انشق عن الأسد..من هو الدبلوماسي نور الدين اللباد الذي اغتيل في درعا؟

أفادت عدة تقارير إخبارية عن "اغتيال" الدبلوماسي السوري السابق والمنشق عن نظام بشار الأسد، نور الدين إبراهيم اللباد، في محافظة درعا جنوب سوريا، في عملية وصفت بأنها الأولى من نوعها لشخصية معارضة للنظام السوري السابق منذ سقوطه في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي.
وقد شغل نورالدين اللباد منصب دبلوماسي في عهد النظام السوري السابق، حيث عمل كوزير مفوض في وزارة الخارجية، وشارك في مهام دبلوماسية في عدة سفارات سورية في دول مختلفة، مثل فرنسا واليمن والعراق وتركيا وليبيا.

انشقاق عن النظام السوري
مع بداية الثورة السورية تعرَّض للاعتقال مدَّة قصيرة في شهر مايو (أيَّار) 2011، على الرغم من منصبه الدبلوماسي الرفيع؛ بسبب محاولته إدخال مساعدات إنسانية إلى محافظة درعا، بعد الحصار الذي فرضَته قواتُ الأمن والجيش التابع للنظام السابق (نظام حزب البعث). ثم انشقَّ اللبَّاد عن النظام السوري، في أبريل (نَيْسان) 2013، رافضًا استهداف المدنيين واستخدام العنف في وجه المتظاهرين السِّلميين، ليكون بذلك من أوائل الدبلوماسيين الذين انشقُّوا عن النظام السوري.
انضمَّ إلى المعارضة السياسية لنظام بشار الأسد، ممثلًا للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في فرنسا.

ونشِط في الحَراك الثوري المعارض، فشارك في المظاهرات والفعَّاليات الثورية، وألقى كلماتٍ وقصائدَ فيها، وأقام أمسيَّات شعرية. وأسهم إسهامًا مهمًّا في تعزيز الدعم الدَّولي للمعارضة السورية، والتواصُل مع المجتمع الدَّولي. وقد حصل على الجنسية الفرنسية.
في عام 2013، انشق رسمياً عن النظام السوري وانضم إلى صفوف المعارضة ليصبح ممثلا للائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية في فرنسا، إذ يتذكره معارفه في فرنسا كناشط بارز لعب دورا مهما في تعزيز الدعم الدولي للمعارضة السورية.
اغتيال نور الدين اللباد
وفي هذا السياق قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، الثلاثاء، إن السفير المنشق وشقيقه عماد "قتلا إثر تعرضهما لإطلاق نار مباشر من قبل مسلحين مجهولين اقتحموا منزلهما" في حي المجبل، بمدينة الصنمين شمالي محافظة درعا.

تعرض نور الدين اللباد البالغ من العمر 63 عاما لإطلاق نار من قبل مسلحين دخلوا منزله في حي المجبل بمدينة الصنمين، مسقط رأسه، ما أسفر عن مقتله بالإضافة إلى شقيقه الذي كان برفقته في المنزل، بينما فر المهاجمون من المكان.
وتجدر الإشارة إلى أن اللباد كان يقيم في فرنسا، لكنه عاد مؤخرا إلى للاستقرار في سوريا، في أعقاب سقوط بشار الأسد.
من جهتها، فرضت السلطات السورية حظر التجوال في مدينة الصنمين شمالي درعا، وأعلنت عن فتح تحقيق في ملابسات عملية الاغتيال التي وصفتها المنابر الإعلامية المحلية بـ"الغامضة"، خاصة وأنها تتزامن مع "الفوضى الأمنية" التي تعيشها البلاد منذ أيام، إثر الاشتباكات بين قوات الأمن و"فلول" النظام السابق، وما تبعها من عمليات قتل وإعدام ميداني لأكثر من 800 شخص من الطائفة العلوية في منطقة الساحل، وفقا لأرقام المرصد السوري لحقوق الإنسان.
كما انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو من كاميرات مراقبة منزل اللباد يوثق لحظة دخول المسلحين إلى منزله، لكن لم يتم التأكد من صحته .

نور الدين اللباد
نور الدين اللباد سياسي ودبلوماسي سوري، وزير مفوَّض، وسفير في عدد من الدول، ومترجم وشاعر، حاصل على دكتوراه بالأدب الفرنسي.
انشقَّ عن نظام البعث عام 2013 عقب اندلاع الثورة السورية، ومثَّل المعارضة السورية في باريس، وبعد انتصار الثورة وسقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر 2024، عاد إلى بلده، وبعد أسبوعين من عودته تعرَّض للاغتيال في بيته من قِبَل مسلَّحين مجهولين مساء الثلاثاء 11 مارس 2025، وهو حاصل على الجنسية الفرنسية.
وُلد نور الدين بن إبراهيم اللَّبَّاد في مدينة الصَّنَمَين في ريف مدينة دَرْعا الشَّمالي، عام 1381هـ/ 1962م. ودرس في مدارسها، ثم انتقل إلى دمشق لدراسة المرحلة الجامعية، فالتحق بقسم الأدب الفرنسي في كلية الآداب بجامعة دمشق، وحصل على الإجازة (بكالوريوس) في الأدب الفرنسي منها، ثم على شهادة (الدبلوم العالي) في الترجمة.
وتابع دراسته العليا في فرنسا، فنال شهادة (ماجستير) في العَلاقات الدَّولية من جامعة السوربون بباريس، عام 1999. ثم على شهادة (دكتوراه) في الأدب الفرنسي.
وكان شاعرًا مهتمًّا بالتراث الشعبي في دَرْعا، فنظم الشعر الفصيح والعامِّي الشعبي، وكتب العديد من أغاني التراث أبرزها "من مفرق جاسم للصنمين"، وترجم عدَّة كتب عن اللغة الفرنسية.
أعماله
بدأ عمله في وِزارة الخارجية السورية عام 1991، وتولَّى مناصبَ مختلفة في السِّفارات السورية في عدد من الدول، في صنعاء وباريس وبغداد وأنقرة وبنغازي وطرابُلُس، كما عمل في الإدارة المركزية لوِزارة الخارجية ضمن ثلاث إدارات، هي إدارة المراسم والبروتوكول، وإدارة الترجمة، وإدارة الوطن العربي.
وكان القائمَ بأعمال السفير السوري في العراق قُبَيل الاحتلال الأمريكي 2003، وعند انطلاق الثورة السورية في مارس (آذار) 2011 كان سفيرًا برتبة وزير مفوَّض في وزارة الخارجية السورية.