حرب السودان.. هل اقتربت معركة «كسر العظم»؟
تتغير رقعة الحرب وحسابات السيطرة في السودان بسرعة كبيرة، إثر القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، في ولايتي الخرطوم والجزيرة.
وأفادت مصادر عسكرية في السودان، بأن جيش "سلاح المدرعات" جنوبي العاصمة الخرطوم، وصل الأربعاء، إلى مقر "سك العملة"، ويزحف تجاه مقر "الاستراتيجية العسكرية"، وجسر "الفتيحاب" الذي يربط مدينتي الخرطوم وأم درمان.
ووفق المصادر العسكرية، فإن عناصر الجيش السوداني، استولت على حي "الرميلة" جنوبي الخرطوم، واقتربت من الالتحام بقوات الجيش في منطقة "المقرن" وسط العاصمة الخرطوم.
المصادر التي فضلت عدم الكشف عن هويتها، قالت إن قوات "الدعم السريع"، حشدت قواتها وآلياتها القتالية، لعرقلة انفتاح الجيش السوداني على وسط العاصمة الخرطوم.
لذلك، عززت قوات الدعم السريع في السودان، قواتها العسكرية في محيط "القصر الرئاسي"، وجميع المؤسسات والوزارات الحكومية في قلب الخرطوم.
ولا تزال قوات الدعم السريع في السودان، تسيطر على مواقع استراتيجية بالعاصمة الخرطوم، أبرزها، "القصر الرئاسي"، و"جياد الصناعية"، و"مطار الخرطوم"، و"بنك السودان المركزي"، و"برج شركة زين للاتصالات"، و"برج الفاتح"، ومبنى "رئاسة الوزراء"، ومنطقة "السوق العربي"، و"أرض المعسكرات سوبا"، "المدينة الرياضية".
كما تسيطر على معسكر "الدفاع الجوي"، ومقر "الاحتياطي المركزي"، ومعسكر "طيبة"، ومقر "جهاز الأمن والمخابرات"، ومباني "معهد الاستخبارات العسكرية"، وأكاديمية "الأمن العليا"، وإدارة "العمليات الخاصة"، ومقر "الشرطة العسكرية".
تقدم ومناورات
في المقابل، وخلال اليومين الماضيين، استعاد الجيش السوداني، مدينة "الكاملين" من قبضة قوات الدعم السريع في السودان، بعد معارك ضارية باستخدام الأسلحة والخفيفة، استمرت لعدة أيام.
بينما أعلن رئيس مجلس السيادة في السودان قائد الجيش عبدالفتاح البرهان، في خطاب متلفز، ليل الثلاثاء، الاقتراب من جسر "سوبا" الواقع شرقي العاصمة الخرطوم.
ومنذ 13 يناير الماضي، استأنف الجيش السوداني عملياته العسكرية بولاية الجزيرة وسط السودان، حيث تمكن من السيطرة على مدن "رفاعة"، وتمبول" بشرق الجزيرة، بالإضافة إلى مدينة "الحصاحيصا" شمالي ولاية الجزيرة.
كما سيطر الجيش السوداني، أيضا على مناطق "لعيلفون، وأم ضوًا بان، والعسيلات وغيرها من المناطق الواقعة في محلية شرق النيل بولاية الخرطوم.
في المقابل، أفادت مصادر عسكرية، في تصريحات صحفية، بأن قوات الدعم السريع في السودان، شنت هجومًا كاسحًا على قوات الجيش السوداني، والقوات المتحالفة معه، على منطق شرق النيل، وعرقلة محاولة التقدم إلى داخل العاصمة الخرطوم.
وبالنسبة إلى الخبير العسكري في السودان، فخر الدين يوسف، فإن المشهد العسكري حاليًا يشهد حالة تعقيد كبيرة، في ظل تقدم الجيش السوداني في ولايتي الخرطوم والجزيرة، وإدخال قوات "الدعم السريع" آلاف العربات القتالية المصفحة والمقاتلين إلى العاصمة الخرطوم خلال الأيام الماضية.
وأوضح الخبير العسكري في السودان، فخر الدين يوسف، في تصريحات صحفية، أن "الأوضاع مفتوحة على كل الاحتمالات، الجيش السوداني يعتزم استلام كامل ولايتي الخرطوم والجزيرة من خلال تكثيف عملياته الحربية، وقوات الدعم السريع، تسعى للمحافظة على العاصمة الخرطوم خاصة المنشآت العسكرية، والمقرات السيادية التي تسيطر عليها بأي ثمن".
وأضاف الخبير العسكري في السودان، فخر الدين يوسف، قائلًا: "قوات الدعم السريع، نفذت عملية انسحاب منظم من بعض المناطق في ولاية الجزيرة وبحري وحشدت كامل قواتها داخل العاصمة الخرطوم".
معركة كسر العظم
وتعقيبا على ذلك، قال الكاتب والمحلل السياسي في السودان، أنور سليمان، إن "التطورات الميدانية المتسارعة، مؤشر على أن المعارك في العاصمة الخرطوم وصلت مرحلة كسر العظم".
وأضاف الكاتب والمحلل السياسي في السودان، أنور سليمان، في تصريحات صحفية، "هذه التطورات قد تفرض على قوات الدعم السريع التقوقع غربًا (دارفور)" أو أن تصمد وهذا يعني أن العاصمة ستبقى جزءا من ميدان الحرب الطويلة".
من جهته، يرى الكاتب والمحلل السياسي في السودان، عبدالمنعم عبدالله، أن "هذه التطورات تفيد بتغير الوضع الميداني كُليًا وهو تحول بدأ من شهر سبتمبر الماضي عندما استعاد الجيش (جبل مويا) وتقدم في ولاية الجزيرة وخاصة شمالها ما يمكن من محاصرة الخرطوم من الجنوب والشرق".
وأضاف الكاتب والمحلل السياسي في السودان، عبدالمنعم عبدالله، في تصريحات صحفية، قائلًا: "هذا إذا أضفنا له سيطرة الجيش السوداني على مدينة بري شمالي الخرطوم، لتصبح قوات الدعم السريع الموجودة في الخرطوم تحت حصار من ثلاثة اتجاهات وليس أمامها سوى الخروج منها".
ويخوض الجيش السوداني، و"الدعم السريع" منذ منتصف أبريل 2023، حربًا خلّفت أكثر من 20 ألف قتيل ونحو 14 مليون نازح ولاجئ، وفق الأمم المتحدة والسلطات المحلية، بينما قدر بحث لجامعات أمريكية عدد القتلى بنحو 130 ألفًا.