مبادرة "بأمان معًا".. خطوة نحو مستقبل رقمي آمن في العراق

في ظل التحوّل الرقمي السريع في العراق، أصبح الوعي الرقمي ضرورة ملحّة لحماية الأفراد من المخاطر الإلكترونية وتعزيز الاستخدام الآمن والمسؤول للإنترنت. يتكوّن الوعي الرقمي من مجموعة من العوامل والممارسات التي تساعد المستخدمين على فهم الفضاء الرقمي والتفاعل معه بوعي ومسؤولية.
تيك توك وINSM يطلقان "بأمان معًا" لتعزيز الوعي الرقمي في العراق
ويعد إدخال التوعية الرقمية ضمن المناهج التعليمية، بحيث يتعلم الطلاب كيفية حماية بياناتهم والتعامل مع المعلومات عبر الإنترنت، وتدريب المعلمين على إرشاد الطلاب بشأن الأمان الرقمي والسلوك المسؤول على الإنترنت، أبرز الطرق لحماية العراقيين من المخاطر الإلكترونية، كما أن هناك العديد من الطرق الأخرى، إليكم أبرزها:
استخدام أدوات الحماية الرقمية:

التحقق من إعدادات الخصوصية في فيسبوك، إنستغرام، تيك توك، وواتساب، وتفعيل المصادقة الثنائية (2FA) لحماية الحسابات الشخصية، واستخدام برامج مكافحة الفيروسات والجدران النارية (Firewall) لتأمين الأجهزة من الهجمات الإلكترونية.
التوعية بمخاطر الهندسة الاجتماعية:
تعليم المستخدمين كيفية التعرف على الروابط والرسائل الاحتيالية، تحذيرهم من مشاركة المعلومات الشخصية مع الغرباء على الإنترنت.
في ظل التطورات الرقمية المتسارعة وما تحمله من تحديات، أطلقت شركة تيك توك بالتعاون مع مؤسسة أنسم للحقوق الرقمية (INSM) مبادرة "بأمان معاً" بهدف تعزيز السلامة الرقمية والوعي الإعلامي لدى المراهقين العراقيين الذين تتراوح أعمارهم بين 13 و18 عامًا، بالإضافة إلى أولياء الأمور والمعلمين. وتهدف المبادرة إلى تمكين الشباب من المهارات الرقمية التي تساعدهم على استخدام الإنترنت بوعي ومسؤولية، وذلك في إطار جهود متواصلة لتعزيز الأمن الإلكتروني وحماية الأفراد من التهديدات الرقمية.
أهداف المبادرة
تهدف مبادرة "بأمان معاً" إلى تحقيق مجموعة من الأهداف الأساسية، من أبرزها:
تعزيز السلامة الرقمية بين المستخدمين الشباب وتزويدهم بأدوات تحميهم من المخاطر الإلكترونية، رفع مستوى الوعي بالسلوك المسؤول عبر الإنترنت، بما يضمن تفاعلًا رقميًا أكثر أمانًا، تعليم التقييم النقدي للمحتوى الرقمي وتمكين الشباب من التمييز بين الأخبار الموثوقة والمعلومات المضللة، تعزيز التعاون بين المدارس وأولياء الأمور والمنظمات الحقوقية لضمان بيئة رقمية أكثر أمانًا واستدامة للمراهقين.
نطاق التنفيذ
سيتم تنفيذ المبادرة في 15 محافظة عراقية، بهدف الوصول إلى 33,250 مشاركًا، يشملون الطلاب، أولياء الأمور، والمعلمين.
تتضمن أنشطة المبادرة ورش عمل تفاعلية وموارد تعليمية تم تطويرها خصيصًا باللغة العربية والكردية لضمان سهولة الوصول والاستفادة.
تعتمد المبادرة على نهج هجين يشمل التدريب على إعدادات الخصوصية، إدارة المحتوى، منع التنمر الإلكتروني، وتعزيز الثقافة الإعلامية الرقمية.
آلية التنفيذ
ـ ورش عمل متخصصة تقدم تدريبات عملية حول السلامة الرقمية والسلوك المسؤول على الإنترنت.
ـ تطوير محتوى تعليمي ثقافي يتناسب مع التحديات الرقمية التي يواجهها الشباب العراقي.
ـ إشراك أولياء الأمور والمعلمين في العملية التوعوية لخلق بيئة داعمة للمراهقين.
ـ إنشاء منصات نقاش عبر الإنترنت تتيح للمشاركين تبادل التجارب والأفكار حول السلامة الرقمية.
ـ تطوير شراكات جامعية لدعم الأبحاث الرقمية وإطلاق حملات توعوية يقودها الطلاب.
التحديات وأهمية المبادرة
تأتي هذه المبادرة في ظل تزايد استخدام الإنترنت في العراق، حيث أصبحت المنصات الرقمية جزءًا لا يتجزأ من حياة الشباب. ورغم الفرص التي توفرها التكنولوجيا، إلا أنها تحمل مخاطر متعددة مثل التحرش الإلكتروني، التنمر، الأخبار المضللة، والاختراقات الرقمية. ومن هنا، تبرز أهمية هذه المبادرة في تمكين الشباب من التعامل مع التحديات الرقمية بشكل أكثر أمانًا ووعيًا، ما يساهم في بناء جيل رقمي مسؤول قادر على الاستفادة من التكنولوجيا دون التعرض لمخاطرها.
تتميز المبادرة بتعاونها مع المدارس، أولياء الأمور، والجهات التعليمية لضمان وصول المعرفة الرقمية إلى الفئات المستهدفة بأفضل الطرق الممكنة. كما تعمل على بناء شراكات مع الجامعات والمؤسسات الأكاديمية لتعزيز البحث في مجال الحقوق الرقمية والسلامة الإلكترونية.

تُعد مبادرة "بأمان معاً" خطوة مهمة نحو خلق بيئة رقمية آمنة ومسؤولة للشباب العراقي. ومن خلال التدريب، التوعية، والتعاون بين مختلف الجهات، تسعى هذه المبادرة إلى إحداث تغيير إيجابي في طريقة تعامل المراهقين مع الإنترنت