شم النسيم.. طقوس اجتمع عليها المصريين منذ الالاف السنين

طقوس احتفالية عمرها يتجاوز 4700 عام، تلك التي يمارسها المصريون احتفاءً بقدوم شم النسيم؛ إذ بدأ الاحتفال به رسميا منذ نهاية الأسرة الثالثة في عام 2700 قبل الميلاد، ليصبح بذلك العيد الشعبي الأقدم في مصر، وربما في التاريخ الإنساني بأكمله.

شم النسيم أو عيد شم النسيم عيد مصري قديم من حوالى 2700 قبل الميلاد، يعنى عيد عمره أكتر من 4700 سنه. اسم شم النسيم جاى من كلمة شمو وهيا كلمه هيروجليفى.
عيد شم النسيم عند المصريين القدام بيعلن بداية الحياه لأن المصريين القدام شافو أن الربيع بداية الحياه (لان الزهور بتتفتح فى الربيع و كمان الزرع بيخرج من الارض)…
شم النسيم، هو أقدم عيد شعبى فى الدنيا، بيفتخر بيه المصريين باعتباره عيد خاص بيهم و بمصر بغض النظر عن عقائدهم الدينيه.
انتقلت مظاهر كتيره من احتفال المصريين بعيد شم النسيم لمناطق تانيه فى العالم و لحد اوروبا.
سبب تسمية عيد شم النسيم بهذا الاسم
ارتبطت تسمية "شم النسيم"، بالتقويم الزراعي المصري، فكلمة "شمو" تعني فصل الصيف، وفقًا لما أورده الدكتور عبد الحليم نور الدين، في كتابه اللغة المصرية القديمة.
وأشار في كتابه أيضا، إلى أن المصري القديم قسّم العام إلى 3 فصول ترتبط بالدورة الزراعية؛ حيث تبدأ رأس السنة المصرية مع فصل الفيضان (آخت) الذي يوافق ظهور نجم الشعرى اليمانية، الذي يحدث في يوم 19 يوليو بتقويمنا الحالي.
ثم يأتي فصل بذر البذور "برت"، الذي يبدأ في شهر نوفمبر، ويوافق ظهور الأرض بعد انحصار الفيضان، وفصل الصيف "شمو" الذي يبدأ في شهر مارس وينتهي في يوليو.
وتعني كلمة "شمو" أيضا "الحصاد"، بحسب عالم المصريات وليم نظير، وقد رمز له بالعلامة الهيروغليفية "عنخ"، أي أنه فصل الحياة، وجاءت التسمية الحالية، من تحريف "شمو" إلى "شم" عبر السنين، وأضيفت إليها النسيم، في إشارة إلى اعتدال الجو، وقدوم الربيع.
كان عيد شم النسيم وثيق الصلة في وجدان المصريين القدماء ببداية الخلق؛ إذ كانت لديهم في معتقداتهم الدينية نظريات يفسرون من خلالها كيف نشأ الكون.
ومن بين تلك النظريات، أن الكون بأكمله "انبثق من بيضة كبيرة"، لذا فإن لاحتواء مائدة أعياد شم النسيم على البيض دلالة دينية مهمة.
وكان لجمال الطبيعة تعبيرا آخر عن فلسفة بدء الخلق التي طغت على عيد شم النسيم، وكان سرور المصريين بالغا بحلوله، إذ تعم الاحتفالات الشعبية والرسمية؛ ويشترك فيه الفرعون والوزراء والعظماء، فهو العيد الذي تبعث فيه الحياة ويتجدد النبات وينشط الحيوان لتجديد النوع، أي أنه بمثابة الخلق الجديد.
ويخرج الناس أفواجا وجماعات إلى الحدائق والمتنزهات والحقول للتريض، ويستنشقون أريج الزهر ويستمتعون بالورود والرياحين، تاركين وراءهم متاعب الحياة وهمومها.
العادات المصرية القديمة والحديثة في الاحتفال بعيد شم النسيم
من المفاراقات أن العادات المصرية القديمة في الاحتفال بعيد شم النسيم لا تختلف كثيرا عن اليوم ، فقديما كانو يأكلون البيض الملون والفسيخ و السردين والبصل والخس، وكل حاجه منهم بترمز لرمز.
أكلات شم النسيم
البيض رمز لخروج الحياه، ولخصب الطيور وموعد ظهور جيل جديد منه، في إشارة لنظرية بدء الخلق، لكنهم كانوا يقللون من أكله بعد فصل الربيع، لأنه بعد هذا الموعد يصبح "غير مقبول".

كما اعتادوا تجفيف السمك وتمليحه كما هو الحال اليوم، ويذكر (هيرودوت) أن المصريين كانوا يأكلون السمك ويجففون بعضه في الشمس ویأکلونه نیئا، ويحفظون بعضه الآخر في الملح، ولا شك أنه يقصد (الملوحة) أو (الفسيخ) حيث كانوا يرون أن أكلها مفيد أثناء تغير الفصول، والفسيخ أو السمك المملح عموما كان تعبير من المصرى القديم عن حبه للنيل (لان السمك بييجى من النيل).
أما البصل، فقد عثر على بعض النقوش التي تشير إلى تقديسه، إذ كانوا يعلقونه حول أعناقهم بخاصة في عيد (نتر يت)، الذي يقع مع عيد الربيع في "29 كيهك"، فيطوفون حول الدار البيضاء في منف تبرکا به، (زى ما بيحصل لغاية دلوقتى ).
ومن العادات الشائعة لدى البعض حينها؛ أن يعلقوا البصل فوق أسرة نومهم ثم يشمونه في الصباح الباكر، ويعلقون حزما منه على أبواب دورهم اعتقادا منهم بأنه يطرد الأمراض.
كما اعتادوا أن يقربوا البصل من الطفل عند ولادته ليشمه، لما له من رائحة نفاذة، ومن ثم أصبح البصل تقلیدا يؤكل مع الفسيخ في عيد شم النسيم.
والخس اللى كان اسمه (عيب) بالهيروجليفى كان بيعتبر من النباتات المقدسه، و كان معروف من الاسره الرابعه.
الحدائق والجناين في شم النسيم
وفي كتابه "الثروة النباتية عند قدماء المصريين"، يصف عالم المصريات وليم نظير، مظاهر احتفال المصريين بقدوم شم النسيم؛ قائلا: "اعتاد القوم أن يستيقظوا مبكرين لتحفيز الهمم والنشاط، ورمزا لأولئك الذين أطاعوا الإله (حتحور)، فيخرجوا عند الفجر حاملين أواني البيرة -ولونها يشبه الدم المسفوك- ليسكبوها قبل فتكها وإهلاكها البشر أجمعين".
واعتاد المصريون أن يحملوا معهم طعامهم وشرابهم، ويركبوا الزوارق الخفيفة على سطح النيل، ويغنون على أنغام الناي والمزمار ويرقصون ويصفقون ويقضون يومهم في لهو ومرح وسرور.
الاحتفال بشم النسيم عند المصرى القديم كان مهرجان شعبى بيبتدى مع طلوع شمس اليوم ، و كان بيقضيه المصريين فى الفسح فى الجناين و على شط النيل و الاماكن اللى فيها زرع.
شم النسيم، اقدم عيد شعبى فى الدنيا، بيفتخر بيه المصريين باعتباره عيد خاص بيهم و بمصر بغض النظر عن عقائدهم الدينيه. اتنقلت مظاهر كتيره من احتفال المصريين بعيد شم النسيم لمناطق تانيه فى العالم و لحد اوروبا.
ما العلاقة بين عيد شم النسيم وعيد الفصح اليهودي وعيد القيامة المسيحي؟
ويعتبر عيد شم النسيم وثيق الصلة بعيد الفصح لدى اليهود، فعندما خرجوا من مصر في عهد النبي موسی علیه السلام، كان ذلك اليوم يصادف موعد احتفال المصريين ببدء الخلق وأول الربيع، واعتبروه رأسها لسنتهم الدينية.
وقد سموا يوم خروجهم بـ"الفصح"، وهي كلمة عبرية بمعنى "اجتاز" أو "عبر"، واشتقت منها كلمة "البصخة"، في إشارة إلى نجاتهم وتحريرهم عندما ذبحوا خروف الفصح.
وهكذا اتفق عيد الفصح العبري مع عيد الخلق المصري (شم النسيم)، ثم انتقل الفصح بعد ذلك إلى المسيحية لموافقته موعد "قيامة السيد المسيح"، ولما انتشرت المسيحية في مصر أصبح عيدهم يلازم عيد المصريين القدماء، ويقع دائما في يوم الاثنين في اليوم التالىطي لعيد الفصح (القيامة) وقد جاء في كتاب "مختصر الأمة القبطية".
أما "شم النسيم"، فهو عید وطني قديم اتخذه القبط في أول فصل الربيع، ليكون رأسا لسنتهم المدنية غير الزراعية.
شم النسيم يرتبط بعيد النيروز المصرى اللى هو عيد السنه القبطيه الذي يأتي في أول شهر توت و الذي يحتفل بيه بكرنفال كبير فى القاهره.