مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

تصعيد وشيك.. إسرائيل ترسم سيناريوهات جديدة لمواجهة «حماس» وتحشد لاستئناف العمليات العسكرية

نشر
جيش الاحتلال الإسرائيلي
جيش الاحتلال الإسرائيلي - أرشيفية

في ظل تصاعد التوتر الإقليمي وغياب أي أفق للتهدئة، تضع «إسرائيل» سيناريوهات جديدة لمواجهة «حماس»، وسط تحركات عسكرية مُكثفة واستعدادات ميدانية تعكس نية واضحة لاستئناف العمليات القتالية في «قطاع غزة». ومع تصاعد التهديدات المُتبادلة، تبدو المنطقة على أعتاب جولة جديدة من التصعيد قد تُعيد إشعال المواجهة بين الجانبين في أي لحظة.

خطط إسرائيلية مُتصاعدة للضغط على حماس واستعدادات لعودة المواجهات

ويُسارع «جيش الاحتلال الإسرائيلي»، في تجهيز خطط تصعيدية ضد «حماس»، في وقت تتزايد فيه المؤشرات على مواجهة عسكرية جديدة تُلوّح في الأفق، وسط تحشيد واستعدادات مُكثفة.

وفي هذا الصدد، ذكرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، أن إسرائيل تعمل على وضع خطط عسكرية جديدة للضغط على حركة حماس، في حين أفادت «هيئة البث الإسرائيلية»، نقلًا عن مصدر مطلع، بأن «المستوى السياسي أصدر توجيهات عاجلة للجيش بالاستعداد الفوري للقتال في غزة».

وبحسب الصحيفة الأمريكية، «تُخطط إسرائيل لتكثيف الضغط على حركة حماس بشكل تدريجي»، مع احتمال تصعيد العمليات وصولًا إلى غزو بري أوسع للقطاع. وأشارت مصادر مطلعة إلى أن إسرائيل قد تعتمد استراتيجية هجومية أكبر، تشمل السيطرة على مناطق داخل غزة واستهداف مُقاتلي الحركة.

وكشفت «وول ستريت جورنال»، عن تفاصيل خطة إسرائيلية تهدف إلى زيادة الضغط على حركة حماس بشكل تدريجي ما لم تستمر في إطلاق سراح الرهائن.

ووفقًا للصحيفة الأمريكية، فقد هدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، ومبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، باللجوء إلى الحرب مُجددًا في قطاع غزة «إذا لم تُفرّج حماس عن الرهائن المتبقين».

وقد وضعت إسرائيل خططًا لسلسلة من الخطوات التصعيدية لزيادة الضغط تدريجيًا على حماس، بعد أن توقفت المحادثات لتمديد وقف إطلاق النار لمُدة سبعة أسابيع، وهي الخطط التي قد تُؤدي إلى استئناف الأعمال العدائية في الحرب التي استمرت 16 شهرًا في قطاع غزة.

وبدأت الخطوات في الأسبوع الماضي بمنع إسرائيل دخول البضائع والإمدادات إلى غزة.

إسرائيل تُجهّز للعودة إلى الحرب

ونقلت الصحيفة عن محلل أمني إسرائيلي مطلع على الخطة قوله: إنه إذا فشلت هذه الخطوات، فقد تلجأ إسرائيل إلى حملة من الغارات الجوية والغارات التكتيكية ضد أهداف حماس، مُضيفًا، أن «إسرائيل قد تقوم بعد ذلك بتهجير مئات الآلاف من الفلسطينيين الذين استخدموا وقف إطلاق النار للعودة إلى منازلهم في الجزء الشمالي من قطاع غزة».

وفي نهاية المطاف، قد تدخل إسرائيل إلى غزة بقوة عسكرية أكبر كثيرًا، بهدف الاحتفاظ بالأرض واحتلال الأراضي فعلياً بينما تُهاجم ما تبقى من عناصر حماس، كما قال أشخاص مطلعون على الخطة.

وقال مايكل ماكوفسكي، المسؤول السابق في البنتاجون، والذي يُشغل الآن منصب رئيس المعهد اليهودي للأمن القومي الأمريكي، وهو مركز أبحاث مقره واشنطن: «هناك تصميم على العودة والقضاء على حماس مهما حدث. وأعتقد أن إسرائيل ستدخل غزة بقوة وحزم».

بينما صرح مستشار الأمن القومي الإسرائيلي السابق ياكوف عميدرور للصحيفة الأمريكية، بأن إسرائيل «ستحتاج على الأقل إلى ما بين 6 أشهر إلى عام لإخضاع حماس»، مُوضحًا أنه «لا توجد طريقة للقضاء على حماس دون احتلال غزة».

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن وسطاء قولهم: إن «حركة حماس تصر على فتح محادثات بشأن إنهاء الحرب وترفض مناقشة نزع السلاح».

تعليمات المستوى السياسي في إسرائيل

من جهة أخرى، نقلت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر مطلع أن المستوى السياسي في إسرائيل أصدر تعليماته للجيش بالاستعداد الفوري للقتال في غزة، وذلك في ضوء جمود المفاوضات بشأن التقدم نحو المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار.

ونقلت هيئة البث عن مسؤولين إسرائيليين قولهم: إن حماس ليست مُهتمة بالتقدم وفق اتفاق «ويتكوف» للمرحلة الثانية من مفاوضات إطلاق سراح المحتجزين في غزة، كما أن إسرائيل أيضًا ليس لديها أي نية للتفاوض على إنهاء الحرب كما نص الاتفاق.

وتأتي هذه الخطة في الوقت الذي وصلت فيه إسرائيل وحماس إلى مرحلة من المحادثات حيث يتبنى الطرفان مواقف مُتعارضة تمامًا فيما يتصل بالقضايا الجوهرية في الحرب، الأمر الذي يُعرقل الجهود الرامية إلى استمرار المفاوضات.

وتُريد إسرائيل من حماس إطلاق سراح العشرات من الرهائن الذين ما زالت تحتجزهم، وهو ما قالت حماس إنها لن تفعله إلا إذا كان هناك نهاية دائمة للقتال، وهو ما لا تُوافق عليه إسرائيل.

كما تُريد إسرائيل من حماس التخلي عن السلطة ونزع سلاحها، وهو ما ترفضه حماس.

تمديد وقف إطلاق النار في غزة

وكخطوة مُؤقتة، تعرض إسرائيل تمديد وقف إطلاق النار لمُدة شهر أو نحو ذلك إذا استمرت حماس في إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة.

وإذا لم تفعل ذلك، حذّرت إسرائيل المفاوضين في محادثات وقف إطلاق النار من أنها ستُصعد تدريجيًا من عقابها لحماس إلى حد العودة إلى الحرب الشاملة.

ويقول بعض المحللين الأمنيين الإسرائيليين: إن «إسرائيل في وضع أفضل بكثير لدخول غزة مما كانت عليه في بداية الحرب. فقد تم تجديد مخازن ذخيرتها، ورفعت القيود والضغوط المفروضة عليها من قبل إدارة الرئيس الأمريكي السابق «جو بايدن»، ولم تعد بحاجة إلى إبقاء أعداد كبيرة من القوات محاصرة على حدودها الشمالية للحماية من هجوم من قبل حزب الله اللبناني، بعد الحملة العسكرية الشرسة التي شنتها ضده في الخريف الماضي.

إسرائيل تُوافق على هدنة إنسانية في غزة خلال شهر رمضان

وفي وقت سابق، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي «بنيامين نتنياهو»، موافقة تل أبيب على مقترح المبعوث الأمريكي الخاص، «ستيف ويتكوف»، بشأن وقف إطلاق النار في غزة خلال «شهر رمضان وعيد الفصح»، حسبما أفادت وسائل إعلام عبرية، في أنباء عاجلة، الأحد.

وقال مكتب نتنياهو في بيان: «بعد مناقشة أمنية ترأسها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وبمشاركة وزير الدفاع وكبار المسؤولين الدفاعيين وفريق التفاوض، تقرر أن إسرائيل تعتمد الخطوط العريضة التي اقترحها مبعوث الرئيس الأمريكي الخاص ستيف ويتكوف لوقف مؤقت لإطلاق النار خلال شهر رمضان وعيد الفصح».

وأضاف: «في اليوم الأول من الاتفاق، سيتم إطلاق سراح نصف الرهائن، الأحياء والأموات، وفي النهاية، إذا تم التوصل إلى اتفاق على وقف إطلاق نار دائم سيتم إطلاق سراح الرهائن المتبقين، الأحياء والأموات».

بيان مكتب نتنياهو

وتابع البيان: «في حين وافقت إسرائيل على مخطط ويتكوف بهدف إعادة مختطفينا، تمسكت حماس حتى الآن برفضها قبول هذا المخطط. إذا غيرت حماس موقفها، فإن إسرائيل ستدخل على الفور في مفاوضات حول كل تفاصيل خطة ويتكوف».

وأشار مكتب نتنياهو إلى أنه «في حين أن حماس انتهكت الاتفاق مرارًا وتكرارًا، فإن إسرائيل لم تنتهكه. وبموجب الاتفاق، تستطيع إسرائيل العودة إلى القتال بعد اليوم الثاني والأربعين إذا شعرت أن المفاوضات غير فعالة. وقد حظي هذا البند بدعم رسالة جانبية من الإدارة الأمريكية السابقة، كما حظي بدعم إدارة الرئيس دونالد ترامب».

اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

وانتهى يوم السبت سريان المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وسط «عدم وضوح» آفاق المباحثات الجارية حاليا بشأن المراحل التالية.

وذكر موقع «أكسيوس» الأمريكي، مساء الجمعة، أن الوفد الإسرائيلي المفاوض «سيعود إلى العاصمة المصرية في وقت لاحق يوم السبت».

بدورها، جددت حركة حماس، مطالبتها «الوسطاء والضامنين والمجتمع الدولي بالضغط على الاحتلال للالتزام بدوره في الاتفاق بشكل كامل، والدخول الفوري في المرحلة الثانية منه دون أي تلكؤ أو مراوغة».

وأفادت مصادر محلية في غزة فجر السبت، بأن آليات الجيش الإسرائيلي «تُطلق النار في منطقتي جنوب رفح وشرق خان يونس جنوبي القطاع»، وكانت مصادر طبية أكدت الجمعة، مقتل فلسطيني في قصف من مسيرة إسرائيلية وسط مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، فيما أُصيب صيادان برصاص زوارق إسرائيلية في بحر منطقة السودانية شمال غربي مدينة غزة.

عقبات جديدة أمام الاتفاق.. تصاعد الخلافات بين «إسرائيل وحماس» حول المرحلة الثانية

من جهة أخرى، تُواجه المرحلة الثانية من الاتفاق بين «إسرائيل وحماس» عقبات جديدة، مع تصاعد الخلافات بين الجانبين حول بنود التنفيذ والتفاصيل المُتعلقة بالتهدئة وتبادل الأسرى، ما يُهدد بمزيد من التعقيد في المفاوضات.