التغيرات المناخية تهدد الاقتصاد العالمي.. توقعات بانخفاض الناتج إلى النصف بحلول 2070

التغيرات المناخية هي ظاهرة معقدة تنتج عن عدة عوامل طبيعية وبشرية تؤثر على نظام المناخ العالمي. فيما يلي أهم الأسباب التي تؤدي إلى تغير المناخ، النشاط البشري وانبعاثات الغازات الدفيئة وإزالة الغابات والنشاطات الصناعية والاستهلاك المفرط.
حذر علماء من جامعة إكستر البريطانية من أن العالم يواجه تهديدًا خطيرًا بسبب التغيرات المناخية المتسارعة، والتي قد تؤدي إلى انخفاض الناتج المحلي الإجمالي العالمي إلى النصف بحلول عام 2070، تأتي هذه التوقعات في ظل تسجيل درجات حرارة قياسية، وأعاصير مدمرة، وحرائق غابات واسعة، مما يشكل تحديًا غير مسبوق للاقتصاد العالمي.
ظواهر مناخية متطرفة تضرب العالم
تشير التقارير إلى أن العالم يشهد تزايدًا حادًا في الظواهر المناخية القاسية، بدءًا من الفيضانات العارمة في أوروبا، ومرورًا بـ موجات الجفاف الشديدة في أفريقيا، وصولًا إلى الأعاصير العنيفة التي تضرب الولايات المتحدة. هذه التغيرات لا تؤثر فقط على الطقس والبيئة، بل تمتد لتؤثر بشكل مباشر على الاقتصاد العالمي والاستقرار الاجتماعي.

ارتفاع الحرارة يهدد الإنتاجية والنمو الاقتصادي
يرى الخبراء أن الاحتباس الحراري قد يؤدي إلى اضطرابات اقتصادية ضخمة، حيث يتسبب في، تراجع الإنتاجية الزراعية بسبب موجات الجفاف والفيضانات، ارتفاع تكاليف التأمين وإعادة الإعمار بعد الكوارث الطبيعية، اضطراب سلاسل الإمداد العالمية نتيجة التقلبات المناخية، زيادة معدلات البطالة بسبب تأثر القطاعات الصناعية والزراعية بالمناخ المتطرف.
رغم تحذيرات العلماء، فإن معدلات الانبعاثات الكربونية لا تزال في ارتفاع مستمر. ويؤكد الباحثون أن خفض الانبعاثات بنسبة 50% قد لا يكون كافيًا، إذ أن تجاوز نقاط التحول المناخي قد يجعل من المستحيل عكس تأثيرات الاحتباس الحراري، مما يزيد من احتمالات حدوث كوارث بيئية واقتصادية لا يمكن السيطرة عليها.
هل هناك أمل في تفادي الكارثة؟

يشدد الخبراء على أن العالم بحاجة إلى اتخاذ إجراءات سريعة وفعالة، أبرزها:
ـ التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة والحد من الاعتماد على الوقود الأحفوري.
ـ توسيع نطاق التشجير وإعادة تأهيل الغابات لامتصاص ثاني أكسيد الكربون.
ـ تشديد القوانين البيئية والالتزام باتفاقيات المناخ العالمية.
ـ الاستثمار في التكنولوجيا الخضراء لتطوير حلول تقلل من الأثر البيئي للصناعات الكبرى.
في ظل استمرار ارتفاع درجات الحرارة والانبعاثات الكربونية، يبدو أن الاقتصاد العالمي يسير نحو أزمة غير مسبوقة إذا لم يتم اتخاذ إجراءات حاسمة للحد من تأثيرات تغير المناخ. ومع اقتراب عام 2070.
يؤكد العلماء أن النشاط البشري هو المحرك الرئيسي لظاهرة الاحتباس الحراري، حيث تتسبب الانبعاثات الكربونية الناتجة عن الصناعة، النقل، وإزالة الغابات في ارتفاع درجات الحرارة بشكل متسارع.
هناك بعض المدن التي ستتمكن من الصمود مستقبلًا في مواجهة التغيرات المناخية، تلك هل المدن المستدامة، فكيف ستواجه تلك التحولات المناخية؟، وتتأثر المدن والمناطق الحضرية خاصة بالاحتباس الحراري، الأزمة المناخية التي يعاني منها الكوكب خلال هذه الحقبة.
ووفقًا لـ"البنك الدولي"، يعيش أكثر من 56% من سكان العالم في المدن؛ أي نحو 4.4 مليار نسمة، ومن المتوقع أنه بحلول 2050 ارتفاع تلك النسبة، بحيث يعيش في المدن 7 من كل 10 أشخاص.

وهذا يعني أنّ تهديدات آثار التغيرات المناخية قد يؤثر سلبًا على حياة تلك الفئات السكانية، صحيًا واجتماعيًا واقتصاديًا؛ خاصة مع ارتفاع درجات الحرارة المستمرة؛ فقد بلغ متوسط درجات الحرارة للعام 2024 نحو 1.55 درجة مئوية أعلى من مستويات عصر ما قبل الصناعة؛ وفقًا لـ"المنظمة العالمية للأرصاد الجوية" (WMO).