كامالا هاريس تدرس الترشح لحاكمية كاليفورنيا.. مستقبلها السياسي بين الخيارات والتحديات

تتجه كامالا هاريس، نائبة الرئيس الأمريكي السابقة، إلى اتخاذ خطوة سياسية كبيرة قد تضعها في مقدمة السباق على منصب حاكم ولاية كاليفورنيا في انتخابات 2026.
وتأتي هذه الخطوة بعد أشهر من خسارتها في الانتخابات الرئاسية أمام الرئيس دونالد ترامب، ما جعل هاريس تُعيد التفكير في مستقبلها السياسي في ظل خيارات متعددة.
وقد أشار العديد من المقربين منها إلى أن اتخاذ القرار سيكون في الصيف القادم، حيث قالت هاريس نفسها في تصريح لها الأسبوع الماضي: "بحلول نهاية الصيف، سنكون قد حددنا موقفنا."
من هي كامالا هاريس؟

كامالا هاريس، هي أول امرأة من أصل هندي وأفريقي أمريكي تشغل منصب نائبة الرئيس في تاريخ الولايات المتحدة.
وُلدت في 20 أكتوبر 1964 في مدينة أوكلاند بولاية كاليفورنيا. نشأت هاريس في بيئة متعددة الثقافات، حيث كانت والدتها من الهند ووالدها من جامايكا.
وبعد دراستها في جامعة هوارد في واشنطن العاصمة وكلية الحقوق في جامعة كاليفورنيا، بدأت هاريس مسيرتها القانونية كمدعية عامة، لتصبح أول امرأة من أصل أفريقي تشغل منصب المدعي العام في ولاية كاليفورنيا.
وخلال هذه الفترة، اشتهرت بمواقفها الثابتة ضد الجريمة والتمييز العرقي.
وفي عام 2017، أصبحت هاريس عضوًا في مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية كاليفورنيا، حيث لعبت دورًا كبيرًا في القضايا الاجتماعية والاقتصادية، مثل حقوق المرأة، والمساواة العرقية، وتغير المناخ.
وفي عام 2020، تم اختيارها من قبل الرئيس جو بايدن لتكون نائبة له، ليتم انتخابها في 3 نوفمبر 2020، وتصبح أول امرأة في تاريخ الولايات المتحدة تشغل هذا المنصب.
قرار الترشح لحاكم كاليفورنيا: خطوة سياسية هامة
ووفقًا لمصادر مقربة من هاريس، فإن الأخيرة قد حددت موعدًا نهائيًا لاتخاذ قرارها بشأن الترشح لمنصب حاكم ولاية كاليفورنيا في وقت لاحق من هذا العام، وبالتحديد بنهاية الصيف الحالي.
وكان هذا الموعد قد تم التأكيد عليه بشكل غير مباشر خلال حفل أقيم الأسبوع الماضي، حيث ردت هاريس على سؤال حول موعد إعلان قرارها بقولها: "بحلول نهاية الصيف."
قرار استراتيجي وسط منافسة قوية
ويُعد هذا التوقيت الذي تم الكشف عنه لأول مرة مؤشرًا قويًا على احتمال دخول هاريس في السباق الانتخابي، حيث يتزامن مع انتهاء ولاية الحاكم الحالي، غافين نيوسوم، الذي أعلن أنه لن يسعى لولاية ثالثة في 2026.
وتُعتبر هذه الانتخابات بمثابة فرصة هامة لهاريس، التي قد تجد في المنصب السياسي الجديد تحديًا يتجاوز أي منصب آخر. وتُعد ولاية كاليفورنيا من أكبر وأهم الولايات الأمريكية، وتتمتع بتأثير سياسي واقتصادي هائل، مما يجعلها ساحة تنافس قوية للعديد من السياسيين.
وتشير المعلومات إلى أن مستشاري هاريس يرون أن الترشح لمنصب حاكم كاليفورنيا سيكون خطوة منطقية على صعيد تطور حياتها السياسية، حيث يُمكن أن يوفر لها الفرصة لتحقيق نجاح ملموس على مستوى الولايات.
إلا أن هذه الخطوة قد تضع أمامها تحديات جديدة قد تؤثر على أي طموحات رئاسية مستقبلية، إذ أن فوزها في هذا المنصب قد يجعل من الصعب عليها الترشح للرئاسة في عام 2028، رغم أن هذا الخيار يبقى ضمن اهتماماتها.
هاريس بين الحضور الوطني والمستقبل السياسي
ومنذ مغادرتها البيت الأبيض، تواصل هاريس الظهور كأحد الوجوه البارزة في الحزب الديمقراطي، حيث باتت تشغل مكانة هامة على الساحة السياسية الأمريكية.
وعززت حضورها من خلال عدة مشاركات علنية، مثل تسلّمها جائزة "الجمعية الوطنية لتقدم الملونين" في حفل توزيع الجوائز، بالإضافة إلى خططها المستقبلية للتفاعل مع قضايا مثل الذكاء الاصطناعي في جلسات حوارية، حيث تستعد لزيارة لاس فيغاس هذا الأسبوع.
وفي الوقت نفسه، تواصل هاريس التشاور مع مستشاريها بشأن خططها المستقبلية، حيث تحتفظ بفريق استشاري متين بقيادة شيلا نيكس، رئيسة مكتبها السابقة، إلى جانب مستشارين مثل براين نيلسون ومينيون مور، الذين يحرصون على ضمان أن قرارها سيكون مدروسًا بعناية.
سباق الانتخابات في كاليفورنيا: تأثيرات محتملة
وعلى الصعيد السياسي في كاليفورنيا، ينتظر مستشارو هاريس الإشارة منها للبدء في الحملة الانتخابية.
ورغم أنها لم تبدأ محادثات رسمية بعد بشأن الترشح، إلا أن مجرد احتمالية دخولها السباق قد دفع العديد من منافسيها الديمقراطيين إلى إعادة النظر في خططهم.
فعلى سبيل المثال، أعلن المدعي العام لولاية كاليفورنيا، روب بونتا، أنه سيتخلى عن الترشح لمنصب الحاكم في حال قررت هاريس المنافسة.
ومن ناحية أخرى، أكدت النائبة الديمقراطية كاتي بورتر أنها لن تدخل في السباق التمهيدي للولاية إذا قررت هاريس الترشح، بينما تتوقع المصادر أن تتراجع نائبة حاكم كاليفورنيا، إيليني كونالاكيس، عن خوض الانتخابات إذا ما قررت هاريس الترشح، تاركة المجال أمام منافسين آخرين.
أما عمدة لوس أنجلوس السابق، أنطونيو فيلارايغوسا، فقد أبدى استعداده للمنافسة، إلا أن فرصه في النجاح قد تكون محدودة في ظل سطوع نجم هاريس.
أبعاد القرار السياسي
إذا قررت هاريس الترشح لمنصب حاكم كاليفورنيا، فإن ذلك سيفتح أمامها بابًا جديدًا في مسيرتها السياسية، الذي قد يكون له تأثير بعيد المدى على مستقبَلها الرئاسي في المستقبل.
كما أن هذا القرار سيؤثر أيضًا على الصراع الداخلي في الحزب الديمقراطي، حيث يُتوقع أن يشهد سباق 2026 منافسة حامية بين عدة شخصيات بارزة.