مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

رمضان في مصر حاجة تانية.. أجمل فرصة للعبادة والتقرب من الله

نشر
الأمصار

بمجرد ما يذكر اسم شهر رمضان المبارك تمتلئ القلوب بالفرحة والابتهاج وتتفوح البيوت برائحه ذكيه ومميزة ، حيث يمثل دخول شهر رمضان بداية مرحلة مميزة، حيث يستعد الصائمون لاستقبال هذا الشهر الكريم بالفرح ويتهيأون للعبادة وفعل الخير.


رؤية الهلال

ومن أبرز مظاهر دخول «رمضان» التي يستهل بها الشهر الفضيل هي رؤية الهلال، حيث يجتمع الناس فى ترقب لمعرفة اليوم الأول من الشهر الفضيل، ومع إعلانه تمتلئ المساجد بالمصلين لأداء التراويح، وتتجلى أجواء المحبة والتآخى فى كل مكان؛ ليصوم المسلمون من طلوع الفجر حتى غروب الشمس، فى عبادة تعكس الصبر والتقوى، متوجهين إلى الله بالدعاء والذكر.

ورؤية هلال رمضان من أهم الأحداث التى ترتبط ببداية الشهر المبارك، وتُعد رمزًا لفرحة المسلمين فى كل أنحاء العالم، ويُعلن عن بداية الشهر الفضيل بمجرد ثبوت رؤية الهلال.

وتتم رؤية الهلال وفقًا للشريعة الإسلامية عبر المشاهدة بالعين المجردة أو باستخدام الأدوات الفلكية، وذلك بعد غروب شمس اليوم التاسع والعشرين من شهر شعبان، فإذا ثبتت رؤية الهلال يُعلن بدء شهر رمضان، وإذا تعذرت الرؤية يُتم شعبان ثلاثين يومًا.

وللرؤية الشرعية أهمية كبيرة، إذ تربط المسلمين بحساب زمنى دينى موحد، كما أن الهلال يُعد علامة واضحة وبسيطة يستطيع الجميع ملاحظتها، ما يحقق العدالة فى إعلان بداية الشهر، ورغم التقدم التكنولوجى ووجود الحسابات الفلكية الدقيقة، فإن الرؤية البصرية للهلال تظل هى الأساس فى كثير من الدول الإسلامية.


متى بدءت فكرة صيام رمضان؟

بدأت حكاية الصيام فى الديانات السماوية، حيث كان الصيام يُمارس فى مناسبات معينة طلبًا للتوبة والتقرب إلى الله، وفى الإسلام فُرض الصيام فى السنة الثانية للهجرة، وأصبح ركنًا أساسيًا من أركان الدين. ويهدف الصيام فى الإسلام إلى تحقيق التقوى وتعزيز الصبر والتضامن مع الفقراء، ويحرص المسلم على استثمار أوقاته فى شهر الصيام بكل ما يرضى الرحمن، حتى يكون من الفائزين الرابحين بثواب هذا الشهر العظيم، الذى خصه الله تعالى بمزيد فضل وبركة، وجعل فيه ليلة خيرًا من ألف شهر، أنزل فيها القرآن على نبيه ومصطفاه قال تعالى: (شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِى أُنزِلَ فِيهِ الْقُرْءانُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ) (البقرة: ١٨٥)، وقال تعالى أيضًا: (إِنَّا أَنزَلْنَهُ فِى لَيْلَةِ الْقَدْرِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ) (القدر).

الصيام هو عبادة قديمة عُرفت عبر العصور والديانات المختلفة، ويُعتبر أحد أهم الشعائر الدينية فى الإسلام، حيث يُمثل الصيام فريضة على المسلمين خلال رمضان، ولكن تاريخ الصيام يمتد إلى ما قبل الإسلام، حيث كان جزءًا من الحياة الروحية فى العديد من الثقافات والأديان، ووفقًا للأزهر الشريف فُرض الصيام على الأمم السابقة وقد كان معروفًا عند أهل الكتاب الذين عاصروا النبى صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمْ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [البقرة: ١٨٣].

ولكن لم يكن صيامهم فى رمضان، فوجوب صوم رمضان لم يشرع من قبل، إذ تختص الأمة الإسلامية بفريضة صوم شهر رمضان.

ووفقًا للأزهر الشريف، شرع صيام رمضان على مرحلتين: الأولى مرحلة التخيير بين الصوم والإطعام، لقوله تعالى (فَمَن تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ) (البقرة: ١٨٤)، والثانية: مرحلة الإلزام بالصوم؛ قال تعالى: (فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ) (البقرة: ١٨٥).

ومن سنن الصوم السحور؛ قال رسول الله ﷺ: «تَسَحرُوا فَإِنَّ فِى السَّحُورِ بَرَكَةً»، ويتحقق السحور ولو بأكل تمرة، أو شربة ماء، وقد اتفق الفقهاء على استحباب تأخير السحور وتعجيل الإفطار، وفى مسند الإمام أحمد من حديث أبى ذر، رضى الله عنه، عن النبى قال: «لَا تَزَالُ أُمَّتِى بِخَيْرٍ مَا عَجَّلُوا الْإِفْطَارَ، وَأَخَّرُوا السحور»، ويدخل وقت السحور بنصف الليل حتى طلوع الفجر، ومن حديث سهل بن سعد الله عن النبى ﷺ أنه قال: «لا يَزَالُ النَّاسُ بِخَيْرِ مَا عَجَّلُوا الفِطْرَ»، فيستحب تعجيل الإفطار إذا دخل وقته بتحقق الغروب، والإفطار على رطب فإن لم يكن فعلى تمر، فإن لم يجد فعلى ماء، ويستحب أن يكون ذلك قبل أن يصلى الصائم المغرب، وفقًا لكتاب «الصيام فتاوى وأحكام» للدكتور نظير محمد عياد، مفتى الديار المصرية، رئيس تحرير مجلة الأزهر الشريف.

وعن أنس قال: «كَانَ النَّبِيُّ ﷺ يُفْطِرُ قَبْلَ أَنْ يُصَلِّيَ عَلَى رُطَبَاتِ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ رُطَبَاتٌ فَتُمَيْرَاتٌ، فَإِنْ لَمْ تَكُنْ تُمَيْرَاتٌ حَسَا حَسَوَاتٍ مِنْ مَاءٍ»، وقول النبى ﷺ: «إِذَا أَفْطَرَ أَحَدُكُمْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى تَمْرٍ، فَإِنْ لَمْ يَجِدْ فَلْيُفْطِرْ عَلَى مَاءٍ فَإِنَّهُ طهور».


العبادات والصلوات في الشهر الفضيل

يمتاز الشهر بأجوائه الإيمانية التي تجمع بين التضرع إلى الله، وقراءة القرآن، وصلاة التراويح، إلى جانب أعمال الخير والصدقات. في مصر.

رمضان في مصر حاجة تانية فعلا، هذا واقع، فلا مقارنة بين أجواء الشهر المبارك بين حلوله في مصر وأي بلد آخر.

رمضان في مصر ضيف عزيز، يستقبله المصريون بفرح غامر، فهو ليس شهر للصيام والعبادة فحسب، بل موسم تزدهر فيه القيم الروحانية وتتجلى فيه التقاليد العريقة.

على مدى القرون، تطورت الاحتفالات الرمضانية في مصر، فبات الشهر الكريم من أكثر شهور العام بهجةً، حيث تجتمع العائلات، وتتلألأ الفوانيس في الشوارع، وتنتشر الروائح الزكية لوجبات الإفطار الشهية.

يُعدّ رمضان شهر البركة والتقوى، يُقبل فيه المسلمون على الصيام والقيام، وتتضاعف الحسنات، وتُفتح أبواب الرحمة والمغفرة.

يمتاز الشهر بأجوائه الإيمانية التي تجمع بين التضرع إلى الله، وقراءة القرآن، وصلاة التراويح، إلى جانب أعمال الخير والصدقات.

في مصر، يحرص الناس على إطعام الصائمين عبر "موائد الرحمن" المنتشرة في الأحياء، حيث يجتمع الغني والفقير في مظهر اجتماعي يعكس روح التكافل والتآخي.

رمضان في مصر ليس شهرا للصيام والأجواء الدينية فحسب، بل حالة روحانية واجتماعية لا تتكرر، تمتزج فيها العبادات بالعادات والتقاليد، ليبقى الشهر محطة مضيئة في حياة المصريين، تتجدد فيه الألفة، ويعم الخير، وتنشر الفوانيس نورها في شوارع البلاد، علامة أن رمضان في مصر شهر البهجة والمحبة بكل تفاصيله الفريدة.

صلاة التراويح

ينطلق الناس لأداء صلاة التراويح في مختلف المساجد حيث تمتليء بالمصلين من مختلف المراحل العمريّة، وللنساء نصيبٌ في هذا الميدان، فلقد خصّصت كثير من المساجد قسماً للنساء يؤدّون فيه هذه المشاعر التعبّدية، وتُصلّى التراويح صلاة متوسّطة الطول حيث يقرأ الإمام فيها جزءً أو أقل منه بقليل، لكن ذلك ليس على عمومه، فهناك العديد من المساجد التي يُصلّي فيه المصلّون ثلاثة أجزاء، بل وُجد هناك من يُصلّي بعشرة أجزاء حيث يبدأ في الصلاة بعد العشاء وينتهي في ساعة متأخّرة من الليل.

فعاليات قصور الثقافة في محافظات مصر خلال الشهر الفضيل

أعدت الهيئة العامة لقصور الثقافة، برنامج ثقافية وفنيه مكثفة بالقاهرة والمحافظات، احتفالًا بليالي رمضان الثقافية والفنية، لتقديم مزيج من الأنشطة التي تجمع بين التراث والمعاصرة.

ويأتي هذا البرنامج متضمنًا عددًا من الفعاليات، حيث تنطلق عروض فنية متنوعة تشمل الموسيقى العربية والإنشاد الديني والفنون الشعبية، إضافةً إلى عروض التنورة التراثية، والأنشطة الترفيهية والتعليمية للأطفال.

إلى جانب العروض الفنية، يزخر البرنامج بأمسيات شعرية، وعروض للسيرة الهلالية، ولقاءات مع كبار الأدباء والمبدعين، بالإضافة إلى الاحتفاء بكوكب الشرق أم كلثوم، وذلك ضمن رؤية الهيئة في تسليط الضوء على رموز الفكر والثقافة، كما يشمل البرنامج عددًا من الورش الفنية والحرفية التي تستهدف مختلف الفئات العمرية، إلى جانب ورش الحكي والألعاب الشعبية، فضلًا عن المعارض الفنية ومعارض الكتب التي تقدم أحدث الإصدارات، مما يعزز من التنوع الثقافي للفعاليات.

وفيما يخص حجم الأنشطة، تقدم الهيئة أكثر من 1640 فعالية ثقافية وفنية كبرى في 11 موقعًا مركزيًا بالقاهرة والأقاليم، بينما تتوزع أكثر من 3000 فعالية أخرى في مختلف المواقع الثقافية بالمحافظات على مدار الشهر الفضيل، مما يعكس انتشارًا واسعًا للأنشطة الثقافية والفنية.