مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

اقتلع أظافر أطفال درعا.. كيف تم القبض على ابن خالة الأسد؟

نشر
الأمصار

كشف مدير مديرية الأمن العام في محافظة اللاذقية  في سوريا، المقدم مصطفى كنيفاتي، الجمعة، عن إلقاء القبض على رئيس فرع الأمن السياسي بمحافظة درعا سابقا عاطف نجيب.

 

إقصاء الأسد لصهر عاطف نجيب وحجز أمواله "إرضاء لتيار أسماء" | الحرة

وبينما لا يزال خبر اعتقال، العميد عاطف نجيب ابن خالة الرئيس السوري السابق بشار الأسد ورئيس فرع الأمن السياسي في محافظة درعا الجنوبية سابقاً، يشغل السوريين، تصاعدت التساؤلات حول طريقة رصده.

رصد تحركات عاطف نجيب

ليتبين أن الرجل الذي يعرفّه السوريون بمقتلع أظافر أطفال درعا، كان يحاول الفرار من سوريا، مع مجموعة من الضباط في الجيش السوري.

إلا أن قوات الأمن العام في الإدارة الحالية الجديدة تمكنت من إلقاء القبض عليه.

فيما كشف مدير الأمن العام في محافظة اللاذقية، مصطفى كنيفاتي، أن عملية تعقب استغرقت أكثر من عشرة أيام، سبقت اعتقاله، وفق ما نقل "تلفزيون سوريا".

وأوضح أن العملية الأمنية انطلقت بعد رصد تحركات نجيب، الذي انتقل من دمشق إلى ريف جبلة في محاولة للتخفي.

كما أشار إلى أن كمينا نصب له بالقرب من بلدة الحفة، ما أسفر عن توقيفه.

 إلقاء القبض على عاطف نجيب

وكان كنفاني أعلن أمس الجمعة أن الأمن العام في اللاذقية تمكن في عملية نوعية، من إلقاء القبض على نجيب، مضيفا أنه تورط في جرائم ضد الشعب السوري.

كما أوضح أن هذه الخطوة أتت في إطار جهود السلطات لمحاسبة المتورطين في الانتهاكات ضد السوريين وتعزيز الأمن. 

وأشار إلى أن نجيب حول إلى الجهات المعنية لمحاكمته ومحاسبته.

وجاء ذلك بعد الإطاحة بنظام الأسد في بداية ديسمبر/كانون الأول 2024، أطلقت السلطات السورية الجديدة حملة للقبض على رموزه ورجاله، وفي يوم 31 يناير/كانون الثاني 2025 أعلنت سلطات الأمن في محافظة اللاذقية عن اعتقال عاطف نجيب.

وقال مدير مديرية الأمن العام في محافظة اللاذقية المقدم مصطفى كنيفاتي إنه تم اعتقال نجيب و"تحويله للجهات المعنية ليصار إلى محاكمته ومحاسبته على الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب السوري".

وأضاف المصدر نفسه أن عاطف نجيب كان مختبئا في ريف اللاذقية.

وكالة الحدث الاخبارية - سوريا.. مسؤول أمني يكشف تفاصيل القبض على العميد عاطف  نجيب

كيف اشتهر عاطف نجيب بين السوريين

وذاع صيت هذا الرجل بين السوريين إبان الاعتقالات التي حصلت في درعا بمارس 2011، جراء كتابة عدد من الأطفال على الجدران عبارة "جاء دورك يا دكتور" في إشارة إلى ساعة سقوط ورحيل الأسد في خضم الثورات أو ما عرف بالربيع العربي الذي ساد عددا من البلدان العربية آنذاك.

فما كان من العميد آنذاك إلا أن أمر بسجن الصغار، وتعذيبهم حتى يعترفوا بمن دفعهم إلى التظاهر، ومن ضمنهم الصغير حمزة الخطيب، الذي قضى تحت التنكيل.

كما رفض آنذاك مناشدة وجهاء وأهالي درعا الإفراج عن الصغار كي تهدأ التظاهرات التي خرجت حينها مطالبة بهم.

بل نقل البعض عن نجيب قوله لهم "انسوا ولادكم وروحوا جيبوا غيرهم".!

ولاحقاً عين الأسد الذي رفض إقالة قريبه رغم مظاهرات الأهالي في درعا، لجنة للتحقيق في ما حصل، إلا أنها لم تخلص إلى نتائج كثيرة، مكتفية بإصدار قرار يمنع سفر نجيب آنذاك.

سوريا: اعتقال رئيس فرع الأمن السياسي في درعا بكمين للأمن العام

من هو عاطف نجيب

عاطف نجيب عميد في الأمن السوري على عهد الرئيس المخلوع بشار الأسد، وهو ابن خالته، ولد عام 1960 وتولى عدة مناصب أمنية في ظل النظام السابق، أبرزها رئيس فرع الأمن السياسي في محافظة درعا جنوب سوريا.

اشتهر باعتقاله 15 طفلا في مدينة درعا في مارس/آذار 2011 وتعذيبهم بسبب كتابة بعضهم شعارات على جدران مدرسة ينتقدون فيها النظام السوري، ولما طالبه أهالي الأطفال بالإفراج عنهم رد عليهم ردا مهينا، مما أشعل فتيل الثورة ضد حكم الأسد.

أعلنت الإدارة السورية الجديدة، التي تولت حكم البلاد بعد سقوط نظام بشار الأسد، أن قوات الأمن في اللاذقية ألقت القبض على نجيب يوم 31 يناير/كانون الثاني 2025، بعد أن كان متخفيا في ريف المدينة.

المولد والنشأة

وُلد عاطف نجيب عام 1960 في مدينة جبلة الساحلية في محافظة اللاذقية على شاطئ البحر الأبيض المتوسط شمال غرب سوريا، وفيها درس المراحل الابتدائية والإعدادية والثانوية.

تخرّج في الكلية الحربية في حمص، التي تلقب بـ"أم الكليات العسكرية في سوريا"، وحصل منها على رتبة ملازم، ثم التحق بجهاز المخابرات، وشغل مناصب أمنية عدة، أبرزها رئاسة فرع الأمن السياسي في درعا.

عاطف نجيب هو ابن خالة بشار الأسد، فوالدته فاطمة مخلوف هي شقيقة أنيسة مخلوف والدة الرئيس السوري المخلوع.

تدرجة في المناصب والمسؤوليات

هو أحد أبرز رموز النظام السوري المخلوع، وشغل فيه مناصب أمنية عدة أبرزها:

رئيس فرع الأمن السياسي في درعا من 2008 حتى عام 2011.
رئيس فرع الفيحاء للأمن السياسي في العاصمة دمشق.
رئيس قسم التحقيق والدوريات في دمشق.
رئيس فرع الأمن في منطقة الشيخ محيي الدين بدمشق.
نائب رئيس قسم أمن الشرطة ثم نائب رئيس قسم قطاعات المحافظات في أمن دمشق.

اعتقال الاطفال

ويتهم قادة الثورة السورية عاطف نجيب بأنه كان مسؤولا عن اعتقال 15 طفلا كتب بعضهم شعارات مناهضة للنظام على جدران مدرستهم في مدينة درعا في مارس/آذار 2011.

ومن تلك الشعارات "إجاك الدور يا دكتور" و"حرية" و"يسقط النظام"، وجاءت بعد اندلاع سلسلة من المظاهرات والثورات التي أطاحت بعدة أنظمة في العالم العربي مثل نظام الرئيس التونسي الراحل زين العابدين بن علي، ونظام الرئيس المصري الراحل محمد حسني مبارك، ونظام العقيد الليبي الراحل معمر القذافي، ونظام الرئيس اليمني الراحل علي عبد الله صالح.

واعتُقل أولئك الأطفال في فرع الأمن السياسي بدرعا 45 يوما، تعرضوا أثناءها لأنواع شتى من التعذيب مثل الضرب والصعق بالكهرباء والتعليق على الجدران، بل ويقول الثوار السوريون إن التعذيب بلغ حد قلع أظافر الأطفال.

وعندما توجه وجهاء درعا وأهالي الأطفال إلى مكتب عاطف نجيب للمطالبة بالإفراج عنهم، واجههم برد مذل ومهين، ورفض تسليمهم أطفالهم، وهددهم، مما أشعل فتيل الثورة السورية في منتصف مارس/آذار 2011.

تورطه في قضايا فساد

يتهمه خصومه بأنه متورط في قضايا فساد، منها الاتجار غير المشروع في استيراد وتصدير السيارات، وتهريب السلع من لبنان، واستغلال نفوذه في ابتزاز التجار ورجال الأعمال.

ويقول منتقدو عاطف نجيب إنه كان يتنقل دوما في موكب شديد الحراسة، وكان يطلب طعامه من دمشق خوفا من الاغتيال.

وعلى الرغم من أن بشار الأسد أمر بفتح تحقيق في الاتهامات الموجهة إلى ابن خالته، فإنها لم تسفر عن شيء، باستثناء إعفائه من منصبه وتكليفه بمنصب آخر، إذ تم نقله إلى فرع الأمن السياسي في إدلب "لاحتواء غضب الشارع السوري"، حسب قول معارضيه.

وضع عاطف نجيب على قائمة العقوبات الأميركية في 29 أبريل/نيسان 2011، وعلى قائمة العقوبات الأوروبية في 9 مايو/أيار 2011، بتهمة التورط في جرائم ضد المدنيين في سوريا.