مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

الحرب تُنهك جيش الاحتلال الإسرائيلي.. نقص بشري يفضح هشاشة المنظومة

نشر
نقص الجنود يُهدد
نقص الجنود يُهدد جيش الاحتلال

تتسارع التطورات على الأرض، حيث يجد «جيش الاحتلال الإسرائيلي» نفسه أمام أزمة "خانقة" بسبب النقص الحاد في الجنود، في وقت تتوالى فيه التحذيرات من انهيار عسكري وشيك قد يُغير مجرى الصراع. الحرب التي تستنزف قواه البشرية على مر الأيام باتت تُهدد بتفكيك بنيته العسكرية، ما يُثير تساؤلات حول "قدرة الاحتلال على الحفاظ على استقرار قواته في المستقبل".

النقص الحاد في الجنود يعصف بجيش الاحتلال

في وقت أصبحت فيه الجبهة أكثر تعقيدًا لجيش الاحتلال، تُواجه «إسرائيل» حربًا مُزدوجة؛ إحداها على الأرض، وأخرى داخل صفوفها العسكرية. وبينما تتواصل العمليات في غزة، تتصاعد أزمة خفية تضرب جنود الاحتياط والضباط، وتُحدث شرخًا مُتناميًا في بنية المؤسسة العسكرية. لم تعد الأزمة محصورة في المهام القتالية، بل في تراجع أعداد الجنود القادرين على القتال، وتآكل قدراتهم النفسية والبدنية على الصمود.

جيش الاحتلال 

بين صفوف الجنود المُنهكين وضباطٍ يائسين يلجأون إلى مجموعات "فيسبوك وواتساب" بحثًا عن متطوعين، لم يعد النقص في الأفراد مجرد عارض مُؤقت، بل أزمة عميقة تُهدد بتفكك الروح القتالية والنظام العسكري. شهادات صادمة نقلتها صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية على لسان ضباط كبار وجنود احتياط، تكشف عن حالة استنزاف غير مسبوقة يعيشها جيش الاحتلال في غزة، لتتحول احتجاجات الطيارين السابقة إلى أزمة مُتجذّرة تُهدد مستقبل إسرائيل.

تحذير من انهيار سياسي في ظل أزمة الجيش الإسرائيلي

حذّر رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، «الجنرال إيال زامير»، من أن الطموحات السياسية للحكومة الإسرائيلية تستند إلى أساس "هش"، في ظل النقص الحاد في القوى البشرية المقاتلة. ونقلت «يديعوت أحرونوت» عبر موقعها "واي نت" عن «زامير» قوله: إن الاعتماد الكامل على قدرات الجيش دون أي حلول سياسية مُوازية، يضع مستقبل هذه الطموحات في مهبّ الريح.

هذا التحذير تزامن مع تزايد استياء جنود الاحتياط الذين استنفدوا طاقتهم تمامًا، في حين لا يزال آلاف الإسرائيليين معفيين من الخدمة العسكرية، لا يتحملون عبء ما وصفه الجنود بأنه "حرب بلا أفق".

يتحدث «تومر وينر» (33 عامًا)، ضابط في وحدة تكنولوجيا المعلومات، عن واقع "مفكك"، فيقول: "نحن لا نصل إلى نسب الحضور التي اعتدنا عليها، نبحث باستمرار عن مجندين على فيسبوك وتيليجرام وواتساب".

ويُضيف للصحيفة العبرية: "الجنود لم يعودوا وحدات منظمة ومدرّبة كما في الماضي، بل مجرد أفراد يُحاولون التطوع وإتمام المهمة كيفما اتفق، هذا الواقع يُترجم إلى ضعف في الأداء الميداني، وأضرار مباشرة على أمن الدولة".

إرهاق في الصفوف ومهام بلا جدوى

ويُشير «وينر» إلى أن الجيش يُنهك جنود الاحتياط، الذين يصلون إلى مواقعهم مُنهكين وغير قادرين على أداء مهامهم، الشعور السائد بينهم هو الغبن، بل والأسوأ، الإهمال المتعمّد لأمن الدولة، على حد قوله.

من جهته، أكمل الجندي الإسرائيلي «إيدو كيرين» (22 عامًا) أنه خدم أكثر من (400) يوم خدمة في موقع سري، ويخدم حاليًا ضمن أوامر طوارئ مفتوحة بلا تاريخ انتهاء، ويتساءل: "كيف لم يتمكن الجيش حتى الآن من إيجاد بديل لي؟ هذا يعني ببساطة أن الجيش يعتمد علينا بشكل مُرهق ومُنهك، وهذا يُؤدي إلى تآكل الجاهزية وتراجع القدرة".

ويقول «بن حمو» (31 عامًا)، مقاتل في لواء "يفتاح"، "لا أحد يتوقع في سن الثلاثين أن يخدم مئات الأيام سنويًا، الفشل في إدارة القتال هو ما يقود إلى هذا النقص في القوى البشرية"، مُشيرًا إلى أن الوضع في غزة بلا وضوح، وباتت المهام تتكرر دون رؤية: "دخلتُ جباليا خمس مرات، ومع كل مرة يتلاشى دافع التطوع شيئًا فشيئًا".

أما الجندي «يوفال» (29 عامًا)، فيقول "إن الاستنزاف يتزايد، فمع قلة الجنود، تتقلص فترات الراحة، ويُصبح الجنود أكثر إرهاقًا وأقل يقظة، ما يضعف كفاءة العمليات".

الكنيست يضجّ بالصراخ والانفعالات

وسط هذا النقص، دعا رئيس لجنة الشؤون الخارجية والدفاع بالكنيست الإسرائيلي، «يولي إدلشتاين»، إلى سن قانون تجنيد "فعال وصحيح"، مُؤكدًا أن "الجيش بحاجة إلى المزيد من الجنود لمواجهة جميع أعداء إسرائيل"، وقال "إن تجنيد الحريديم ليس كراهيةً لهم، بل حبٌ للوطن".

أما «أفيجدور ليبرمان»، رئيس حزب "إسرائيل بيتنا"، فهاجم الحكومة قائلاً: "رئيس الأركان يحذر من نقص الجنود، بينما الحكومة تُروّج لقانون التهرب من الخدمة".

Israel Could Win the Gaza Battle Against Hamas and Lose the War
جيش الاحتلال 

وأفادت صحيفة «يديعوت أحرنوت»، بأنه رغم التحذيرات، لا تزال الحكومة الإسرائيلية متمسكة بعدم الدفع بأي مسار سياسي موازٍ، لا في غزة ولا في جبهات أخرى، وأنه منذ شهر، يُنفذ الجيش خطة "أورانيم الصغيرة"، التي تهدف إلى السيطرة على مناطق محدودة في قطاع غزة، لتوسيع المنطقة العازلة فحسب.

اللافت أن أهداف الحرب التي كانت تشمل "القضاء على حماس" تبدو بعيدة المنال، وجيش الاحتلال يضغط حاليًا فقط لصفقة مُحتملة للإفراج عن عدد محدود من المحتجزين ربما في المستقبل القريب.

الإسرائيليون يعيشون في فقاعة بعيدة عن الواقع

ويُشير تقرير «يديعوت أحرونوت» إلى سياسة إعلامية غامضة يتبناها الجيش، تمنع ربط المراسلين بالقوات في غزة، وتُقنن الإحاطات الإعلامية، ما يزيد من عزلة الجنود في الميدان.

ورغم الاحتجاجات داخل صفوف الاحتياط، لم يُقدم جيش الاحتلال الإسرائيلي حتى الآن على فصل الجنود الذين وقّعوا على رسائل تدعو إلى إطلاق سراح المحتجزين مقابل وقف الحرب، ويكتفي بقيام قادته بحوارات داخلية معهم.

ورغم قرارات سابقة بفصل بعضهم، كما حدث مع الطيارين، إلا أن شُعبًا عسكرية كفرع الاستخبارات والوحدات الطبية تراجعت عن التصعيد.

ويُؤكد التقييم العسكري الإسرائيلي، أن هذه الخلافات مُرشحة للتوسع، في حال استمرت الحكومة في تأجيج الجبهات الداخلية، بدلًا من احتوائها، بحسب الصحيفة العبرية.

وفي تصريح له، هاجم رئيس الحكومة الإسرائيلية «بنيامين نتنياهو»، جنود الاحتياط الموقعين على رسائل الاحتجاج، ووصفهم بأنهم "حفنة من الأشرار"، تُديرهم منظمات ممولة من الخارج، هدفها إسقاط الحكومة، قائلاً: "هذه ليست أصوات جنودنا الأبطال، بل حملات دعائية كتبها متقاعدون لم يخدموا منذ سنوات".

خرق أمني خطير يضرب وحدة استخباراتية حساسة في جيش الاحتلال ويُؤرق الإسرائيليين

وفي وقت سابق، ضرب خرق أمني «خطير» أحد المنشآت التي يتواجد داخلها واحدة من أكثر الوحدات الاستخباراتية حساسية في «جيش الاحتلال الإسرائيلي»، حيث تمكن مُحققًا خاصًا بملابس مدنية ومُزودًا بكاميرا مخفية، من دخول المبنى الذي كان دون حراسة، وتجول بداخله بسهولة دون أن يطلب منه أحد بطاقة تعريف.