مصير الرهائن في غزة.. معضلة إنسانية وسط تجدد القتال

في الساعات الأولى من صباح اليوم، شنت إسرائيل موجة جديدة من الغارات الجوية على قطاع غزة، منهيةً بذلك فترة من الهدوء النسبي خلال اتفاق وقف إطلاق النار الأخير.
تبرر إسرائيل عودتها إلى القتال بعدم إحراز تقدم في مفاوضات تمديد الهدنة، بينما تحذر حركة حماس من أن استئناف العمليات العسكرية يعرض حياة الرهائن المحتجزين في القطاع للخطر.
كم عدد الرهائن المتبقين؟
بحسب البيانات الإسرائيلية، اختطف مقاتلو حماس وجماعات فلسطينية أخرى نحو 251 شخصًا خلال هجوم 7 أكتوبر 2023، الذي أسفر أيضًا عن مقتل حوالي 1200 إسرائيلي. ومنذ ذلك الحين، تم إطلاق سراح 147 رهينة ضمن صفقات تبادل، بعضها جرى خلال فترات وقف إطلاق النار، فيما استعادت إسرائيل 41 جثة من رهائن قتلوا أثناء احتجازهم.
حتى اللحظة، تشير التقديرات إلى أن هناك 59 رهينة ما زالوا محتجزين في غزة، تعتقد إسرائيل أن 35 منهم قد لقوا حتفهم. وتتضمن قائمة المحتجزين 13 جنديًا إسرائيليًا، تعتقد تل أبيب أن 9 منهم قد قُتلوا، بالإضافة إلى 5 رهائن أجانب، بينهم ثلاثة تايلانديين، نيبالي، وتنزاني، يعتقد أن اثنين منهم ما زالا على قيد الحياة.
الرهائن والاتفاقات السابقة

شهدت الأشهر الماضية عدة جولات تفاوضية بين إسرائيل وحماس، بوساطة قطرية ومصرية، أسفرت عن تبادل عدد من الرهائن مقابل إطلاق سراح مئات الأسرى الفلسطينيين. أبرز هذه الاتفاقيات كان اتفاق وقف إطلاق النار في نوفمبر 2023، الذي تضمن إطلاق سراح 100 رهينة إسرائيلي مقابل 240 أسيرًا فلسطينيًا.
وفي يناير 2025، دخل اتفاق جديد لوقف إطلاق النار حيز التنفيذ على ثلاث مراحل، تضمنت المرحلة الأولى منه إطلاق سراح 25 رهينة، بمن فيهم شخصان كانا محتجزين في غزة منذ أكثر من عقد، بالإضافة إلى تسليم ثماني جثث. في المقابل، أطلقت إسرائيل سراح 2000 أسير فلسطيني، في خطوة اعتبرها البعض محاولة لتهدئة الأوضاع قبل استئناف القتال.
لماذا انهارت الهدنة؟
مع اقتراب نهاية المرحلة الأولى من الاتفاق، تصاعدت التوترات بين الجانبين، إذ اتهمت حماس إسرائيل بعدم الالتزام ببنود الاتفاق، بينما بررت تل أبيب عودتها إلى القتال بعدم إحراز أي تقدم في التفاوض على المرحلة الثانية.
وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت أكد أن "الحرب ستستمر حتى إطلاق سراح جميع الرهائن"، في حين اعتبر المتحدث باسم حماس أن "استئناف القصف يعني تعريض حياة المحتجزين لخطر مباشر".
ما مصير الرهائن المتبقين؟

لا تزال القضية مفتوحة على جميع الاحتمالات، إذ تصر إسرائيل على استعادة جميع المختطفين، سواء أحياءً أو جثثًا، بينما تلوّح حماس بإمكانية المضي في صفقات تبادل جديدة في حال تم التوصل إلى اتفاق سياسي شامل.
وبينما تتواصل العمليات العسكرية، تزداد المخاوف من أن يدفع الرهائن المتبقون ثمناً باهظًا في ظل التصعيد المستمر.
على الصعيد الإنساني، تبرز أصوات العائلات التي تطالب حكومتها بالتحرك سريعًا لإنقاذ ذويهم، بينما يدعو المجتمع الدولي إلى ضبط النفس وإيجاد حل دبلوماسي يُنهي الأزمة.
ومع استمرار القتال وسقوط المزيد من الضحايا، يبقى مصير الرهائن معلقًا بين المفاوضات والرصاص، في واحدة من أعقد الأزمات التي شهدها النزاع الإسرائيلي-الفلسطيني خلال العقود الأخيرة.
وكانت قد أكدت مصادر طبية فلسطينية، الثلاثاء، ارتفاع عدد الشهداء الفلسطينيين في الغارات الجوية الإسرائيلية على غزة لـ 350 شهيدا وإصابة المئات، مشيرة لوجود عدد من الشهداء لا يزالوا تحت الأنقاض وتعجز فرق الدفاع المدني وسيارات الإسعاف فى الوصول إليهم بسبب الظروف الصعبة التى يعيشها القطاع وعدم توافر المعدات الثقيلة التى تساهم فى رفع الأنقاض.
بدورها، قالت حركة حماس، إن الاحتلال يستأنف حرب الإبادة ويرتكب عشرات المجازر بحق الشعب الفلسطيني، مؤكدة أن نتنياهو قرر استئناف الحرب لتصدير أزمته الداخلية وفرض شروط تفاوضية جديدة.
وطالبت هيئة عائلات المحتجزين الإسرائيليين في قطاع غزة، الثلاثاء، بعودة الهدنة في القطاع، مؤكدين أن حياة أبنائهم على المحك.
تنديد دولى بتجدد العدوان الإسرائيلي على غزة.. وارتفاع عدد الشهداء لـ356

توالت التصريحات المنددة بتجدد العدوان الإسرائيلى على غزة اليوم الثلاثاء، وطالبت دول عدة بالالتزام باتفاق وقف إطلاق النار وتوفير الحماية للمدنيين في القطاع.
واستأنفت إسرائيل فجر اليوم الثلاثاء عدوانها على قطاع غزة بسلسلة من الغارات العنيفة أسفرت إلى غاية الآن عن 356 شهيدا وعشرات المصابين، وفقا لوزارة الصحة في غزة.
وقال وزير خارجية النرويج إسبن بارث إن ما يجري حاليا في غزة "كابوس".
ودعا بارث إلى "وقف القتال فورا حتى يتسنى استئناف المفاوضات بشأن استمرار اتفاق وقف إطلاق النار".
وعبر وزير الخارجية البلجيكي برنارد كوينتين عن إدانته الغارات الإسرائيلية الجديدة، وقال إن ما تسببه من خسائر بشرية يهدد تحقيق الأهداف من اتفاق وقف إطلاق النار.
من جانبها، دعت وزيرة الخارجية الأسترالية بيني وونغ إلى احترام اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، وقالت "لا يمكن للمدنيين الفلسطينيين أن يدفعوا ثمن هزيمة حماس".
وطالبت الصين باتخاذ خطوات لمنع "كارثة إنسانية" في غزة، وقالت الناطقة باسم الخارجية الصينية ماو نينغ إن "الصين تشعر بقلق بالغ من الوضع الحالي بين إسرائيل وفلسطين"، داعية طرفي النزاع إلى "تجنب أي أعمال قد تؤدي إلى تصعيد الوضع ومنع كارثة إنسانية أوسع نطاقا".