حملة لمنع ترامب من إلقاء كلمة أمام البرلمان البريطاني

بعدما أدار ظهره إلى الحلفاء، سيواجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عراقيل خلال زيارته المحتملة للمملكة المتحدة.
ألمح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى أن العاهل البريطاني الذي وصفه بـ"صديقه" يدرس تحديد موعد في سبتمبر المقبل لاستضافة زيارة الدولة.
وكان رئيس وزراء بريطانيا كير ستارمر قد دعا ترامب في فبراير الماضي لزيارة المملكة المتحدة وذلك في إطار حملة ترويجية تهدف إلى تعزيز العلاقات وتأمين اتفاقية تجارية مع الولايات المتحدة.
لكن بعض البرلمانيين البريطانيون يعملون على منع ترامب من إلقاء خطاب في وستمنستر، مثلما فعل الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما عام 2011 وذلك وفقا لما ذكرته صحيفة "ديلي ميل" البريطانية.
وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب كان قد مُنع، بشكل مثير للجدل، من قبل رئيس مجلس العموم السابق جون بيركو من إلقاء خطاب خلال أول زيارة رسمية له للمملكة المتحدة.
والآن يزعم النواب البريطانيون أن ترامب لم يتصرف "بحسن نية" تجاه بلادهم بسبب الرسوم الجمركية التي فرضتها الولايات المتحدة على جميع الواردات وخاصة الألومنيوم والصلب والسيارات مع التهديد بفرض المزيد من الرسوم على المنتجات الصيدلانية.
وفي رسالة إلى اللورد ماكفول أوف ألكلويث، رئيس مجلس اللوردات قال أعضاء البرلمان إنه سيكون "من غير اللائق" أن يلقي ترامب خطابًا في قصر وستمنستر.

إلقاء كلمة أمام مجلسي البرلمان
وجاء في الرسالة "إذا تم اقتراح دعوته لإلقاء كلمة أمام مجلسي البرلمان.. سيكون ذلك غير لائق في هذه المناسبة نظرًا لموقفه وتعليقاته حول المملكة المتحدة والديمقراطية البرلمانية وحلف الناتو وأوكرانيا."
كما يمارس أعضاء البرلمان ضغوطًا خاصة على السير ليندسي هويل، رئيس مجلس العموم حيث طلبت كيت أوزبورن، النائبة العمالية والعضوة السابقة في لجنة المرأة والمساواة، منه أن يصدر قرارا مماثلا لقرار جون بيركو بمنع ترامب.
وفي رسالة اطلعت عليها صحيفة "التايمز" البريطانية، كتبت أوزبوررن "أطلب منكم بصفتكم رئيس مجلس العموم الموافقة على أن ذلك سيكون غير لائق وأن تُحاكي توصية الرئيس السابق."
وقالت "يعود الأمر لحكومتنا لتقرر ما إذا كانت ستستخدم زيارة الدولة للتفاعل مع ترامب بشأن مجموعة واسعة من القضايا كما ذُكر سابقًا، ولكن هذا لا يعني منحه شرف مخاطبة البرلمان.. كما أن خطر قلة حضور الخطاب قد يكون له عواقب سلبية أو غير مقصودة".
وقال نائب آخر عن حزب العمال "لسنا بحاجة إلى ترامب ليُلقي محاضرات ويُملي شروطه الأحادية على ممثلينا المنتخبين".
تأتي هذه الحملة بعد أيام من تصريح ترامب للصحفيين في المكتب البيضاوي بأنه تلقى "دعوة من قِبل الملك والبلاد العظيمة" اللذين يُقيمان "حفلة ثانية" ستكون "جميلة".
وقال ترامب "هذه هي المرة الثانية التي يحدث فيها هذا لشخص واحد.. والسبب هو أن لدينا فترتين منفصلتين، ويشرفني أن أكون صديقًا للملك تشارلز وعائلته، والأمير ويليام".
وأضاف "أعتقد أنهم حددوا موعدًا في سبتمبر.. لا أعرف كيف يُمكن أن يكون هذا الخطاب أكبر من الخطاب السابق.. كان الأخير رائعًا، لكنهم يقولون إن الخطاب التالي سيكون أكثر أهمية."
سعى نواب حزب العمال إلى تجنب انتقاد الرئيس الأمريكي علنًا لتجنب تعقيد مهمة ستارمر في سعيه للحفاظ على دعم ترامب في المفاوضات التجارية.
وذكرت مصادر حكومية أن المملكة المتحدة تُصر على التوصل إلى اتفاق في أسرع وقت ممكن، وأنها "متلهفة" للقيام بذلك قبل 19 مايو/أيار وهو تاريخ يُفترض أن يكون نقطة تحول حاسمة في "إعادة ضبط" ستارمر للاتحاد الأوروبي، حيث سيستضيف أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية.
وقال مصدر حكومي مطلع "ترامب يكره الاتحاد الأوروبي، لذا نحن متلهفون للتوصل إلى اتفاق معه قبل ما التقارب مع بروكسل".
وخلال ولايته الأولى، أيّد حوالي 75 نائبًا من حزب العمال حملةً لمنع ترامب من إلقاء خطاب أمام البرلمان في 2019 بينهم عدد من الوزراء في الحكومة الحالية.