العزاوي: هناك دول تستفيد من تنظيم داعش وتريد له الاستمرار
العزاوي: الحدود العراقية ملتهبة منذ 2004 وإلى يومنا هذا
قال الدكتور رائد العزاوي، أستاذ العلاقات الدولية، إن ما ثبت بشكل واضح وبالأدلة وباعترافات القيادي الداعشي الذي ألقت الاستخبارات العسكرية القيض عليه، بالقول بأنه كان ينشط في هذه المنطقة بالتنسيق مع ميليشيات موجودة في المنطقة الحدودية أو في نطاق نفوذ التنظيمات أو المليشيات المسلحة الموالية لإيران وتنشط في المنطقة الحدودية ما بين القائم والحدود العراقية والجزء الآخر من سوريا.
وأضاف العزاوي، خلال مداخلة له على قناة الحدث، أنه نتذكر قبل إسبوع من الآن لما وقع تعرض كبير للقوات العراقية كبير في مدينة الأنبار وهو الخيط الأول الذي على ضوئه اشتغلت الاستخبارات والمخابرات العراقية في مسألة البحث عن هذه الشخصية وإلقاء القبض عليها، واتضح بأن لديه علاقات وارتباطات بهذه المليشيات، حيث كان ينسق معها تهريب الأسر على أساس أنها سورية وعربيه، تهرب من العراق باتجاه سوريا أو بالعكس إذا كان يريد أن يجلب بعض تلك العوائل التابعة لتنظيم داعش، وكان هذا كله بعلم مباشر من قبل تلك المليشيات التي تسيطر على شريط طويل في هذه المنطقة، ومعروف للجميع أن هذه المليشيات موالية للحدث الثوري الإيراني، موضحًا أن هذه المليشيات تنتمي للزينبيون والفاطميون وجماعة ما يسمى العراقية، وهم الذين كانوا ينسقون ذلك.
وأوضح أستاذ العلاقات الدولية، أنه ربما يكون اسم الإرهابي الداعشي الذي كان ينسق مع تلك المليشيات في مسألة تهريب البشر والأموال والبضائع ما بين سوريا والعراق، قد ورد على لسان قاسم مصلح المعتقل الآن والذي يحقق معه، موضحًا أنه إلى الآن لم يثبت إدانته أو إدانة هذه الشخصيات، مؤكدًا أن الحرس الثوري الإيراني ينسق مع تنظيم القاعدة، وتنظيم داعش، وكل المليشيات والأذرع التي يختلف معها عقائديًا، ولكن يتفق معها في تفكيك وتفتيت الدول.
وتابع: أجهزة الاستخبارات والمخابرات العراقية بشكلها المدني والعسكري قاموا بعمليات نوعية ربما لا يعرفها الكثير من أبناء العراق، وكلا الجهازين استطاعا خلال السنوات الماضية استطاعا تفكيك أكبر خلايا لتنظيم داعش، كما استطاعا حماية البلاد من الكثير من الهجمات التي كانت ربما تتعرض لها كوادر كبيرة، موضًا أن كلا الجهازين ينسقا تنسيقًا عاليًا في مواجهة التنظيمات الإرهابية والجريمة المنظمة والعادية، والمليشيات المنفردة والسلاح والتهريب على الحدود العراقية.
وذكر أستاذ العلاقات الدولية، أن الحدود العراقية كانت ملتهبة منذ عام 2004 وحتى يومنا هذا، ولكن الأجهزة المخابراتية العراقية استطاعت أن تقوم بعمليات نوعية لكشف الخلايا، مشيرًا إلى أن جهود المخابرات والاستخبارات العراقية تقدر كثير ولا تقل عن جهد العمليات العسكرية المباشرة على الأراضي لمحاربة هذه التنظيمات الإرهابية.
وأشار إلى أن الجهد الاستخباراتي استطاع خلال السنتين الماضيتين من أن يطور العمليات بشكل كبير، واستطاع من أن يكشف العديد من العناصر الإرهابية والخلايا النائمة والذئاب المنفردة في العراق، وكذلك في دول الجوار للعراق استطاع أن يقوم بعمليات كبيرة ونوعية تحسب له.
ولفت العزاوي، أن ما جرى من عملية تفكيك للجيش العراقي خلال سنوات ما بعد عام 2003 وما جرى من تدشين هذا الجيش وكذلك تدشين المخابرات العراقية وأجهزة الاستخبارات فشل، وكله انتهى، موضحًا أن المسألة الآن مختلفه، وهذه الحكومة ليست حكومة عام 2014، ووزيا الدفاع والداخليه ليس وزيرا داخلية 2014 كذلك، وأيضًا رئيس الوزراء، والعقليه الجمعية العراقية التي تحترم قوات الجيش العراقي ومن اصطف معها من الحشد الشعبي والأجهزة الأمنية وأجهزة المخابرات هي ليست، كما كان أيضًا في عام 2014، موضًا أن الهوية الوطنية هي الغالبة، وقد ثبت ذلك لدى العراقيين ما بعد عام 2019.
وبين العزاوي، أن حلم جميع العراقيين ألا يبقى جندي واحد أو متعاقد أو شخص واحد سحمل الجنسية الأمريكية كقوات على الأراضي العراقية، وهذا حلم الجميع وسنسعى له وستقوم الحكومة بإنهاء هذا التواجد شئنا أم أبينا، أما عن قدراتنا، فنحن نثق جيدًا بقدرات الجيش والقوات الأمنية والمخابرات والاستخبارات والحشد الموجود.
وأكمل: “قبل أربع سنوات كان الحديث عن أن التحالف الدولي سينهي تنظيم داعش، وأنا كتبت مقال على صفحة البوابة وقلت بأنه واهم من يعتقد ذلك، فهناك خمس أسباب أو خطوات أو قواعد أساسية تقول بأن تنظيم داعش لن ينتهي، لأن أدوات استخدام واستغلال تنظيم داعش هي أدوات من جهات دول، فهناك دول مثل إيران تريد أن يبقى تنظيم داعش لأنها تستفيد منه”.
وأشار إلى أن تنظيم داعش مدعوم من قبل جماعات الأخوان المسلمين، ولا زال يتلقى على الأقل دعمًا فكريًا لدى بعض الجهات في الشوارع العربية التي تعاني من أزمة مادية ومن عدم وجود ديمقراطية، ولازال الغرب ينظر إلى الإسلام نظرة الإرهاب وهذا غير صحيح وبالتالي من يعتقد أن تنظيم داعش سينتهي فهو واهم، لأن هذا التنظيم يحتاج إلى جهد دولي كبير وسنوات طويلة ومعالجات داخلية وخارجية لإنهاء مثل هذه التنظيمات، مع خطاب إسلامي حديث حتى لا نعطيهم الفرصة لأن يتغلغلوا داخل المجتمع.