بقيمة 53 مليار دولار.. التفاصيل الكاملة لخطة مصر لإعادة إعمار غزة

قدّمت مصر إلى القمة العربية الطارئة المنعقدة في القاهرة، اليوم، خطة استراتيجية متكاملة لإعادة إعمار قطاع غزة، بتكلفة تُقدّر بنحو 53 مليار دولار، موزعة على مراحل تمتد لعدة سنوات، بهدف إعادة بناء القطاع، وتحقيق التعافي الاقتصادي والاجتماعي، وتحسين مستوى الخدمات الأساسية لسكانه.
ووفقًا لمصادر مطلعة، تسعى القاهرة إلى مواجهة أي مخططات تهدف إلى تغيير التركيبة الديموغرافية لغزة أو فرض أجندات خارجية على القطاع، من خلال تقديم رؤية شاملة لإعادة الإعمار، تعتمد على إشراف فلسطيني كامل، وتنفيذ مشاريع تنموية موسّعة، بالشراكة مع الدول الداعمة والجهات الاستثمارية المهتمة.
ملامح الخطة المصرية

تتكون الخطة من 112 صفحة، تتضمن خرائط تفصيلية توضح مراحل إعادة الإعمار، إضافةً إلى صور توضيحية لمشاريع الإسكان والبنية التحتية والمرافق العامة، تم إنشاؤها بواسطة تقنيات متقدمة لمحاكاة الشكل النهائي للمشروعات. كما تركز الخطة على إنشاء ميناء تجاري، ومركز للتكنولوجيا، ومشروعات سياحية، وفنادق ساحلية، بهدف توفير بنية اقتصادية مستدامة للقطاع.
- مراحل التنفيذ
- مرحلة التعافي
- المدة: 6 أشهر
- التكلفة: 3 مليارات دولار
- المهام الرئيسية: تقديم مساعدات عاجلة، وإصلاح البنية التحتية الأساسية، وتهيئة الظروف لاستئناف الحياة اليومية لسكان غزة.
المرحلة الأولى
- المدة: عامان
- التكلفة: 20 مليار دولار
- المهام الرئيسية:
- بناء 200 ألف وحدة سكنية
- إنشاء محطتين لتحلية مياه البحر
- تنفيذ خزانات للمياه الصالحة للشرب ومياه الري
- إنشاء محطتين لمعالجة مياه الصرف الصحي
- تطوير شبكة الكهرباء لضمان استقرار الإمدادات
المرحلة الثانية
- المدة: عامان ونصف
- التكلفة: 30 مليار دولار
المهام الرئيسية:
- بناء 200 ألف وحدة سكنية إضافية
- إنشاء مطار دولي في غزة
- تطوير شبكة الطرق والمواصلات الداخلية
- تنفيذ مشروعات تنموية جديدة لتحفيز الاقتصاد المحلي
- إعادة إسكان النازحين داخل القطاع
وضعت الخطة تصورًا لتوفير سكن مؤقت للنازحين داخل غزة، عبر 7 مواقع رئيسية تستوعب ما يزيد عن 1.5 مليون فلسطيني، على أن تُجهَّز هذه المناطق بوحدات سكنية مؤقتة تستوعب في المتوسط 6 أفراد لكل وحدة.
وتشمل أبرز مواقع الإيواء المؤقت:
- رفح الفلسطينية: تستوعب نحو 213,000 فرد
- خان يونس: تستوعب نحو 223,000 فرد
- دير البلح: تستوعب نحو 184,000 فرد
- غزة: عدة مواقع تستوعب ما بين 176,000 إلى 353,000 فرد
حجم الأضرار والخسائر
وفقًا لتقديرات الخطة، بلغت الأضرار المادية المباشرة في غزة 29.9 مليار دولار، بينما قُدرت الخسائر الاقتصادية والاجتماعية بنحو 19.1 مليار دولار.
وفيما يتعلق بالخسائر القطاعية، جاءت الأرقام على النحو التالي:
الإسكان:
15.8 مليار دولار خسائر مباشرة
545 مليون دولار خسائر اقتصادية
تضرر 330 ألف مبنى سكني، بينها 272 ألف وحدة مدمرة بالكامل و58,500 وحدة متضررة جزئيًا
البنية التحتية والطرق:
تدمير 1,190 كم من شوارع غزة بالكامل
تضرر 415 كم من الطرق بأضرار شديدة
أضرار متفاوتة طالت 1,440 كم من شبكة الطرق
رؤية مصرية لإعادة الإعمار بقيادة فلسطينية
وترتكز الخطة المصرية على تعزيز صمود الفلسطينيين على أرضهم، من خلال تنفيذ مشروعات إعادة الإعمار وفق إدارة فلسطينية كاملة، وبدون أي عمليات تهجير خارج القطاع.
كما تؤكد الخطة على ضرورة حفظ حقوق اللاجئين الفلسطينيين، والتعامل مع الأضرار والخسائر بأسس علمية دقيقة تضمن استدامة الجهود التنموية.
وتشكل الخطة المصرية إطارًا مرجعيًا لإعادة الإعمار، عبر دمج التخطيط قصير الأجل مع استراتيجيات طويلة الأمد، وحشد الموارد المالية اللازمة لدعم هذا المشروع، بهدف تحقيق استقرار اقتصادي واجتماعي مستدام في غزة.
وكانت قد شهدت العاصمة الإدارية الجديدة في مصر، اليوم الثلاثاء، انطلاق أعمال القمة العربية الاستثنائية بمشاركة قادة وزعماء الدول العربية، في ظل ظروف إقليمية معقدة أبرزها التصعيد في الأراضي الفلسطينية.
وتأتي هذه القمة لتعزيز الموقف العربي المشترك تجاه القضايا الملحة، وعلى رأسها إعادة إعمار غزة ورفض أي محاولات لتهجير سكانها.
دعم مصري لإعادة الإعمار

جددت مصر التزامها بدعم الشعب الفلسطيني عبر تقديم مساعدات إنسانية وإعادة إعمار المناطق المتضررة في غزة. وشددت القيادة المصرية خلال القمة على ضرورة حشد الجهود العربية والدولية لتخفيف معاناة الفلسطينيين، مشيرة إلى أن القاهرة لعبت دورًا حاسمًا في إيصال المساعدات وتنسيق الجهود الإغاثية منذ بداية الأزمة.
كما أعلن المسؤولون المصريون عن مبادرات جديدة تشمل تسهيل نقل المساعدات عبر المعابر، وتقديم دعم مالي ولوجستي لإعادة بناء البنية التحتية التي دمرتها الاعتداءات المتكررة، مؤكدين أن القضية الفلسطينية تظل محورًا أساسيًا في السياسة الخارجية المصرية.
إجماع عربي على رفض التهجير

اتفق القادة العرب بالإجماع على رفض أي محاولات لفرض واقع جديد في غزة أو إجبار سكانها على النزوح، معتبرين أن ذلك يمثل انتهاكًا للقانون الدولي.
كما شددت الدول المشاركة على ضرورة التمسك بحقوق الفلسطينيين المشروعة، بما في ذلك إقامة دولتهم المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وجاءت كلمات القادة كالتالي:-
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، خلال كلمته بالقمة العربية الطارئة، ثقته في قدرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تحقيق السلام في الشرق الأوسط، مشيرًا إلى أن معاهدة السلام المصرية-الإسرائيلية تعد نموذجًا ناجحًا يمكن الاستفادة منه لإنهاء الصراع.
وشدد السيسي على أن تحقيق الاستقرار في المنطقة لن يكون ممكنًا دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة، مشيرًا إلى أن مصر ستستضيف مؤتمرًا الشهر المقبل لإعادة إعمار غزة، استمرارًا لجهودها في دعم الشعب الفلسطيني وضمان حقوقه المشروعة.
وأعرب السيد الرئيس المصري السيد عبدالفتاح السيسي، عن أمله أن تستمر جهود الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وإدارته من أجل استدامة وقف إطلاق النار في غزة.
كشف السيد الرئيس المصري السيسي خلال كلمته بالقمة العربية الطارئة في القاهرة، عن ملامح الخطة المصرية لإعادة إعمار غزة، مبينا أن هذه الخطة تحفظ للشعب الفلسطيني حقه بإقامة الدولة.
تابع السيد الرئيس: عملنا بالتعاون مع الأشقاء في فلسطين على تشكيل لجنة من الفلسطينيين المستقلين لإدارة قطاع غزة.
أعرب ملك البحرين، خلال كلمته في القمة العربية المنعقدة لبحث تطورات القضية الفلسطينية، عن شكره وتقديره للرئيس عبد الفتاح السيسي على جهوده الاستثنائية في استضافة القمة، مؤكداً أهمية التمسك بمسار السلام الدائم كإطار ضامن لحصول الشعب الفلسطيني على حقوقه المشروعة، وعلى رأسها تقرير المصير وإقامة دولته المستقلة
وشدد ملك البحرين على الرفض القاطع لتهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، مشيدًا في الوقت ذاته بالمبادرة المصرية لإعمار قطاع غزة، والتي تأتي ضمن الجهود الإقليمية لدعم الفلسطينيين في ظل التحديات الراهنة
ثمن وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان بن عبد الله، الجهود المصرية لتعزيز التنسيق بشأن القضية الفلسطينية، مشيرا إلى أننا نرفض بشكل قاطع المساس بحق الشعب الفلسطيني المشروع.
وأضاف وزير الخارجية السعودي، خلال كلمته أمام القمة العربية الطارئة، نقلتها قناة «القاهرة الإخبارية»، أننا نرفض محاولات تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، لافتا: نؤكد حق الشعب الفلسطيني المشروع في إقامة دولته المستقلة.
وانطلقت في العاصمة المصرية القاهرة، اليوم الثلاثاء، القمة العربية الطارئة حول فلسطين، وبحث خطة التعافي المبكر وإعادة إعمار قطاع غزة والتطورات الأخيرة في القطاع.
ومن جانبه، قال الشيخ صباح خالد الحمد الصباح، ولى العهد الكويتي: "تهجير الشعب الفلسطينى غير واقعى ويمثل جريمة تطهير عرقى، متابعا: "القضية الفلسطينية تواجه ظروفا استثنائية ومنعطفا غير مسبوق".
وأضاف خلال كلمته فى القمة العربية الطارئة بالقاهرة لبحث تطورات القضية الفلسطينية: "يجب منع أى محاولات لفرض واقع جديد عبر التهجير والتوسع الاستيطانى وصياغة موقف عربى موحد لمواجهة أى محاولات لتهجير الفلسطينيين.
وقال أحمد الشرع الرئيس السوري، إن عودة سوريا إلى الجامعة العربية لحظة تاريخية تعكس إرادتنا المشتركة، متابعا: " يجب تعزيز العمل العربى والبحث عن حلول عربية لأزماتنا المشتركة".
وأضاف خلال كلمته فى القمة العربية الطارئة بالقاهرة لبحث تطورات القضية الفلسطينية: "المنطقة تواجه تحديات سياسية واقتصادية ويمكن تجاوزها من خلال التعاون المشترك.. و سوريا عازمة على بناء مستقبل أفضل لشعبها وللأمة العربية".
وتابع الرئيس السوري: "تهجير الفلسطينيين محاولة لمضاعفة معاناة الشعب الفلسطينى يمثل تهديدا للشعب الفلسطينى وللأمة العربية بأسرها.. ونحن نقف مع الشعب الفلسطينى نحو الحرية والعدالة".
ومن جانبه، أكد أنطونيو جوتيرش، أمين عام منظمة الأمم المتحدة، أن الفلسطينيين بغزة في معاناة شديدة والحرب الإسرائيلية على القطاع وصلت إلى مستوى غير مسبوق من الدمار ويجب علينا بذل مزيد من الجهد لمنع عودة الأعمال العدائية في قطاع غزة.
وأضاف أنطونيو جوتيرش، أمين عام منظمة الأمم المتحدة، خلال كلمته أمام القمة العربية، أن غزة ينبغى أن تكون جزء من الدولة الفلسطينية دون خفض مساحتها أو إقصاء سكانها وغزة والضفة الغربية والقدس الشرقية ينبغى أن تدعمها السلطة الفلسطينية، مؤكدا أن أى اتفاق مرحلي ينبغي أن يهدف إلى وجود الإدارة الفلسطينية خلال إطار زمني.
وتابع أنطونيو جوتيرش، أمين عام منظمة الأمم المتحدة: "الوضع في غزة يتطلب اتفاقات حوكمة وأمنية لضمان مستقبل باهر للفلسطينيين والإسرائيليين، ونقر بجهود الأونروا في أصعب الظروف وادعوا إلى الدعم الكامل لعمل الأونروا"، مشددا على أن المساعدات الإنسانية ليست قابلة للمفاوضات ويجب أن تصل للمدنيين الفلسطينيين دون عوائق.