90% من طلاب جامعات بريطانيا يعتمدون على الذكاء الاصطناعي.. جدل حول تقييمهم

كشف تقرير نشرته صحيفة «فايننشيال تايمز» البريطانية إن عدد طلاب الجامعات في بريطانيا الذين يستخدمون الذكاء الاصطناعي للمساعدة في دراستهم شهد زيادة كبيرة خلال الشهور الـ12 الماضية، مما أثار تساؤلات حول كيفية تقييم الجامعات لأعمالهم.
وفقًا لمسح نشره مركز أبحاث معهد سياسات التعليم العالي (HEPI)، فإن أكثر من تسعة من كل عشرة طلاب (أكثر من ٩٠%) يستخدمون الذكاء الاصطناعي بشكل من الأشكال، مقارنة بثلثي الطلاب قبل عام.
وحذر الخبراء من أن السرعة الكبيرة في تبني الذكاء الاصطناعي بين الطلاب الجامعيين تتطلب من الجامعات تطوير سياسات واضحة بسرعة لتوضيح الاستخدامات المقبولة لهذه التقنية.
تغير غير مسبوق
وقال جوش فريمان، مدير السياسات في HEPI، إن هذا التغير السريع في سلوك الطلاب "غير مسبوق تقريبًا" وسيفرض تغييرًا جذريًا في نهج الجامعات في تقييم الطلاب.
وأضاف: "هناك دروس عاجلة يجب على المؤسسات التعليمية استيعابها. يجب إعادة النظر في كل أسلوب تقييم للتأكد مما إذا كان يمكن إنجازه بسهولة باستخدام الذكاء الاصطناعي، وسيتطلب ذلك مبادرات جريئة لإعادة تدريب الموظفين على قوة وإمكانات الذكاء الاصطناعي التوليدي".
وتأتي هذه النتائج بعد شهر من إثارة وزير العلوم بيتر كايل جدلًا بقوله إنه من المقبول أن يستخدم الأطفال الذكاء الاصطناعي لإنجاز واجباتهم المدرسية "بإشراف واستخدام صحيح".
واستندت نتائج التقرير إلى استطلاع رأي أجراه مركز سافانتا على عينة تمثيلية من 1,041 طالبًا جامعيًا بدوام كامل في المملكة المتحدة.
نتائج مفصلة
وكشف الاستطلاع أن 88% من الطلاب قالوا إنهم استخدموا أدوات الذكاء الاصطناعي التوليدي مثل ChatGPT في التقييمات، مقارنة بـ53% في عام 2024، وكان طلاب العلوم أكثر حتمالًا لاستخدام التكنولوجيا مقارنة بزملائهم في العلوم الاجتماعية والإنسانيات.
ومع ذلك، فإن 29% فقط من طلاب العلوم الإنسانية اعتقدوا أن المحتوى الذي ينتجه الذكاء الاصطناعي "يمكن أن يحصل على درجة جيدة في مجالهم"، مقارنة بـ45% من طلاب العلوم والهندسة والطب.
وكان السببان الرئيسيان لاستخدام الطلاب للذكاء الاصطناعي هما "توفير الوقت" و"تحسين جودة العمل"، حيث ذكر نصفهم تقريبًا أن هذه هى الدوافع الأساسية لاستخدام أدوات الذكاء الاصطناعي.
كما زادت نسبة الطلاب الذين يرون أنه من المقبول تضمين نصوص الذكاء الاصطناعي في الواجبات بعد تعديلها من 17% إلى 25% خلال العام الماضي، لكن 6% فقط رأوا أن استخدام المحتوى المولد بواسطة الذكاء الاصطناعي دون تعديل مقبول.
وأشار التقرير أيضًا إلى ما وصفه بـ"الفجوات الرقمية المستمرة" في مهارات الذكاء الاصطناعي، حيث كان الطلاب الذكور أكثر ميلًا لاستخدامه بشكل متكرر مقارنة بالإناث، كما كان الطلاب من خلفيات ميسورة الحال أكثر استخدامًا له. وأفاد ما يقرب من نصف الطلاب بأنهم سبق لهم استخدام الذكاء الاصطناعي في المدرسة.
وقال أحد الطلاب المشاركين في الاستبيان: "إنهم يراوغون حول الموضوع. فهو ليس محظورًا ولكن غير مستحسن، ويعتبر سوء سلوك أكاديمي إذا استخدمته، لكن الأساتذة أنفسهم يقولون إنهم يستخدمونه. الرسائل متضاربة للغاية".
من جانبها، قالت جانيس كاي، مديرة مؤسسة Higher Future للاستشارات في مجال التعليم العالي، التي كتبت مقدمة تقرير HEPI، إن استخدام الطلاب للذكاء الاصطناعي "إشارة إيجابية بشكل عام"، لكنها أشارت إلى تحديات قادمة.
وأضافت: "لا يوجد دليل واضح على أن أدوات الذكاء الاصطناعي تُستخدم للغش أو التحايل على النظام. [لكن] هناك العديد من المؤشرات على أنها ستشكل تحديات جدية للمتعلمين والمعلمين والمؤسسات، وهذه التحديات ستحتاج إلى معالجة مع تحول التعليم العالي".