وسط الانهيار الاقتصادي.. مباحثات يمنية أمريكية بشأن الأوضاع الإنسانية

بحث عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني عيدروس الزُبيدي، تطورات الأوضاع الإنسانية التي تشهدها البلاد في ظل الانهيار الواسع للريال اليمني.
جاء ذلك خلال لقاء الزبيدي، الأحد، في العاصمة الإماراتية أبوظبي، مع سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى اليمن ستيفن فاغن.
وناقش اللقاء مستجدات الأوضاع الإنسانية والسياسية باليمن في ظل تفاقم الأزمة الاقتصادية التي تعيشها البلاد، جراء الحرب الحوثية.
وخلال اللقاء أكد الزبيدي على ضرورة اضطلاع مجلس القيادة والحكومة بالمسؤوليات الوطنية الملقاة على عاتقهما وفي مقدمتها توفير الخدمات الأساسية ودفع المرتبات والبحث عن حلول عاجلة ومستدامة لتفعيل الموارد الاقتصادية للبلاد.
كما ناقش اللقاء اليمني الأمريكي أهمية تحشيد الدعم الإقليمي والدولي لمساندة مجلس القيادة الرئاسي لانتشال الوضع الاقتصادي المتردي وتطبيع الحياة في المحافظات المحررة.
بالإضافة إلى الحاجة الملحة لإجراء إصلاحات حقيقية وشاملة في هيكل الحكومة والمؤسسات الحكومية بما في ذلك تفعيل المؤسسات الإيرادية وضبط السياسات المالية وإصلاح وتعزيز عمل الأجهزة الرقابية لتحقيق الاستقرار الاقتصادي.
في السياق، تواصل الحكومة اليمنية تحركاتها الداخلية والإقليمية والدولية، منذ تفاقم الأزمة الاقتصادية في اليمن، نتيجة تصعيد حرب الحوثيين ضد قطاعي الاقتصاد والمالية، وما نتج عنه من تبعات فاقمت الأزمة الإنسانية والمعيشية للمواطنين.
ومنذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، يشهد الريال اليمني تراجعاً كبيراً في سعر صرفه، ليصل لأدنى المستويات، وذلك لأول مرة في تاريخه، وسط تحذيرات خبراء الاقتصاد من تفاقم الوضع المعيشي للمواطنين.
تقرير أممي: أزمة الغذاء في اليمن تشهد تفاقمًا كبيرًا
أكد تقرير أممي صادر عن برنامج الغذاء العالمي، أن أزمة انعدام الأمن الغذائي في اليمن شهدت تفاقمًا، مع وجود 64% من الأسر غير قادرة على تلبية احتياجاتها من الغذاء الكافي.
وقال برنامج الغذاء العالمي: "لا يزال وضع انعدام الأمن الغذائي في اليمن عند مستويات مقلقة باستمرار، حيث لم تتمكن 64% من الأسر التي شملها الاستطلاع من الحصول على الحد الأدنى من احتياجاتها الغذائية فى ديسمبر 2024".
وأضاف التقرير، أن الأزمة كانت أكثر حدة في المناطق الواقعة ضمن نفوذ الحكومة المعترف بها دوليًا، حيث أظهرت البيانات أن 67% من الأسر تفتقر إلى الوصول إلى الغذاء الكافي، مقابل 63% في المناطق الخاضعة لسيطرة جماعة الحوثيين في اليمن.
وأشار برنامج الغذاء العالمي، إلى أن تدهور الأمن الغذائي يرتبط بشكل أساسي "بارتفاع أسعار المواد الغذائية في مناطق نفوذ حكومة اليمن المعترف بها دوليا (منطقة العمليات الجنوبية)، والمساعدات الغذائية الإنسانية المحدودة المقدمة فى المناطق الخاضعة لجماعة الحوثيين (منطقة العمليات الشمالية)، بالإضافة إلى ندرة الأنشطة المدرة للدخل، والاضطرابات الاقتصادية في جميع أنحاء اليمن".
وأوضح التقرير، أن استمرار الصراع الداخلي خلال الربع الأخير من العام الماضي "ساهم في مزيد من التدهور في وضع الأمن الغذائي، وخاصة في المديريات الواقعة على خط المواجهة في محافظات تعز والضالع وأبين".
وأكد البرنامج الأممي، أن مستويات الحرمان الشديد من الغذاء (سوء استهلاك الغذاء) بلغت 38% بحلول نهاية العام، (40% في مناطق الحكومة المعترف بها دوليًا و37% في مناطق الحوثيين). وتجاوزت جميع المحافظات عتبة "عالية جدا" أكثر أو يساوي 20% لسوء استهلاك الغذاء في ديسمبر، باستثناء محافظة صنعاء في اليمن.