لماذا أعادت إدارة ترامب الحوثيين إلى قائمة الإرهاب؟

أعادت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، هذا الأسبوع تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية أجنبية، وهو التصنيف الذي جاء مستحقًا بشكل كامل، حيث يعد هذا القرار بمثابة تراجع عن خطوة خاطئة من جو بايدن، الذي قام في فبراير 2021 بإزالة الحوثيين المدعومين من إيران من قائمة الإرهاب.
النفوذ الإيراني
وكان الهدف من هذه الخطوة محاولة احتواء النفوذ الإيراني ضمن استراتيجية لتحقيق اتفاق نووي جديد مع طهران، ونعلم جميعًا كيف انتهى ذلك.
شعار الحوثيين: "الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام"، كان يعكس نواياهم التي أعلنوا عنها بوضوح على مر السنين. ورغم ذلك، تعاملت إدارة بايدن معهم بتساهل، حيث سحبت الولايات المتحدة دعمها العسكري للتحالف الذي تقوده السعودية في دفاعه عن الحكومة اليمنية، بالإضافة إلى إلغاء تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية. لم تنجح سياسة الاسترضاء هذه، فقد بدأ الحوثيون في أكتوبر 2023 بإطلاق صواريخ وطائرات مسيرة متطورة على إسرائيل، ولم يقتصر الأمر على استهداف الدولة اليهودية فقط، بل أسقطوا أيضًا أول طائرة أمريكية مسيرة في نوفمبر 2023 واختطفوا سفينة بريطانية في الشهر ذاته.
منذ ذلك الوقت، استمر الحوثيون في استهداف القوات الأمريكية والشحن التجاري، مستغلين أسلحة ومعلومات استخباراتية إيرانية لتعطيل حركة الملاحة في البحر الأحمر، التي شهدت انخفاضًا إلى النصف في 2024. هذا التهديد أدى إلى إرهاق البحرية الأمريكية، التي تعمل بأقصى طاقتها منذ الحرب العالمية الثانية لتصدي الهجمات.
تسبب الحوثيون في زيادة تكاليف التأمين عبر إغراق بعض السفن وإلحاق الأضرار بأخرى، مما دفع كبرى شركات الشحن إلى تغيير مسارها والإبحار حول إفريقيا بدلاً من استخدام البحر الأحمر.
وبحسب تقديرات "جي بي مورغان"، فقد يؤدي ذلك إلى "إضافة 0.7 نقطة مئوية إلى تضخم أسعار السلع الأساسية عالميًا".
تصريحات ماركو روبيو
وقال وزير الخارجية ماركو روبيو: "استثنى الحوثيون السفن التي ترفع العلم الصيني في الآونة الأخيرة، بينما استهدفوا السفن الأمريكية والحليفة"، ويدّعون أنهم أسقطوا طائرة أمريكية مسيّرة من طراز MQ-9 Reaper يوم الإثنين، وهو اليوم نفسه الذي اختفت فيه إحدى الطائرات فوق البحر الأحمر، وفقًا لموقع “ستارز آند سترايبس".
لا يزال هذا التهديد قائمًا، وتبرير إدارة بايدن بأن تصنيف الحوثيين كمنظمة إرهابية يعقّد إيصال المساعدات الإنسانية لم يكن مقنعًا في نظر الكثيرين.
بعد احتجاز الحوثيين لعمال الإغاثة كرهائن في يناير، علقت الأمم المتحدة تسليم المساعدات إلى معقلهم، في وقت يبدو أن الرهائن الإسرائيليين في غزة لا يحظون بنفس الاهتمام من الأمم المتحدة.
سيتعامل القانون الأمريكي الآن مع الحوثيين بالشكل المناسب، ولكن ماذا عن الجيش الأمريكي؟ يمكن للرئيس ترامب أن يحمي القوات والمنطقة والمستهلكين من خلال القيام بما لم يجرؤ الرئيس بايدن على فعله: تدمير الحوثيين بعد الهجوم القادم على سفينة أمريكية. لم يحقق الدفاع النجاح المطلوب، ولا ينبغي السماح للسفن الأميركية بأن تكون أهدافًا، فلماذا لا يتم كسر الحصار الحوثي في البحر الأحمر وتحقيق انتصار لصالح التجارة العالمية؟.