فى ذكري تأسيسها.. ماذا تعرف عن “برمنجهام” أضخم مجمع للفكر الإنساني فى أوروبا؟
تحل اليوم الذكرى الثامنة على افتتاح مكتبة برمنجهام 1865، والتي تعد واحدة من أكبر المكتبات العامة في المملكة المتحدة، وكانت تحتوي على قسمٍ لإعارة الكتب فقط، ثم أضيف قسم المطالعة في العام التالي 1866.
تتوسط مركزين ثقافيين كبيرين، هما مسرح ربرتوري، ومركز حضاري سابق كان يطلق علية”باسكرفيل هاوس”.
بُنيت المكتبة لتحل محل مكتبة وسط مدينة برمنجهام. وقد وصفت بأنها أكبر مكتبة عامة في المملكة المتحدة، وأكبر مكتبة إقليمية في أوروبا.
الحرائق المتكررة
في عام 1879 اندلع حريق في المكتبة المركزية نجم عنه احتراق أغلب الكتب والتي كان يبلغ عددها حوالي 50 ألف كتاب، ولم يبق منها إلا ألف كتاب فقط
وبعد ثلاث سنوات عام 1882 أعيد افتتاح المكتبة وسط احتفال كبير في المدينة. وظلت هذه المكتبة موجودة حتى عام 1974 حين تم هدم المكتبة “المركزية” القديمة ونقلها إلى موقع آخر مجاور. وهكذا افتُتحت المكتبة “الجديدة” في موقعها الجديد في العام نفسه، وكانت تُعتبر آنذاك أكبر مكتبة غير وطنية في أوروبا كلها.
في عام 1991 تعرضت المكتبة لحريق آخر أسفر عن احتراق مكتبة الأطفال وجزء من الطابق السفلي من المبنى.
وبعد عامين تم إنشاء “مركز الطفل” و”مركز الأعمال”. وبعدها توالت عمليات التحديث والتطوير في المكتبة، فتمت إضافة خدمة الإنترنت عام 1998، و”مركز التعلّم” عام 2002.”
مكتبة شكسبير
تم افتتاح “مكتبة شكسبير” عام 1868وهي عبارة عن غرفة خاصة بكل ما يتعلق بالشاعر العظيم شكسبير من مؤلفاته وما كُتب عنه وعن أعماله من دراسات.
تم انشاء وتصميم مكتبة شكسبير التذكارية من قبل جون هنري تشامبرلين في عام 1882 وهو عضو مؤسس في نادي شكسبير، وكان مسؤولاً عن اعادة بناء المكتبة المركزية القديمة بعد ان التهمت النيران المبنى الأصلي عام 1879. افتتحت الغرفة التذكارية قبالة الجناد الجديد على شكل حرف غرفة للقراءة من مكتبة مرجعية في الطابق الأول من المبنى.
تتميز الغرفة بالنمط الإليزابيثي مع المنحوتات المطعمة والمشغولات المعدنية التي تمثل الطيور والزهور وأوراق الشجر، عمل على الخشب “بارفيلد” وهو حفار الخشب والنحاس والأعمال المعدنية ورسومات وزخارف السقف.
مكتبة برمنجهام فى ثوبها الجديد
افتُتحت يوم الثلاثاء 3 سبتمبر 2013، وبلغت تكلفة بنائها 188,8 مليون جنيه استرليني.شاركت في افتتاح المكتبة ملالا يوسف زاي الطالبة الباكستانية التي نجت من محاولة اغتيال على يد حركة طالبان، وكانت في ذلك الوقت تقيم في برمنجهام حيث تتلقى العلاج. ألقت خطابًا قالت فيه أنها تحلم بأن يكون هناك “أبنية عظيمة مثل مكتبة برمنجهام في كل ركن من أركان المعمورة، حتى يتمكن كل طفل من أن ينمو وهو يمتلك فرصة تحقيق النجاح. ذلك بحضور وزير الثقافة والاتصالات والصناعات الإبداعية
مكتبة برمنغهام “حلمى أن تكون هناك أبنية عظيمة مثل مكتبة برمنجهام في كل ركن من أركان المعمورة، حتى يتمكن كل طفل من أن ينمو وهو يمتلك فرصة تحقيق النجاح، ويجب أن ندافع عن أطفال باكستان والهند وأفغانستان الذين يعانون من الإرهاب والفقر وعمالة الأطفال والاتجار بهم، دعونا لا ننسى أن حتى كتابا واحدا وقلما واحدا وطفلا واحدا ومعلما واحدا يمكن أن تغير العالم”.
يزور المكتبة خمسة آلاف مواطن يوميا، يتوقع بعد التجديدات أن يتضاعف هذا العدد، بسبب تنظيم ورش العمل، والاجتماعات السياسية، وجلسات القراءة الشعرية، وكلها فعاليات تدفع الناس للارتباط بالمكتبة، حيث أن مجلس محلي مقاطعة لانكشاير لديه خطة بالفعل لتقديم عروض حية للموسيقي بالمكتبة، بالإضافة لإقامة معارض للكتب النادرة، مثل نسخة كتاب “فرست فوليو” لشكسبير التي تعود لسنة 1623.
العائق المادي
هناك مشكلة واحدة، تواجهها “برمنجهام” هي أنها تحتاج توفير69 مليون جنيه استرليني خلال السنة المالية القادمة، مما يعني فقد أكثر من ألفي فرصة عمل، والعام الماضي أصدر مجلس مدينة”ويرال”قرارا بغلق 11 مكتبة واستثمار 13 مليون دولار في بناء مول بالحي، ، لكن تلك الخطة توقفت بعد شن حملة شعبية ضدها، وأمر وزير الثقافة أندي برنهام بالتحقيق في هذا الأمر، وتم منع إغلاق المكتبات.
تلك النقطة تبدو ذات أهمية خاصة، حيث في ظروف الانكماش الاقتصادي تصبح القيمة الاجتماعية للمكتبات في ازدياد، وعندما تصبح مفصولا حديثا، يقل احتمال شراء الكتب، فتلجأ للقراءة المجانية بالمكتبة، لكن يبدو أن التخفيض لا مفر منه، فبالنسبة للفن والترفيه وتمهيد الطرق تصبح المكتبات الأكثر تعرضا للإلغاء، ، كشف أن ذلك من الممكن أن يدهور حال المكتبات إلى درجة يصبح معها إعادة الحياة لها من جديد غاية في الصعوبة.
برمنجهام.. المقصد الثقافي
تحتوي “مكتبة برمنجهام المركزية” على شتى أنواع المصادر بدءًا من الكتب النادرة والصور القديمة وحتى الكتب الحديثة التي تحقق أعلى المبيعات. ويُقدر عدد المصادر الموجودة بها أكثر من 5 ملايين من الكتب والمصادر الأخرى كالأقراص المدمجة والرسومات والخرائط وأقراص الموسيقى وأفلام الديفيدي والمجلات والصحف والصور وغيرها.
مركز الطفل يحتوي على كتب ومجلات
قسم مخصص لمساعدة الأطفال الصغار على تنمية عادة القراءة.
ومركز الأعمال يحتوي على المراجع المتعلقة بقطاع الأعمال.
مكتبة الإعارة تحتوي على كتب ومجلات وأفلام وأقراص مدمجة في شتى المجالات وبلغات مختلفة.
مكتبة المراجع تحتوي على عدد أكبر من المراجع ولكنها للمطالعة فقط
مركز التعلم يقدم دورات تدريبية ومعلومات ونصائح متعلقة بالفرص الوظيفية والتنمية الذاتية والمهارات الحياتية المختلفة.
مكتبة الموسيقى متخصصة في الموسيقى وتحتوي على أقراص مدمجة وكتب يمكن استعارتها أو المطالعة فيها/الاستماع إليها
بمجرد وفاة مايكل جاكسون، قامت مكتبة الموسيقى بتصميم لوحة تذكارية وتعليقها قرب مدخل مكتبة الموسيقى
كما وتحتوي المكتبة على عدد من الحواسيب المتصلة بالإنترنت، ويمكن للمشتركين في المكتبة (والاشتراك مجاني) استخدامها مجانا. هذا وتوجد أجهزة مخصصة لإرجاع الكتب وتجديدها وحجزها، إضافة إلى أمناء المكتبة الموجودين لخدمة روّاد المكتبة، كما توجد أجهزة تصوير الأوراق يمكن استخدامها بمقابل بسيط.
اللغة الصينية
جزء من الأرفف الكثيرة المخصصة للكتب المكتوبة بالصينية. هناك اهتمام واضح بالجالية الصينية نظرًا لتعدادها الكبير في بيرمنجهام. هذا وتوجد أيضًا كتب بالأوردية والإيطالية والفرنسية والروسية والبولندية وغيرها. كما ان هناك قسم لكتب الأطفال باللغة الصينية.
الكتب العربية
هناك قسم صغير يضمّ مجموعة مختارة من الكتب العربية. منها رواية عمارة يعقوبيان، ورواية “منامات” ل(جوخة الحارثي)، كما توجد كتب لعبد الرحمن منيف ونجيب محفوظ وأنيس منصور وديوان المتنبي وترجمة لأعمال شكسبير وترجمات روايات هاري بوتر، وغيرها.
قسم الأدب العربي: ويضمّ ترجمات إنجليزية لعديد من الكتب الأدبية العربية. تجدر الإشارة هنا إلى أنه توجد أيضًا كتب الأدب التركي والإيراني في قسم الأدب العربي.
وتضم مجموعة مكتبة برمنجهام 43,000 كتاب منها أعمال نادرة مثل نسخة من كتاب فرست فوليو؛ ونسخ من أربع إصدارات لفوليو وأكثر من 70 إصدارًا من مسرحيات منفصلة طبعت قبل عام 1709. وهناك عدد هام من المجموعات التي تعود إلى القرون الثامن عشر والتاسع عشر والعشرين.
يوجد في المكتبة صفحتان من القرآن الكريم، يبلغ عمرهما نحو 1370 عاماً (بين عامي 568 و645 ميلادي).