارات الدورية للمرضى في المستشفيات، حاملين معهم الهدايا، ولم ينسَ أيضا زيارة المقابر.
وكان الضيف مسئولاً عن «اللجنة الفنية» في الكتلة الإسلامية -الإطار الطلابي لحركة حماس- خلال نشاطه في مجلس طلاب الجامعة الإسلامية التي تخرج فيها عام 1988 بعد أن حصل على البكالوريوس في العلوم (علم الأحياء).
تزوج محمد الضيف مرتين، له من زواجه الأول ولدين وبنت، ثم تزوَّج بعد ذلك عام 2007. قُتلت زوجته وداد عصفورة وابنه الرضيع وابنته البالغة من العمر 3 سنوات في محاولة الاغتيال عام 2014، وبقي له من أبنائهما بنت وولد. أظهر مقطع فيديو نُشر على موقع يوتيوب في فبراير/شباط 2022، حفل تخرج بهاء وخالد، وهما ابنان آخران للضيف من زواجه الأول.
توفيت والدته عام 2011، ووالده عام 2022.
اعتقال الضيف
اعتقلته قوات الاحتلال عام 1989 خلال الضربة الأولى التي تلقتها حركة حماس، والتي اعتقل فيها الشيخ أحمد ياسين، وقضى 16 شهراً في سجون الاحتلال موقوفاً دون محاكمة بتهمة العمل في الجهاز العسكري لحماس الذي أسسه صلاح شحادة.
أثناء اعتقاله كان قد اتفق مع كل من: صلاح شحادة وزكريا الشوربجي على تنظيم مجموعة لأسر الجنود ولكن في دائرة مغلقة دون الارتباط بالتنظيم وبتوجيه مركزي لعدم الوصول إليها في حالة تلقي ضربة.
أدت خطورته إلى جعل اعتقاله جزءاً من صفقة بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل تنص على قيام الأولى باعتقاله، مقابل أن تعطيها الثانية سيطرة أمنية على ثلاث قرى في القدس.
فاعتقلت السلطة الضيف، ودخل السجن في بداية أيار/ مايو عام 2000، لكنه تمكن من الإفلات من سجَّانيه في بداية إنتفاضة الأقصى، واختفت آثاره منذ ذلك اليوم. وخلال الفترة العصيبة التي تعرضت فيها حركة حماس للملاحقة من قبل أجهزة أمن السلطة الفلسطينية ما بين عامي 1995 وحتى نهاية 2000م رفض الضيف بشدة التصدي لقوى الأمن الفلسطينية خلال قيامها باعتقال أعضاء كتائب القسام، وذلك حقنا للدم الفلسطيني.
محاولات الاحتلال لإغتيال الضيف
حاولت المخابرات الإسرائيلية مراراً تصفيته 7 مرات على الأقل، لكنها فشلت كل مرة، وبررت فشلها بأنه هدف يتمتع بقدرة بقاء غير عادية، ويحيط به الغموض، ولديه حرص شديد على الابتعاد عن الأنظار.
وكانت إحدى محاولات اغتياله في أيلول/ سبتمبر عام 2002 ونجا منها بأعجوبة، حيث فشلت صواريخ طائرات الأباتشي في قتله رغم أنها أصابت السيارة التي كان داخلها، وأدى الحادث إلى مقتل اثنين من مرافقيه، وأشارت مصادر فلسطينية وقتها إلى أن الضيف فقد إحدى عينيه، تدَّعي المخابرات الإسرائيلية أن الضيف وبسبب محاولات الإغتيال خسر قدميه وإحدى يديه والبعض الآخر يقول بأنه خسر عينه فقط، والبعض الآخر يقول بأنه لم يخسر شيئا على الإطلاق وتدعي إسرائيل بأنه أصبحت لديه صعوبة في التكلم بسبب محاولات الإغتيال لكنه كلام غير مؤكد وغير موثوق.
في 13 يوليو 2024، استهدفت القوات الجوية الإسرائيلية منطقة مواصي رفح في قطاع غزة بهدف اغتيال القائد العام لكتائب القسام محمد الضيف، وأسفر الهجوم عن مجزرة قتل فيها وفقًا لوزارة الصحة في غزة، ما لا يقل عن 90 فلسطينيا وجرح 300 على الأقل في المنطقة التي قالت عنها إسرائيل أنها «منطقة آمنة» للمدنيين، وزعم الجيش الإسرائيلي اغتياله وأن أحد شركاء ضيف والعقل المدبر لهجوم 7 أكتوبر، قائد لواء خان يونس رافع سلامة، كان من بين القتلى، وفيما يتعلق بضيف، ذكر الجيش الإسرائيلي أن هناك دلائل على أنه قُتل أيضًا، لكنهم لم يتمكنوا من تأكيد ذلك رسميًا. وبحسب ما ورد، تم انتشال جثة يشتبه في أنها تنتمي إلى ضيف من الموقع لكنها كانت مشوهة للغاية بحيث لا يمكن التعرف عليها.
في 1 أغسطس 2024، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه أكد أن ضيف توفي في غارة 13 يوليو. بعد أسبوعين من إعلان الجيش الإسرائيلي عن تأكيده، نفت حماس مقتل الضيف، حيث صرح المسؤول الكبير في حماس أسامة حمدان في مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس أن الضيف لا يزال على قيد الحياة.
تدرج الضيف في المناصب القيادية
وبرز دوره قياديًا بارزًا لـ «كتائب القسام» بعد مقتل «عماد عقل» حيث تسلم مسؤولية الجهاز العسكري لحركة حماس، وكان له دور كبير في قيادة قطاع واسع من الجناح جنباً إلى جنب مع مؤسس أول جناح عسكري لحماس في الأراضي الفلسطينية حيث كان الشيخ «صلاح شحادة» داخل السجون.
دورة في الحرب على غزة 2014
في معركة العصف المأكول وفي عيد الفطر تكلم مرفقاً بصور من عملية ناحل عوز، وتكلم الضيف في تسجيل صوتي دون أن يظهر وجهه، جاء خطابه حافلًا بالرسائل في الاتجاهات السياسية والعسكرية، وموجهاً للأطراف في الساحة الداخلية والخارجية. وتكمن الرسالة الرئيسية في كون كتائب القسام تستهدف الجنود الإسرائيليين في عقر دارهم وبروح استشهادية عالية. حيث تبع الكلمة تصوير لعملية اقتحام نفذتها كتائب القسام خلف خطوط الجيش الإسرائيلي وقتلت بها عدداً من الجنود دون أن تخسر أي مقاتل.
دورة في الحرب على غزة 2021
مع تصاعد اعتداءات الاحتلال على القدس والأقصى، ومحاولته الاستيلاء على منازل المواطنين في حي الشيخ جراح، وتهجير سكانها قسرًا، عاد اسم محمد الضيف للواجهة مجدداً، بعد أن وجّه في الرابع من مايو عام 2021م تحذيرًا واضحًا للاحتلال، مؤكدًا أنه إذا لم يتوقف العدوان على حي الشيخ جراح، فإن المقاومة لن تقف مكتوفة الأيدي، وسيتكبد العدو ثمنًا باهظًا.
لكن سلطات الاحتلال تجاهلت التحذير وزادت من اعتداءاتها على المسجد الأقصى وأهالي حي الشيخ جراح. وفي العاشر من مايو، أعطت قيادة المقاومة مهلة للاحتلال حتى الساعة السادسة مساءً للانسحاب من المسجد الأقصى وحي الشيخ جراح، والإفراج عن جميع المعتقلين خلال الأحداث الأخيرة، وإلا سيتحمل عواقب ذلك. وبعد انتهاء المهلة، أطلقت كتائب القسام ضربة صاروخية تجاه القدس في تمام الساعة السادسة مساءً، والتي كانت شرارة اندلاع معركة سيف القدس.
وفي اليوم الرابع للمعركة، أُطلِق صاروخ عياش 250 باتجاه مطار رامون جنوب فلسطين، بأمر من قائد هيئة أركان القسام محمد الضيف، والصاروخ يتمتع بمدى أكبر من 250 كم وقوة تدميرية قوية، والذي سمي على اسم يحيى عياش، رفيق درب محمد الضيف، والذي أُغتيل بتاريخ 5 يناير 1996م.
أعلن الجيش الإسرائيلي في تصريحات صباح الأربعاء 19 مايو 2021، فشله مرتين في محاولة اغتيال محمد الضيف، خلال العملية العسكرية في قطاع غزة. حاول الجيش من زوايا متعددة وبأسلحة متنوعة من الجو مهاجمة موقع تحت الأرض حيث كان الضيف، لكنه لم ينجح في تحقيق هدفه. وتشير التقارير إلى أن هذه هي المحاولة السابعة لاغتيال الضيف على مر السنين.
مقتل محمد الضيف
في 13 يوليو 2024، أعلن الجيش الاسرائيلي استهداف محمد الضيف وقائد لواء خان يونس رافع سلامة في غارة على منطقة مواصي رفح في قطاع غزة. وفي 1 أغسطس 2024، أعلن الجيش الإسرائيلي تأكيد مقتل الضيف في غارة 13 يوليو.
في 30 يناير 2025، أعلن الناطق الرسمي باسم كتائب القسام أبو عبيدة مقتل محمد الضيف رفقة مجموعة من القادة الآخرين، ولكنه لم يوضح متى أو كيف.