مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

البوتات تغزو مشاعرنا.. هل تهدد الدردشة الآلية دفء العلاقات الإنسانية؟

نشر
الدردشة الآلية
الدردشة الآلية

في زمن أصبحت فيه التكنولوجيا جزءًا لا يتجزأ من تفاصيل الحياة اليومية، لم يعد من الغريب أن تمتد تأثيراتها إلى أبعد من حدود العمل والتسلية، لتصل إلى المشاعر والعلاقات الإنسانية. 

"هل يمكن الاعتماد على الذكاء الاصطناعي في حياتنا العاطفية؟، سؤالٌ بدا مستفزًا للوهلة الأولى، لكنه يعكس واقعًا يتزايد يومًا بعد يوم، حيث أظهرت تجارب حقيقية أن الكثير من الأشخاص باتوا يجدون الراحة في التحدث إلى روبوتات الدردشة (Chatbots) بدلًا من البشر.

راحة افتراضية.. وغياب بشري

عددًا متزايدًا من الأشخاص أصبحوا يفضّلون الحديث مع روبوتات المحادثة حول مشكلاتهم اليومية بدلاً من اللجوء للأصدقاء أو أفراد العائلة. 

هذه الظاهرة، التي كانت تبدو غريبة قبل سنوات قليلة، باتت اليوم شائعة بفضل التطور الكبير والسريع في تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، والتي أصبحت تقدم ردودًا آنية ومنظمة تلامس أحيانًا مشاعر المستخدم، :فيه ناس بدأت ترتبط فعليًا بالبوتات لأنها شايفة إنها مريحة نفسيًا وترد على احتياجاتهم بدون أي حكم أو ضغط".

خيار أم اضطرار؟

لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل هذا التوجه مجرد "أوبشن" يمكن أن نختاره بحرية، أم أنه واقع مفروض تفرضه العزلة والخوف من العلاقات الحقيقية؟
في هذا السياق، أشارت النقاشات إلى أن الظاهرة بدأت تنتشر بين فئات عمرية مختلفة، من الشباب وحتى الأطفال، خصوصًا أولئك الذين يعانون من مشكلات اجتماعية أو يخشون الحكم عليهم من الآخرين.

وجه آخر للعزلة

دراسات عدة أُشير إليها خلال الحوار، تؤكد أن الاعتماد المفرط على روبوتات الدردشة يؤدي على المدى الطويل إلى زيادة الشعور بالوحدة والانعزال، كما يؤثر سلبًا على المهارات الاجتماعية والقدرة على التفاعل الإنساني الحقيقي.
“بقينا ندوّر على ردود سريعة من الروبوتات بدل ما نتكلم مع بشر زينا، حتى في العلاقات العاطفية”.

وحذرت من أن البعض أصبح يلجأ لتلك التكنولوجيا هربًا من الواقع أو من المواجهة، دون الانتباه إلى أن النصائح التي تقدمها البوتات قد تكون عامة وغير دقيقة.

هل نحتاج علاجًا نفسيًا؟

الحوار انتهى بتساؤل صادم لكنه واقعي: “هل سيأتي يوم نحتاج فيه علاجًا نفسيًا بسبب إدماننا على البوتات؟”، الإجابة لم تكن حاسمة، لكنها دعت إلى ضرورة التوازن في استخدام التكنولوجيا، فكما لها فوائدها، فإن لها أيضًا جوانب سلبية يجب الانتباه لها.

وفي عالم يمضي بسرعة نحو الرقمنة، يبقى التحدي الأكبر هو: كيف نحافظ على إنسانيتنا ومشاعرنا في وجه ذكاء اصطناعي لا يشعر؟

الدردشة الآلية (Chatbot) هي تقنية تعتمد على الذكاء الاصطناعي ومعالجة اللغة الطبيعية (NLP)، وتتيح للمستخدمين التفاعل مع برنامج حاسوبي بطريقة تُشبه الحوار مع إنسان.

برنامج مصمم لمحاكاة المحادثات البشرية، سواء نصيًا أو صوتيًا، وتُستخدم للإجابة على الأسئلة، المساعدة في تنفيذ المهام، أو حتى المحادثة العامة.

أنواع الدردشة الآلية:

الدردشة الآلية البسيطة (Rule-based):
تعتمد على نصوص مبرمجة مسبقًا، وتُجيب فقط على الأسئلة التي تم تعليمها لها.

الدردشة الذكية (AI-powered):
تستخدم الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي لفهم السياق، وتوليد ردود أكثر واقعية وتفاعلية، مثل:

شات جي بي تي (ChatGPT)

سيري (Siri)

مساعد جوجل (Google Assistant)

مميزات الدردشة الآلية:

- متوفرة على مدار الساعة، يمكنها الرد على الاستفسارات أو تنفيذ المهام في أي وقت، بدون انقطاع.

- سرعة الاستجابة، توفر إجابات فورية بدون انتظار، وهو ما يُحسّن تجربة المستخدم.

- تقليل التكاليف، تستخدمها الشركات لتقليل الاعتماد على موظفي خدمة العملاء، مما يوفر نفقات التوظيف والتدريب.

ـ زيادة الكفاءة، تستطيع التعامل مع عدد كبير من المستخدمين في نفس الوقت دون تعب.

ـ جمع وتحليل البيانات، يمكنها تتبع الأسئلة المتكررة وتحليلها لتقديم تقارير تفيد الشركات في تحسين خدماتها.

ـ توفير الدعم النفسي أو العاطفي، بعض الناس يشعرون براحة عند التحدث مع روبوت لا يحكم عليهم، خاصة في حالات القلق أو العزلة.