تركيا على صفيح ساخن.. رسمياً القضاء التركي يأمر بسجن إمام أوغلو

أصدر، اليوم الأحد، قرار من قبل القضاء التركي بسجن رئيس بلدية اسطنبول المعارض أكرم إمام أوغلو بتهمة "الفساد"، وقد أثار توقيفه موجة واسعة من الاحتجاجات في تركيا، وفق ما أفاد أحد محاميه وكالة فرانس برس.

وفي هذا الصدد مثل إمام أوغلو، المنافس الأكبر للرئيس رجب طيب إردوغان والمتّهم أيضا بتهمة "الإرهاب"، مساء السبت مع 90 متهما أمام محكمة تشاغليان في إسطنبول.
وكان الادعاء العام في تركيا طلب، في وقت مبكر من صباح الأحد، إلقاء القبض بشكل رسمي على عمدة إسطنبول المحتجز أكرم إمام أوغلو.
التحقيق مع إمام أوغلوا
أعلنت النيابة العامة في تركيا بدء التحقيقات مع رئيس بلدية إسطنبول، أكرم إمام أوغلو، و78 آخرين محتجزين بتهم تتعلق بالإرهاب والفساد.
وقد انطلق التحقيق التركي وسط أجواء متوترة ومظاهرات واحتجاجات حاشدة في كثير من أنحاء تركيا ضد اعتقاله، وتنديد أوروبي ودولي، ومطالبة بإجراءات قضائية نزيهة.
وأمضى إمام أوغلو اليوم الأول، منذ اعتقاله فجر الأربعاء، بين الفحص الطبي والتحقيقات في مديرية أمن إسطنبول، بينما كان مئات الآلاف في إسطنبول وأنقرة وإزمير وكثير من المدن التركية يمضون الليل في الشوارع وسط ظروف جوية قاسية؛ للمطالبة بإطلاق سراحه.
وأطلقت الشرطة التركية الرصاص المطاط وقنابل الغاز المسيل للدموع في اتجاه مشاركين في تحرك أمام مقر بلدية اسطنبول، دعا إليه حزب الشعب الجمهوري الذي ينتمي إليه رئيس بلدية المدينة الموقوف، بحسب صحافيين في «وكالة الصحافة الفرنسية».
وبينما انطلقت التحقيقات مع إمام أوغلو، المرشح الأبرز لمنافسة إردوغان على رئاسة تركيا، و78 آخرين من أصل 106 مطلوبين شملتهم مذكرة اعتقال أصدرها المدّعي العام لمدينة إسطنبول، فإن الشرطة تُواصل البحث عن 19 آخرين.
وقال مكتب المدعي العام في إسطنبول، في بيان ليل الأربعاء - الخميس، إن السلطات تحفّظت على شركة «إمام أوغلو للإنشاءات والتجارة والصناعة» المملوكة بشكل مشترك لرئيس بلدية إسطنبول المعتقل، مع عائلته.

رئيس بلدية أنقرة قرار المحكمة "وصمة عار على النظام القضائي"
ووصف رئيس بلدية أنقرة قرار المحكمة بشأن أكرم إمام أوغلو بأنه "وصمة عار على النظام القضائي".
وأثار اعتقال إمام أوغلو هذا الأسبوع التوترات السياسية بشكل حاد وأدى إلى اندلاع احتجاجات واسعة في مختلف أنحاء تركيا، حيث تجمع المتظاهرون في عدة مدن للتعبير عن معارضتهم
ويرى كثيرون أن اعتقاله هو محاولة ذات دوافع سياسة لإبعاده عن سباق الرئاسة المقبل، المقرر في عام 2028. وتنفي الحكومة هذه الاتهامات وتؤكد أن محاكم تركيا مستقلة.
أوغلو ينفى تهم الإرهاب الموجهة إليه
وقد أظهرت وثيقة قضائية اطلعت عليها رويترز، السبت، أن رئيس بلدية إسطنبول المعتقل أكرم إمام أوغلو نفى تهم الإرهاب الموجهة إليه، وذلك بعد اعتقاله يوم الأربعاء على خلفية اتهامه بالفساد والإرهاب.
ونقلت الوثيقة عن إمام أوغلو قوله في معرض دفاعه عن نفسه: "أرى اليوم خلال استجوابي أنني وزملائي نواجه اتهامات وافتراءات لا يمكن تصورها".
إمام أوغلو هو شخصية بارزة ومنافس محتمل للرئيس رجب طيب أردوغان.

وقال إمام أوغلو في إشارة مبطنة إلى أردوغان: "من الضروري أن تتخلص بلادنا في أسرع وقت ممكن من هذه العقلية التي تعتقد أن من حقها فعل أي شيء لحماية مقعدها"
ومن المتوقع أن يمثل إمام أوغلو أمام المحكمة في وقت لاحق من اليوم السبت لاتخاذ قرار إما بالإفراج عنه أو باستمرار اعتقاله انتظارا لمحاكمته.
وفجر اعتقال اوغلو احتجاجات واسعة النطاق في جميع أنحاء تركيا، حيث احتشد المتظاهرون في عدة مدن للتعبير عن معارضتهم.
وشملت قائمة المدن الكبرى: إسطنبول، وأنقرة، وإزمير، وأضنة، وأنطاليا، وجنق قلعة وإسكي شهير، وقونية، وأدرنة.

حزب الشعب الجمهوري يدعو أنصاره للاحتجاج
حث حزب الشعب الجمهوري المواطنين على المشاركة في انتخابات رمزية الأحد، من خلال صناديق اقتراع سيتم وضعها في شوارع تركيا، لإظهار التضامن مع إمام أوغلو.
أكد رئيس حزب الشعب الجمهوري، أوزغور أوزيل، أن "التظاهر السلمي حق دستوري"، مطالبًا أنصار الحزب بالنزول إلى الشوارع رفضًا لاعتقال إمام أوغلو.

كما أعلن الحزب عن تنظيم انتخابات رمزية يوم الأحد المقبل، حيث سيتم وضع صناديق اقتراع في مختلف المدن التركية، في محاولة رمزية لإظهار الدعم الشعبي لرئيس بلدية إسطنبول المعتقل