مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

عقب لجؤهم لقاعدة حميميم.. العلويين يعودون لقراهم مرة أخرى

نشر
الأمصار

شهدت منطقة الساحل السوري تصاعد أعمال  العنف الأسبوع الماضي بعد أن أعلنت السلطات السورية بقيادة جماعة هيئة تحرير الشام، وهي جماعة سنية، أن قواتها الأمنية تعرضت لهجوم على يد مسلحين موالين للرئيس السابق بشار الأسد الذي تعود أصول عائلته العلوية إلى المنطقة الساحلية.

عمليات قتل واسعة النطاق 

وقد أدى الهجوم إلى عمليات قتل واسعة النطاق استهدفت العلويين في أسوأ أعمال العنف منذ الإطاحة بالأسد في 8 ديسمبر كانون الأول بعد حرب أهلية استمرت 14 عاما. 

وقال الرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع،  إن المسؤولين عن أعمال العنف سيُحاسبون.

وبسبب تلك الأعمال قد لجأ آلاف السوريين إلى قاعدة حميميم الجوية الروسية في محافظة اللاذقية بعد أعمال عنف اجتاحت منطقة الساحل السوري الأسبوع الماضي واستُهدفت خلالها بلدات وقرى ذات أغلبية علوية في هجمات أسفرت عن مقتل المئات.

وقد بدأ بعض سكان تلك المناطق في العودة إلى قراهم المدمرة بينما لا يزال البعض الآخر داخل القاعدة الروسية خوفا على حياتهم من تجدد أعمال العنف على أساس طائفي.

هربا من المجازرة.. آلاف العلويين يلجأون إلى قاعدة حميميم الجوية الروسية -  Sudan Tomorrow

شهود عيان يرون ما حدث 

وقالت رنا (34 عاما) إنها توجهت إلى القاعدة مع عائلتها بعد فرارها من منزلها في قرية الصنوبر ذات الأغلبية العلوية. 

وأضافت أنهم استيقظوا على دوي إطلاق نار فهربوا أولا إلى منطقة أخرى من القرية قبل التوجه مع سكان آخرين إلى حميميم الواقعة على بُعد 11 كيلومترا.

وعادت رنا إلى قرية الصنوبر يوم الخميس بعدما أكد لها شقيقها أن الوضع هادئ وأن قوات الأمن الحكومية متواجدة. ويخشى آخرون المغادرة.

وقالت "الصراحة في خوف.. في خوف أكيد.. بس إن شاء الله بتكون الأمور للأمام أحسن… أملنا كبير إنه تكون أحسن".

وفي هذا الصدد، ناشدت فلك عيسى (60 عامًا)، التي كانت ضمن مجموعة غادرت القاعدة الجوية للعودة إلى قريتها، المجتمع الدولي قائلة: "صار كل أنواع القصف بالقنابل والرشاشات اللي بدك إياها، كل أنواع الأسلحة... رعب حقيقي بكل معاني الكلمة".

فر إليها العلويون. وفد حكومي سوري يصل حميميم (صور) | إرم نيوز

وفي مشاهدات ميدانية لرويترز، بدت المنطقة الساحلية السورية وكأنها شهدت اجتياحًا واسع النطاق؛ حيث انتشرت مشاهد المنازل والمتاجر المحترقة، والقرى المهجورة، مما يعكس حجم الدمار الذي خلفته أعمال العنف الأخيرة.

ويواصل سكان الساحل السوري، الذين لجأوا إلى قاعدة حميميم الجوية الروسية هربًا من أعمال العنف الطائفي التي اجتاحت المنطقة الأسبوع الماضي، العودة تدريجيًا إلى قراهم المدمرة، بينما يفضل آخرون البقاء داخل القاعدة خوفًا على حياتهم، وفقًا لما نقلته وكالة رويترز.

وأفادت وكالة رويترز أن آلاف العلويين فروا إلى حميميم بعد هجمات دامية استهدفت بلداتهم وقراهم، وأسفرت عن مقتل المئات، لافتة إلى أن بعضهم بدأ بالعودة بعد استقرار الوضع جزئيًا، بينما ما زال آخرون يخشون المخاطرة بالعودة.

انشقاق العلويين في الساحل.. "الحيدريون" يدعون لمظاهرات ضد فساد "الدولة" |  شبكة بلدي الإعلامية

الخارجية الروسية 9000 شخص احتموا بقاعدة حميميم الجوية

من جانبها، ذكرت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، أن حوالي 9000 شخص احتموا بقاعدة حميميم الجوية، والتي أنشأتها موسكو في العام 2015 لدعم نظام الأسد.

وأوضحت أن موسكو تسعى الآن إلى بناء علاقات مع القيادة السورية الجديدة، إلا أن مصير القاعدة الروسية في حميميم والقاعدة البحرية في طرطوس لا يزال غير واضح.

المسؤول الأمني في الحكومة السورية

وفي تصريحات لأحمد عبد الرحمن، المسؤول الأمني في الحكومة السورية المؤقتة، أكد أن 1500 شخص ما زالوا في القاعدة الجوية، مشيرًا إلى أن قوات الأمن تعمل على تأمين المنطقة من "فلول النظام البائد والعصابات التخريبية".

وأضاف: "نحن نعمل على تأمين المنطقة من فلول النظام والعصابات المسلحة، حتى يتمكن السكان من العودة إلى منازلهم وقراهم المحيطة بالمطار".

ووفقًا لتقارير إعلامية سابقة، فقد لجأ بعض العلويين إلى لبنان خوفًا من استمرار عمليات القتل والاضطهاد، بينما فضل آخرون الاحتماء داخل حميميم إلى حين ضمان سلامتهم.

ووسط هذه التطورات، تتعالى الأصوات داخل الطائفة العلوية للمطالبة بتدخل دولي لحمايتهم.