كينيا تصدر بيان رسمي حول اتهامات السودان بشأن اجتماع نيروبي

ردت كينيا على اتهامات وزارة الخارجية السودانية لها بانتهاك السيادة وتشجيع تقسيم السودان باستضافتها لاجتماعات مجموعات تهدف لتشكيل حكومة موازية، مؤكدة أن استضافتها للاجتماعات في نيروبي، تأتي في إطار سعيها المستمر لإيجاد حلول توقف حرب السودان، بالتنسيق مع الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي.
قوات الدعم السريع
وتستضيف نيروبي منذ الثلاثاء اجتماعات لقوات الدعم السريع التي تقاتل الجيش السوداني منذ منتصف ابريل 2023م رفقة مجموعات سياسية ومدنية وأهلية بهدف توقيع ميثاق سياسي تأسيسي تقوم على أساسه حكومة موازية لحكومة الجيش في بورتسودان، الأمر الذي اعتبرته الخارجية السودانية إعلان عداء وتشجيعاً لتقسيم البلاد.
لكن رئيس مجلس الوزراء، وزير الخارجية وشؤون المغتربين الكيني موساليا مودافادي رد في بيان أمس، بالقول إن ما تم في نيروبي من اجتماع لقوات الدعم السريع وحركات مسلحة وقوي مدنية يهدف إلى تسريع إيقاف الحرب والاتفاق بين السودانيين.
وأكد سعي الحكومة الكينية للمساعدة في عودة الاستقرار الأمني والسياسي في السودان عبر حكم مدني، بالتنسيق مع الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي.
وقال بيان الوزير إن الصراع في السودان، الذي طال أمده لا يزال يدمر دولة كانت قبل 4 سنوات فقط تسير على مسار إيجابي من الاستقرار والديمقراطية والرخاء لشعبها.
وأضاف: “من المؤسف أن العملية الديمقراطية في السودان انقطعت وتحولت الأزمة الناجمة عن ذلك إلى حرب داخلية مدمرة”.
تصاعد الصراع في السودان
وأشار إلى أن الصراع تصاعد إلى واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية والأمنية في العالم، وللأسف لم يتحقق سوى تقدم ضئيل في جهود الحل، مما يعرضها لخطر التحول إلى صراع منسي.
وشددت الحكومة الكينية على أنها، وإلى جانب عدد من دول المنطقة تتحمل مسؤولية إدارة أزمة اللاجئين، في ظل البنية الأساسية الإنسانية المتهالكة بالفعل.
وأكدت أن الأزمة في السودان تتطلب اهتماما إقليميا وعالميا عاجلا، وبفضل مكانتها كداعم للسلام في المنطقة وفي مختلف أنحاء العالم، تظل كينيا في طليعة الدول التي تسعى لإيجاد حلول لها.
ونوهت الحكومة الكينية إلى استضافتها لمحادثات سلام سابقة للمجموعات السودانية، وقالت إن بروتوكول ماشاكوس الذي حظي بإشادة عالمية عام 2002، الذي أنهى الحرب الأهلية الثانية في السودان، تم إبرامه في كينيا، وحين تقدم كينيا هذه المساحة فإنها لا تفعل ذلك بدوافع خفية، بل لأننا نعتقد أنه لا يوجد حل.
وشددت على إعطاء الأولوية للحاجة إلى تحقيق توازن دقيق بين الأهداف الأمنية والعودة إلى الحكم المدني في السودان لتحقيق الديمقراطية والازدهار لشعب السودان.
ميثاق الاتحاد الأفريقي
وعبرت كينيا عن توافقها مع ميثاق الاتحاد الأفريقي بشأن التغيير غير الدستوري للحكومة وقرار الاتحاد الأفريقي في أكتوبر 2021 بتعليق عضوية السودان في جميع أنشطة الاتحاد الأفريقي.
واعتبرت أن طرح قوات الدعم السريع والجماعات المدنية السودانية لخارطة طريق وقيادة مقترحة في نيروبي يتوافق مع دور كينيا في مفاوضات السلام التي تلزمها بتوفير منصات غير حزبية لأطراف الصراع للسعي إلى الحلول.
وأكدت كينيا تضامنها مع شعب السودان وهو يحدد مصيره والحكم السياسي المستقبلي من خلال الحوار الشامل.
وقالت إنها تثق في أن الشعب السوداني سيجد حلاً سريعاً للوضع الحالي، وبطريقة تصون أمنه وأمن المنطقة.