الجيش السوداني يواصل التقدم نحو جسر المنشية بمعارك عنيفة مع "الدعم السريع"

واصل الجيش السوداني اليوم الجمعة هجماته على مواقع قوات الدعم السريع في ضاحية شرق النيل بمدينة بحري، أحد الأضلاع الرئيسية للعاصمة الخرطوم، حيث اقتربت قواته من جسر المنشية، أحد الجسور الحيوية التي تربط شرق النيل بأحياء العاصمة، والذي لا يزال تحت سيطرة الدعم السريع.
معارك عنيفة شرق النيل
قوات الجيش السوداني وصلت إلى حي القادسية في ضاحية شرق النيل، مما قربها أكثر من المدخل الشرقي لجسر المنشية، حيث تدور اشتباكات شرسة بين الطرفين.
المعارك المستمرة تأتي ضمن محاولات الجيش لاستعادة السيطرة على مواقع استراتيجية في الخرطوم وتأمين الطرق والجسور الحيوية.
الجيش يعزز تقدمه بعد السيطرة على "حلة كوكو"
يأتي هذا التقدم الجديد بعد أن تمكن الجيش السوداني أمس من السيطرة على منطقة "حلة كوكو" الواقعة على الضفة الشرقية للنيل الأزرق، شمال جسر المنشية، مما يعزز موقعه في المنطقة ويمهد لمزيد من العمليات العسكرية ضد الدعم السريع.
ما التالي؟
مع احتدام القتال بالقرب من جسر المنشية، يبدو أن الجيش السوداني يسعى إلى تضييق الخناق على قوات الدعم السريع واستعادة مواقع استراتيجية في العاصمة. فهل ينجح في حسم المعركة أم تستمر المواجهات لفترة أطول؟
كشف مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، عن خطورة من انهيار الأوضاع في السودان إلى "الهاوية"، مع احتمال وقوع وفيات جماعية جراء الجوع وسط تصاعد للنزاع الدائر منذ أبريل 2023 بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع. .

وخلال جلسة أمام مجلس حقوق الإنسان في جنيف، أكد تورك أن السودان "على شفا الانفجار"، مشيرا إلى تزايد مخاطر "الجرائم الفظيعة والوفيات الجماعية جراء المجاعة"، إذ يرى أن مستوى التصعيد لم يكن في أي وقت أعلى مما هو عليه الآن، وفقا لمحطة "فرانس 24" الإخبارية.
وتعزو الأمم المتحدة الأزمة الحالية إلى أكبر موجة نزوح وجوع في العالم، إذ تشير إلى الإبلاغ عن وقوع المجاعة في ما لا يقل عن خمسة مواقع في السودان، بما فيها مخيمات للنازحين في دارفور.
وأشار تورك إلى وجود تحركات قامت بها الدعم السريع في المناطق التي تسيطر عليها بهدف إقامة سلطة جديدة، وهو ما قد "يعزز الانقسامات" ويطيل أمد القتال.
وحذر تورك من خطر "السقوط في الهاوية"، واحتمال مقتل مئات الآلاف في حال عدم تدارك الوضع ووقف الحرب المدمرة الجارية.
وصرح بأن الأزمة الإنسانية في السودان أدت إلى "أكبر كارثة إنسانية في العالم"، لا سيما مع تعثر وصول المساعدات الطارئة وعرقلة العودة إلى الزراعة.
وأوضح المفوض الأممي، أن أكثر من 600 ألف سوداني باتوا "على شفا المجاعة"، مع تأكيدات تفيد بانتشار الجوع في خمس مناطق على الأقل، منها مخيم زمزم للنازحين في شمال دارفور، إذ علقت منظمة أطباء بلا حدود أنشطتها مطلع الأسبوع، قبل أن يحذو برنامج الأغذية العالمي حذوها.