عبدالرحمن جعفر الكناني يكتب: كهوف قندهار أقوى من قلاع البنتاغون !!
كهوف قندهار أقوى من قلاع البنتاغون !!
عبدالرحمن جعفر الكناني
أمريكا تبات تتحسر ندماعلى “سوء التقدير”، وطالبان تبدأ بـ ” يوم الفتح العظيم”، شتان ما بين الإثنين، قوة عظمى تجوب العالم بقوتها تجني خيبات فشلها، وحركة مسلحة عاشت عشرين عامًا في الكهوف والوديان تطردها بين ليلة وضحاها، متوسلة إياها بضمان حماية خروج جيوشها الغازية من مسالك آمنة.. !!
هزيمة أمريكية جديدة يسجلها التاريخ المعاصر، تكشف عن قصور العقل الأمريكي المتهور، المندفع منذ البدء بحسابات خاطئة، لم يجن سوى الخسائر والخيبات، والتراجع المهين لدولة كبرى لم يعد يهابها أحد، وهي تهبط إلى مستوى دولة من دول العالم الثالث.
أمريكا لم تنتصر في حروبها الخارجية، ولن تنتصر، بعقلها المفتقر لقواعد الانضباط، هي مهزومة في الداخل، ضربت قواعد مؤسساتها التشريعية والدستورية والقانونية، وقواها الحاكمة تتصارع وتتناقض أمام عدسات القنوات الفضائية، ومعارك دونالد ترامب – جو بايدن نموذج سيء لهزيمة العقل الأمريكي.
انتصرت حركة طالبان، وبارك الأفغان انتصارها، انتصرت على خلاف الحسابات الأمريكية الخاطئة، وبوقت أقصر مما تتوقع، ولم يبق لجيوش البنتاغون سوى التفاوض على خروجها من منفذ مطار واحد، بحماية قوة عسكرية تفوق قوة احتلالها لأفغانستان طيلة عشرين عامًا.
هزمت أمريكا سياسيًا وعسكريًا، قبل هزيمتها أمام حركة طالبان العائدة إلى القصر الرئاسي من الكهوف والأدغال، هزمت مصداقيتها وهي تطلق الأكاذيب في تسويق غزواتها الفاشلة، دون أن تحاسب ذاتها وفق القانون الأمريكي المتناقض مع سلوكيات المؤسسات الحاكمة.
فشل ذريع لمشاريع إدارة البيت الأبيض، فشل مشاريعها السياسية في الداخل والخارج، فشل عزز فشل مشاريعها العسكرية المستندة على فشل أجهزتها المخابراتية العاجزة في عصر ثورة المعلومات.
فقد العالم ثقته بأمريكا وقوتها العسكرية، عشرون عامًا مكثت في أفغانستان للقضاء على طالبان، خرجت هي منتكسة الرأس، وعادت طالبان زاهية بـ “الفتح الأكبر” تنقل مكاتبها من الكهوف إلى القصر الرئاسي العامر بأجهزته الحضارية.
أمريكا المتعالية على ذاتها، قبل تعاليها على العالم، لا تضع حدًا لأخطائها، ولا تعترف بكوارثها، ركبت موجة من الأكاذيب في تنفيذ مخططاتها الوهمية، وافتعلت الحوادث التي حصدت رؤوس الأمريكان قبل رؤوس الشعوب الأخرى.
هل أخذ جورج دبليو بوش ثأر الموتى الأمريكيين في تفجيرات 11 سبتمبر 2001 من حركة طالبان الحاضنة لتنظيم القاعدة الإرهابي ؟
سؤال لا بد أن يرفعه الشعب الأمريكي، ويشترط على حكامه إجابة ملزمة، بعدما دفع أرواحًا ومقدرات ثمنًا لهذا الثأر غير المنجز.
عادت طالبان بثوب جديد إلى العاصمة كابل، بروح مدنية جامعة، وخطاب جديد لا يعترض عليه أحد، توافق وتسامح وشراكة، فرضت على دول الغرب المتحضرة واقعًا لا تقوى على تجاوزه طالمًا التزم بالمعايير التي يأخذ بها العالم مقاييس لعلاقات دولية متكافئة.
وخرجت جيوش أمريكا، تاركة قواعدها في أفغانستان، مكفنة بضعفها في تنفيذ مهمة لا تتطابق مع أبسط المعايير الحضارية، مدونة أكبر الهزائم في تاريخها المعاصر.
هل أدرك الواهمون في البيت الأبيض أن كهوف قندهار أكثر تحصنًا من قلاع البنتاغون ؟؟