وزير الدفاع الإيطالي يُعلن عن زيارة له قريبًا إلى ليبيا
أعلن وزير الدفاع الإيطالي، لورينزو غويريني، عن زيارة له إلى ليبيا قريبا لمناقشة تعزيز التعاون العسكري الثنائي، وفقا لما نقلته وكالة ”نوفا“ الإيطالية.
وأضاف وزير الدفاع الإيطالي، في كلمة خلال مهرجان عقد في مدينة ترييستي بأن إيطاليا تعتبر شريكا ومحاورا مهما لليبيا، واصفا العلاقة بين البلدين بأنها عملية ذات طبيعة سياسية، آملا من السلطات في ليبيا الحفاظ على هذه العلاقة حتى النهاية.
وتابع الوزير الإيطالي: ”أعتقد أنه يجب علينا تعزيز جهود المجتمع الدولي لتثبيت العملية السياسية الليبية“.
وأكد وزير الدفاع على ضرورة إجراء حوار مع تركيا أيضا.
والجدير بالذكر أن العلاقات الليبية الإيطالية شهدت طفرة كبيرة في السنوات الأخيرة من عهد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي الحليف والصديق المقرب من رئيس الحكومة الإيطالية آنذاك، سيلفيو برلسكوني، فقد تمكن الأخير خلال سنوات حكمه على مدى 4 ولايات، من تأمين طائفة واسعة من المصالح السياسية والاقتصادية الإيطالية في ليبيا من خلال صيغة تعامل خاصة مع القذافي الذي كان يُستقبل في روما بحفاوة بالغة، ووصفه برلسكوني بـ“صديقي الرائع“.
وسُويت قضايا عالقة عدة بين روما وطرابلس، منها قضية التعويضات الإيطالية لليبيا عن فترة الاحتلال (1911 – 1945)، وتسوية أزمة الديون الليبية للشركات الإيطالية.
ولعبت روما دور الضامن الفعلي لطرابلس وساهمت في الترحيب بليبيا في المجتمع الدولي بعد عزلة طويلة جراء العقوبات التي فرضت عليها عام 1992، وكانت روما إحدى بوابات عودة ليبيا للمجتمع الدولي التي بدأت تدريجيا منذ عام 2003.
وبعد سقوط نظام القذافي عام 2011 ظلت السياسة الإيطالية مترددة ومالت إلى التعويل على الدور الأممي لمواجهة الإرهاب في هذا البلد أو التوسط لتسوية الأزمة بين المتنازعين، وفق ما ذهب إليه رئيس الوزراء السابق ماتيو رينزي في تصريحاته، غير أن ايطاليا بدأت في التخلي عن ترددها، مع اشتداد التنافس الدولي والإقليمي على النفوذ المباشر في الداخل الليبي وتضرر تدفقات النفط والغاز والشراكات الاقتصادية والاستثمارية بفعل عدم الاستقرار.
وبدأت إيطاليا تركز أدوارها الأمامية في ليبيا على منطقتي الغرب (تدفق الغاز) والجنوب الليبي (تدفق الهجرة)، باعتبارهما الأكثر ملامسة لمصالحها الأمنية والاقتصادية والسياسية. ولم تتخل عن دورها اللوجستي للعمليات العسكرية في غرب ليبيا.
وتوصلت روما إلى اتفاق مع الولايات المتحدة في يناير 2016 يقضي باستخدام قاعدة سيجونيلا في صقلية لإقلاع الطائرات الأمريكية لمواجهة داعش، إلا أن الحكومة الإيطالية أعلنت عن نشر قوة عسكرية في مصراتة غرب ليبيا في أكتوبر من العام نفسه.