رمضان الحرب.. السودان بين المعاناة والصمود في ظل الصراع المستمر

يحل شهر رمضان هذا العام على السودان في ظل حرب مدمرة دخلت عامها الأول، حيث تعاني البلاد من أوضاع إنسانية كارثية بسبب استمرار القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
الإفطار في زمن الحرب.. الحد الأدنى للبقاء
وفي الشهر الكريم، تزداد معاناة المدنيين الذين يواجهون نقصًا حادًا في الغذاء والمياه والدواء، وسط نزوح جماعي وانهيار للخدمات الأساسية.
في العادة، كان رمضان في السودان شهرًا للمحبة والتكافل الاجتماعي، لكن هذه السنة تحول إلى رمضان الحرب، حيث تعاني الأسواق من ارتفاع جنوني في الأسعار، وشح المواد الغذائية، خاصة في الخرطوم ودارفور ومناطق النزاع.
انهيار الاقتصاد وصعوبة وصول الإمدادات تضاعفت الأسعار، كما أن الأسر السودانية تكافح لتأمين وجبات الإفطار والسحور في ظل تدمير البنية التحتية، بالإضافة إلى غياب الأمن يجعل حتى التنقل داخل المدن خطرًا، مما يحد من قدرة الناس على التزود بالمؤن.
رغم محاولات المنظمات الإغاثية تقديم العون، فإن استمرار القتال يعرقل وصول المساعدات، حيث تُمنع قوافل الإغاثة من الوصول إلى العديد من المناطق المتضررة، مما يزيد من مأساة النازحين والجوعى.
ورغم كل هذه التحديات، يواصل السودانيون التمسك بالأمل، حيث تعتمد الكثير من الأسر على التكافل الاجتماعي والمبادرات المحلية لتوفير الطعام والإغاثة. وبينما يمر رمضان وسط أصوات القذائف والانفجارات، يبقى الدعاء المشترك بين الجميع أن يكون هذا آخر رمضان في ظل الحرب، وأن يعم السلام السودان قريبًا.
ماذا يأكل السودانيون في رمضان خلال الحرب؟
في ظل الحرب المستمرة في السودان، تغيرت مائدة الإفطار الرمضانية بشكل كبير، حيث أصبح توفير الطعام الأساسي تحديًا يوميًا للكثير من العائلات، خاصة مع انقطاع الإمدادات الغذائية، ارتفاع الأسعار، وانعدام الأمن.
ورغم الظروف القاسية، يحاول السودانيون الحفاظ على عاداتهم الرمضانية بأبسط الإمكانيات الممكنة.

في الأوقات العادية، تشتهر المائدة السودانية في رمضان بأصناف متنوعة مثل:
العصيدة بملاح التقلية (عجينة الذرة مع صلصة اللحم المجفف أو الطازج).
القراصة مع ملاح الروب (خبز سوداني سميك مع صلصة اللبن الرائب).
البلح بالحليب كمشروب أساسي.
الأبريه (مشروب تقليدي يصنع من الذرة).
الحلومر (نوع من المشروبات المنعشة المصنوعة من الذرة المخمرة).
بسبب ظروف الحرب، أصبحت وجبات الإفطار تعتمد على ما هو متاح فقط، حيث يعاني الناس من شح الدقيق، نقص الوقود للطبخ، وانقطاع الكهرباء والمياه، أصبح يعتمد السودانيين على البلح والماء كوجبة رئيسية للإفطار لمن لا يملكون سبل الطهي، والخبز الجاف أو القراصة بدون أي إضافات، البقوليات مثل العدس والفول، نظرًا لأنها أرخص نسبيًا وأسهل في الطهي.

التكافل.. سلاح السودانيين ضد الجوع
يأتي شهر رمضان هذا العام على السودان في ظل حرب طاحنة، حيث يعاني الملايين من نقص الغذاء، وانقطاع الكهرباء، وانعدام الأمن، مما جعل تأمين وجبة الإفطار تحديًا يوميًا.
ورغم هذه الظروف القاسية، لا يزال السودانيون متمسكين بتقاليدهم الرمضانية قدر الإمكان، وسط تكافل اجتماعي يعكس صمودهم في وجه الأزمة.
ورغم هذه الظروف الصعبة، يظل التكافل والتضامن الاجتماعي أحد أبرز سمات المجتمع السوداني.
في الكثير من المناطق، يتم تقاسم الطعام بين العائلات، وتقوم بعض المبادرات المحلية بتحضير وجبات إفطار جماعية قدر الإمكان، لضمان أن لا يبقى أحد جائعًا في هذا الشهر الفضيل.
يعيش السودانيون هذا الشهر الكريم على أمل انتهاء الحرب وعودة الحياة إلى طبيعتها، حتى يتمكنوا من استعادة موائدهم الرمضانية العامرة كما كانت من قبل، في ظل الأمان والاستقرار.
رغم ظروف الحرب، لا يزال السودانيون متمسكين بروح التكافل، حيث يتشارك الجيران والأسر في إعداد الطعام وتوزيعه، بينما تسعى المبادرات المحلية إلى توفير وجبات للصائمين في المناطق الأكثر تضررًا.
رمضان الصمود والأمل
رمضان في السودان هذا العام ليس ككل عام، لكنه يظل شهر الصبر والتضامن، حيث يواجه السودانيون الحرب بروح العزيمة والإيمان، على أمل أن يحمل المستقبل بشائر السلام والاستقرار.