الظلام يخنق «عروس النيل».. «كوستي» السودانية تحت القصف
![الأمصار](/Upload/files/0/4/37.jpg)
كالحرب الخانقة، بات الظلام يطوّق مدن السودان الواحدة تلو الأخرى، وهذه المرة عبر إلى الضفة الغربية للنيل الأبيض، حيث أطبق على مدينة كوستي، أو «عروس النيل» كما يسميها أهلها بولاية النيل الأبيض.
وفجر الأحد، ومع تصاعد وتيرة الاشتباكات العسكرية في السودان، استهدفت مسيرات انتحارية محطة «أم دباكر» الحرارية لتوليد الكهرباء بمدينة كوستي في ولاية النيل الأبيض، ما تسبب في انقطاع الكهرباء عن أجزاء واسعة من السودان.
وأفادت مصادر عسكرية في السودان، بأن قصف المسيرات لمحطة «أم دباكر» الحرارية بولاية النيل الأبيض أدى إلى إظلام تام في جميع أنحاء الولاية وعدد من المدن الأخرى.
ووفق المصادر العسكرية، اشتعلت النيران في المحطة الحرارية بمدينة كوستي، ما أدى إلى تصاعد ألسنة اللهب والدخان وانقطاع خدمات الكهرباء في جميع أنحاء الولاية.
وحسب المصادر العسكرية، أخفقت المضادات الأرضية التابعة للجيش السوداني في التعامل مع المسيرات الانتحارية التي استهدفت المحطة الحرارية لتوليد الكهرباء.
ولم يعلق الجيش السوداني أو قوات «الدعم السريع» حول استهداف محطة «أم دباكر» الحرارية، ما أدى إلى انقطاع التيار الكهربائي في أجزاء واسعة من البلاد.
![محطة «أم دباكر» بعد استهدافها](https://cdn.al-ain.com/lg/images/2025/2/16/162-120014--_167b19b0ecd30c_700x400.jpg)
ماذا نعرف عن محطة «أم دباكر»؟
تُعتبر محطة كهرباء «أم دباكر» الحرارية، التي أُنشئت عام 2016، من المشروعات المهمة ضمن خطة الدولة لتوفير الطاقة الكهربائية لجميع القطاعات السكنية والزراعية والصناعية في السودان، وذلك في ظل الطلب المتنامي على الكهرباء خلال السنوات العشر الأخيرة.
وتبلغ الطاقة الإنتاجية الحالية للمحطة 500 ميجاواط، وترتبط بالشبكة القومية للكهرباء عبر ثلاثة خطوط نقل بجهد 220 كيلو فولت، أحدها لجبل أولياء، حيث ترتبط بشبكة الخرطوم، والثاني للرنك لربط دولة جنوب السودان، والثالث لمدينة الأبيض لربط ولايات كردفان ودارفور الكبرى.
وخلال الأشهر الأخيرة، أصبحت محطات الطاقة هدفًا لطرفي النزاع عبر المسيرات، التي ضربت محطات الطاقة في عدة مدن في السودان، أبرزها دنقلا، ومروي، وعطبرة، وسنار، وسنجة، والشواك، والقضارف، ما أدى إلى إغراق السودانفي الظلام.
![الأمصار](https://www.alamssar.com/Upload/files/0/4/37.jpg)
معارك ضارية بين الجيش السوداني والدعم السريع في وسط الخرطوم
يخوض الجيش السوداني مواجهات عنيفة ضد مليشيا الدعم السريع في وسط الخرطوم، إلى جانب تنفيذه قصفا مكثفا في محيط القصر الجمهوري، الذي فقد السيطرة عليه منذ اندلاع الحرب في أبريل 2023.
واستهدف الجيش السوداني تجمعات الدعم السريع في الخرطوم بحري بقصف عنيف، حيث سمع السكان انفجارات قوية، أعقبها تصاعد أعمدة الدخان من محيط القصر المطل على الضفة الجنوبية للنيل الأزرق.
جوتيريش: 6 مليارات دولار لمواجهة الأزمة الإنسانية بالسودان
طالب أنطونيو جوتيريش الأمين العام للأمم المتحدة أمس بوقف تدفّق الأسلحة إلى السودان، مشيرا إلى أن ما يحدث فى السودان يعد «أزمة إنسانية غير مسبوقة فى القارة الإفريقية».
وقال، خلال القمة الطارئة بالعاصمة الإثيوبية أديس ابابا لمجلس السلم والأمن الإفريقى لبحث التطورات فى السودان، إنه يجب حماية المدنيين وتسهيل الوصول الإنسانى الآمن ووقف تدفّق الأسلحة، وأضاف أن الأمم المتحدة ستطلق الأسبوع الحالى خطتين للاستجابة لاحتياجات السودان الإنسانية، والاستجابة للاجئيه لعام 2025، بتكلفة 6 مليارات دولار لدعم نحو 21 مليون شخص بالداخل و5 ملايين بالبلدان المجاورة.
وفى السياق نفسه، وصف رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقى موسى فقيه، الوضع الإنسانى فى السودان بأنه «بائس»، ويتطلب تدخلا عاجلا، مشيرا إلى أن الشعب السودانى يستحق العيش بسلام دون تدخلات خارجية.
وأضاف أن استمرار الصراع فى السودان يُعد أحد أعظم الإخفاقات الأخلاقية والسياسية فى العصر الحالي، مؤكدا ضرورة وقف إطلاق النار فورا وبلا شروط، لبدء حوار سياسى شامل وإعادة بناء النظام الدستوري.
وميدانيا، أفادت مصادر فى الجيش السودانى بشن الطيران الحربى 8 غارات جوية على تمركزات قوات الدعم السريع فى أنحاء متفرقة من مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، وسط تقارير عن استمرار المواجهات فى وسط وشرقى العاصمة الخرطوم، كما قال مصدر فى القوات المساندة للجيش، إن اشتباكات عنيفة دارت صباح أمس بين الجيش والقوات المساندة له من جهة، وقوات الدعم السريع من جهة أخرى، للسيطرة على جسر «سوبا» من ناحية الشرق الرابط بين الخرطوم ومحلية شرق النيل.