مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

لقاء ترامب ونتنياهو.. 5 ملاحظات رئيسية من «صدمة غزة»

نشر
الأمصار

لقاء حمل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، في مؤتمره الصحفي، تصريحات صادمة عن إخلاء غزة من سكانها، وتحويلها لـ"ريفييرا" جديدة، ما حرك كثيرا من ردود الفعل.

إذ قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أمس الثلاثاء، إن الولايات المتحدة يجب أن تستولي على غزة وتنقل مليوني فلسطيني قسراً إلى دول أخرى، واصفاً خطته بأنها جهد إنساني لتوفير وطن جديد "جميل" للأشخاص الذين شردتهم الحرب المدمرة.

هذا الاقتراح، الذي قدمه خلال مؤتمر صحفي في البيت الأبيض مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قلب عقودًا من السياسة الخارجية الأمريكية في الشرق الأوسط رأسًا على عقب.

لقاء ترامب ونتنياهو

وفي ظل هذا الجدل، عرضت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، 5 ملاحظات أساسية من لقاء ترامب ونتنياهو:

1- تجاهل ترامب عقودًا من الدبلوماسية الأمريكية

باقتراحه أن تتولى الولايات المتحدة السيطرة على غزة، أقحم ترامب إدارته مباشرة في واحدة من أكثر النقاط الملتهبة، حساسية في الشرق الأوسط، وفق صحيفة "نيويورك تايمز".

وعلى مدى سنوات، وفي عهد رؤساء من كلا الحزبين الرئيسيين، دعمت الولايات المتحدة فكرة ”حل الدولتين“ الذي يعيش فيه الفلسطينيون والإسرائيليون جنباً إلى جنب في سلام.

وفي يوم واحد، تخلى ترامب عن هذه الفكرة واستبدلها بفكرة مختلفة تمامًا.

وقال للصحفيين: "كل شخص تحدثت إليه يحب فكرة امتلاك الولايات المتحدة لتلك القطعة من الأرض.. تطوير وخلق الآلاف من فرص العمل سيكون رائعًا".

في المقابل، رفض قادة مصر والأردن بالفعل فكرة استقبال الفلسطينيين.

ويوم الثلاثاء، وصف ممثلو حماس فكرة نقل ما يقرب من مليوني شخص بأنها "وصفة لخلق الفوضى والتوتر في المنطقة".

ولم يستشهد ترامب بأي سلطة قانونية تعطيه الحق في الاستيلاء على الأراضي، ولم يتطرق إلى حقيقة أن الترحيل القسري للسكان ينتهك القانون الدولي.

2. تصريحات في مرحلة شديدة الحساسية

ووفق "نيويورك تايمز"، جاء اقتراح ترامب في خضم مفاوضات محفوفة بالمخاطر من أجل التوصل إلى وقف دائم لإطلاق النار بين إسرائيل وحماس، يمكن أن ينهي القتال ويؤدي إلى إطلاق سراح الرهائن الذين لا يزالون محتجزين في غزة.

ولم يتضح على الفور، ما هو تأثير تعليقات الرئيس الأمريكي على تلك المحادثات.

وكان نتنياهو قد وافق يوم الإثنين على إرسال فريق إلى الدوحة، قطر، حيث بدأ ممثلو إسرائيل وحماس مناقشات.

فيما أصرت قيادة حماس على أنها ستبقى مسيطرة على غزة بعد انتهاء الحرب، مما يوسع من هيمنتها على القطاع.

في المقابل، قال مساعدو ترامب صباح الثلاثاء إن الولايات المتحدة لن تتسامح مع بقاء حماس في السلطة.

لكن اقتراح الرئيس الأمريكي باستيلاء الولايات المتحدة على غزة، ذهب إلى أبعد مما اقترحه مساعدوه في وقت سابق من اليوم.

ترامب ونتنياهو خلال المؤتمر الصحفي

3. لم يتم التطرق إلى الأسئلة اللوجستية

لم يقدم ترامب إجابات عن أسئلة مهمة: كيف سيتم تنفيذ استيلاء الولايات المتحدة على غزة، وما إذا كان استخدام القوة سيكون مطلوبًا، وكيف سيتم نقل مليوني شخص إلى بلدان أخرى رغمًا عنهم، ومن سيمول ويبني ”الريفييرا“ المتألقة والحديثة التي يتصورها في القطاع؟.

وقال ترامب، مرارًا وتكرارًا، إن قادة مصر والأردن سيقبلون الفلسطينيين على الرغم من قولهم إنهم لن يفعلوا ذلك.

وأقرّ بأن القوات الأمريكية قد تكون ضرورية - أو قد لا تكون ضرورية - لكنه لم يجب عن أسئلة حول المعارضة التي قد تأتي من الفلسطينيين والإسرائيليين على حد سواء حول استيلاء قوة أجنبية على الأرض.

بل اقترح الرئيس الأمريكي، أن تدفع دول أخرى تكاليف إعادة إعمار المكان الذي وصفه بأنه ”حفرة جحيم“. لكنه قال أيضًا إنه يتصور "وضع ملكية أمريكية طويلة الأجل"، دون أن يوضح ما هي أجزاء المنطقة التي ستمتلكها الولايات المتحدة أو كيف سيكون ذلك قانونيًا.

4. تحاكي الفكرة تطلعات ترامب التوسعية الأخرى

الأكثر من ذلك، جاء اقتراح ترامب متماشياً مع تصريحاته التوسعية منذ بداية ولايته الثانية.

فمنذ 20 يناير، اقترح الاستيلاء على جرينلاند، وهى جزء شبه مستقل من الدنمارك. وهدد باستخدام القوة العسكرية والاقتصادية لإعادة السيطرة على قناة بنما إلى الولايات المتحدة. وقال مرارًا وتكرارًا إنه يجب أن تصبح كندا الولاية الـ51 لأمريكا.

وكانت هناك بالفعل معارضة شديدة لكل من هذه الأفكار، وبدا من المؤكد أن اقتراح السيطرة على غزة سيثير المزيد من الجدل.

وأمس الثلاثاء، أصر ترامب على أن الفلسطينيين سيتقبلون فكرته بسبب القصف الذي دمر منازلهم خلال الحرب بين حماس وإسرائيل، وقال: "السبب الوحيد الذي يجعل الفلسطينيين يرغبون في العودة إلى غزة هو أنهم لا يملكون أي بديل".

5. تصريحات أذهلت المراقبين

على حد قول "نيويورك تايمز"، أذهلت هذه التصريحات المراقبين، وكانت مقصودة.

إذ كان اقتراح الاستيلاء على غزة مثالًا آخر على نهج "الصدمة والرعب" في الحكم الذي اتبعه ترامب منذ عودته إلى منصبه.

ففي الأسبوعين الأولين من رئاسته، سعى ترامب إلى زعزعة استقرار بعض أكبر المؤسسات في البلاد أو وقف تمويلها أو القضاء عليها.

وقال مساعدون إن ذلك كان جزءًا من استراتيجية للذهاب إلى أبعد من ذلك في جهوده لإعادة تشكيل البلاد بشكل كبير. وبدا اقتراح غزة وكأنه استمرار لهذا الجهد لزعزعة الوضع الراهن.