د.أنمار الدروبي يكتب: عدنان درجال.. نهاية سرابية للغاية مأساوية الشكل هلامية المضمون؟

ويالها من نهاية قاسية لدرجال ومعه كابتن (شاورما) أو ما يسمى كاساس، فأنتم فقاعات لا تكاد تظهر حتى تختفي، ولا يمكن أن تثبت حتى تمسك بها يد أبدا. تلك النهاية التي كنا نعرفها جميعا العراقيين إلا جماعة درجال من حملة المباخر وضاربي الدفوف.
فكانت نتائج منتخبنا الوطني لكرة القدم في تصفيات كأس العالم 2026 تمثل اللعنة الأبدية التي حكم بها الرب الخالق على درجالكم، الذي أصبح الملك السماوي بتطبيلكم.
بالتالي متى يعلن درجال انسحابه من ملف كرة القدم العراقية، ربما يكون هذا الانسحاب هو العزاء الوحيد الذي ينتظره الشعب العراقي ماعدا حملة المباخر وضاربي الدفوف، فهؤلاء سيتحولون بقدرة قادر من جماعة درجال إلى أعداء ومنتقدي درجال، بعد أن كانت وماتزال أحلام العراقيين الوهمية والمشبعة بأمل الصعود إلى كأس العالم عبارة عن فيلم سينمائي تعامل معه درجال وجلاوزته مع سيكولوجية المجتمع العراقي ومع مزاجه العام.
فقد ذهب إلى أبعد من ذلك بتوظيفه سياسيا، حقا لقد طور درجال فن الدراما لينقل المسرح من تلك الخشبة الى أرض الواقع فكتب لنا درجال أعظم سيناريوهات القرن الحادي والعشرين، وحلم شعبنا المسكين بأنه سيرى ما يسمى (أسود الرافدين) في كندا أوالمكسيك أو الولايات المتحدة.
هذا ما يحصل في استراتيجيات العهد الدرجالي بالعراق، المطبلون وما يطلق عليهم كذبا إعلاميين أو محللين للأداء الرياضي، يتقنون أداء أدوارهم البهلوانية ومسخ من الحاشية تتقن التبجيل، سواء كانوا حاشية تبجل بدرجالهم أو ضاربي الدفوف تهتف لكاساسهم.
وأيضا جماهير من هنا وهناك تصفق بحرارة أو تُسحق وفقا لتوجيهات المخرج الخفيّ. وهنالك أدوار جانبية لإثارة الصخب أو الفوضى.
لقد تجاوز درجال استبداده حدود الممارسة الفردية، ليعبر عن طبيعته في عقيدة تشتمل على جملة أفكار شاذة عن الفطرة الإنسانية ومنطق الأشياء، هذا ما حدث مع ملف الكرة العراقية وما يزال يحدث، فالخطر في هذه الحالة لا يقف عند حدود درجال الدكتاتور الذي تفرض حالته ظروف معينة تنتهي مع هلاكه أو سقوطه بسبب عنجهيته وجبروته واستهتاره بشعور ملايين العراقيين.
لاسيما أن مثل هذا الخطر استشرى كالوباء في عهد عدنان درجال، بعد أن وجد البيئة المناسبة لانتشاره خاصة بين الاوساط الجاهلة بالحياة والتي لا تُطيق التعاطي مع متطلبات التقدم الحضاري والمدمنة على تحجرها الكهنوتي الوثني.
ولكي ينجز درجال مشروعه الدكتاتوري كان لابد أن يسوّقه بغلاف الفشل والسقوط، بداية من العجوز الهولندي أدفوكات وصولا إلى الفاشل كاساس أو كابتن (شاورما).
وبالرغم من أن درجال وجلاوزته يعلمون جيدا ما هي تطلعات الشعب العراقي وأمنياته وحلمه بالوصول إلى نهائيات كأس العالم 2026.
ذلك الحلم الذي تبدد وتحوّل الى كابوس مرعب بمصادرة احلامه واستيلاء طبقة درجالية متعفنة في دهاليز الكذب والدجل والجهل على جميع مقدرات وثروات ملف الكرة العراقية.
ومن خلال اغتصاب ومصادرة القرار الكروي في العراق تم إعلان تصديره.
وفقا لما تقدم، استطاع درجال منذ وصوله إلى كرسي اتحاد كرة القدم العراقية وبمساعدة بعض المنافقين، أن يتم التحكم بميول وأهواء العراقيين أو تقنينها وتصريفها ضمن أجندات لتحقيق أهداف محددة وغالبا ما تدخل تلك الأهداف كعوامل في معادلة أوسع شمولية. إذا نتعدى الغلاف لنبحث عن المحتوى سنجد الأفكار ذاتها تتلون حسب البيئة المحيطة فيها لتلبس ما تدغدغ به الأهواء والعواطف وبعض العقول المتحجرة.
وهذا بالتحديد ما جسدته جماعة حملة المباخر وضاربي الدفوف.