مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

د.عبد الحفيظ عبد الرحيم محبوب: الديناميكيات الأمنية والسياسية لمنطقة الخليج العربي

نشر
د. عبد الحفيظ
د. عبد الحفيظ

 

تتصف الديناميكيات الأمنية والسياسية لمنطقة الخليج العربي بالمعقدة، ومن أجل الإلمام بجميع خصائص منطقة الخليج العربي الأمنية والسياسية المحلية والإقليمية، ومدى تفاعلها مع السياسات الدولية، ومدى التعاون معها والتكامل في بعض الأحيان.

 يمكن العودة إلى نظرية بوزان في تحليل التفاعلات في منطقة الخليج منذ انسحاب الأسطول البريطاني من منطقة الخليج عام 1971، وهو تاريخ استقلال الإمارات العربية حتى الغزو العراقي للكويت 1990 عندما اعتبرت إيران غزو صدام حسين الكويت الحرب بين الطغاة،وانه يمهد الطريق أمامها نحو المنطقة العربية، وهو ما حدث، خصوصا وأن مشروعها أممي مستنسخ من مشروع الإخوان المسلمين من أجل الهيمنة على المنطقة العربية عبر ولاية الفقيه، وتصدير الثورة الخمينية إليها، يتولى تنفيذ هذا المشروع قاسم سليماني قائد فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني الذي تولي قيادته في 1998 إلى أن قتل في مطلع عام 2020 على يد أمريكا في عهد ترمب هو والمهندس باعتبارهما إرهابيين قتلا في الشعب العربي خدمة لمشروع ولاية الفقيه.

 بالطبع كان احتلال أمريكا العراق عام 2003، وثورات ما يسمى بالربيع العربي عام 2011 الذي تولته تنظيم جماعة الإخوان المسلمين، خدمت المشروع الإيراني في تدمير عدد من الدول العربية من العراق إلى سوريا فلبنان، واليمن، بعدما فشلت إيران في تدمير البحرين، بعدما أرسلت السعودية جيشها في 2011 لحماية البحرين من التدخل الإيراني تحت ذريعة الحرية وحقوق الإنسان وإزاحة الأنظمة الاستبدادية التي هي شعارات تم رفعها فيما يسمى بالربيع العربي بدعم من منصات إعلامية للتلاعب بالعقلية العربية وخصوصا من فئة الشباب،ومنذ ذلك الحين لا زالت هذه الدول التي دمرها فيلق القدس الإيراني تعاني من الانهيار الشامل ولا زالت تتحكم فيها مليشيات إيرانية تتاجر بمصائر تلك الشعوب وبثرواتها.

انطلق بوزان من الصور الثلاثة للتحليل في العلاقات الدولية التي وضعها والتز مقترحا أن يتم النظر للأمن ودراسته من خلال ثلاث وجهات نظر منفصلة: الفرد، الدولة، والنظام الدولي في إشارة إلى صعوبة تحديد مرجعية للأمن، غير أن أمن الفرد والنظام الدولي يبقى تابعا لأمن الدولة باعتبارها الوحدة المرجعية الأهم، ولكنها ليست الموضوع الوحيد لفهم السلوكيات الأمنية، فالدولة تشكل كما يراها بوزان من ثلاث مكونات: فكرة الدولة ( الوطنية، القومية) القاعدة الفيزيائية للدولة ( الشعب، الموارد، التكنلوجيا )، المظهر المؤسساتي للدولة ( النظام السياسي والإداري )، تبعا لذلك يعتقد أنه بتعريف الدولة سهل تصور التهديدات لأي من هذه المكونات الثلاث.

لقد قدم بوزان وزميله وويفر عددا من التعريفات لمفهوم مركب الأمن الإقليمي، والتي منها أنه: مجموعة الدول التي اهتماماتها الأمنية الأولية مرتبطة مع بعضها البعض بشكل وثيق وكاف بحيث الأمن القومي للواحدة لا يمكن أن يكون معتبرا معقول بعيدا عن الآخر، وهذا أول تعريف صاغه في تحديد المضمون الاستراتيجي للمفهوم.

وفقا لمستوى التحليل في المركب الأمني الإقليمي تمازج التاريخ والسياسة، والظروف المادية في كل إقليم يشكل أنماط معينة من الأمن وانعدام الأمن، وركز بوزان على أن الأمن هو ما تصنعه الدولة وفقا لأنماط الصداقة أو العداوة، وعلاقات القوة في كل مركب إقليمي.

لكن بوزان لم يتحدث عن التركيبة الجيوستراتيجيةالتي تتميز بها المنطقة ومن تفوق إيران على بقية المنطقة طبوغرافيا وسكانيا وأيضا في الموارد، والجيوسياسية للمنطقة، فبريطانيا هي التي كانت تسيطر على منطقة الخليج، وكانت إيران في ذلك الوقت هي القوة الضاربة، وأن بريطانيا هي التي وافقت لإيران على احتلال منطقة الأحواز العربية عام 1925 التي تساهم بنصف الناتج القومي ونحو 80 في المائة من صادرات إيران من الطاقة، من أجل جعل الضفة الشرقية من الخليج لإيران، والضفة الأخرى الغربية للعرب.

وهو ما يشير إلى أن بريطانيا لها عمق في دراسة التاريخ العربي الذي تمدد خارج الجزيرة العربية، وأقام حضارات إسلامية واسعة، وفي نفس الوقت تدرك بريطانيا الخلاف المذهبي بين إيران والمنطقة العربية التي أرادت أن تتفوق إيران جيوستراتيجيا على العرب، باعتبار أن الشيعة لا يمثلون سوى 10 في المائة من المسلمين.

 وقراءة بريطانيا التاريخ في أن الدولة الصفوية التي بنيت على أساس أيديولوجي وهو ما جعل الغرب يدعم الثورة الخمينية كأساس أيديولوجي وكذلك يدعم تنظيمات التيار الإسلامي كأساس أيديولوجي رغم دعوتها للدولة المدنية، وتأسيس العقد الاجتماعي.

أعاقت الدولة الصفوية وصول الدولة العثمانية إلى أبواب فيينا لولا الدولة الصفوية التي كانت دائما في تنافس وفي مواجهة، وكانت معركة جالديران 1514 التي انتصر فيها الدولة العثمانية، وتواصلت الحروب بين الجانبين إلى بداية القرن التاسع عشر، التي أتت بعدما قدر للعثمانيين أن يفتتحوا القسطنطينية عام 1453 وإسقاط الدولة البيزنطية التي عاشت أحد عشر قرنا ونيف، وبعد انهيار الدولة العثمانية في الحرب العالمية الثانية كانت قراءة بريطانيا أن الدائرة تترك مستقبلا تدور بين إيران والسعودية، ولعب الغرب على هذا الصراع المذهبي في تفتيت العرب والمسلمين، كما كان التحالف الوثيق بين المغول والصليبيين للقضاء على الدولة الإسلامية لكن كانت معركة عين جالوت في بيسان في فلسطين في 3 سبتمبر 1260 التي هزم فيها المغول الجيش المصري بقيادة سلطان مصر المملوكي سيف الدين قطز، الذي تحالف فيه الشام مع الصليبيين مع المغول ضد مصر بعد سقوط بغداد والدولة الخورازمية وبذلك تمكنت مصر من تفكيك التحالف المغولي الصليبي.

أيضا لم تترك بريطانيا الضفة الأخرى الغربية من الخليج العربي أن تكون متماسكة، ولم تسمح بريطانيا من أن يسيطر عليها الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس الدولة السعودية الثالثة، التي هي امتداد للدولة السعودية الأولى والثانية، وتمتلك تأييد عشائري داخل الجزيرة العربية،فوقفت بريطانيا أمام تماسك ووحدة الضفة الغربية من الخليج العربي حتى لا يصعب هيمنة بريطانيا عليها.

أي شكلت بريطانيا خريطة سياسية غير متوازنة بين ضفتي الخليج متماسكة في شرقه، ومفتتة في غربه في دول صغيرة يسهل سيطرة بريطانيا على منطقة الخليج، بل وافقت لإيران أن تحتل الجزر الإماراتية في الضفة الغربية من الخليج قبل انسحاب بريطانيا بأيام في 2 ديسمبر 1971، فأصبحت منطقة الخليج دول صغيرة ما عدا السعودية الدولة الكبيرة التي تتحمل أعباء أمن هذه الدول الصغيرة التي ترى بعضها أحيانا في السعودية أنها تود الهيمنة عليها، أو تود أن تقوم بأدوار أكبر من حجمها ينافس الدور السعودي.

 بينما في الحقيقة السعودية هي من تتحمل أمن هذه الدول الصغيرة من أجل الحفاظ على الأمن الإقليمي، وسعت هذه الدول إلى تشكيل مجلس التعاون الخليجي العربي في عام 1981 بعد وصول الثورة الخمينية إلى إيران، والتي أحد أهدافها كان تصدير ثورتها عبر ولاية الفقيه إلى منطقة الخليج، من أجل انتزاع الحرمين الشريفين من السعودية، أو توافق على تدويل الإشراف على الحرمين الشريفين بين الدول الإسلامية الكبرى والذي ترفضه السعودية بدعم عربي إسلامي.

 أي تود إيران انتزاع شرعية الحرمين الشريفين على غرار ما كانت عليه الدولة العثمانية التي أسقطت الدولة السعودية الأولى من أجل احتفاظها بالإشراف على الحرمين الشريفين للاحتفاظ بشرعية قيادة الأمة الإسلامية.

 ولكن السعودية كقوة ليست كما كانت في عهد الدولة السعودية الأولى، وأيضا الظروف مختلفة، وتمتلك السعودية قوة دبلوماسية وسياسية واقتصادية وعسكرية ما يمكنها الدفاع عن نفسها، وعن دول الخليج، وعن الدول العربية أيضا، كما دعمت الجيش المصري في استعادة مصر من أنياب تنظيمات جماعة الإخوان المسلمين، والتي كانت بداية لانكسارات الربيع العربي التي بدأت تتساقط في المنطقة كان آخرها في دولة المغرب ومن قبل في تونس والسودان، بعد رعاية السعودية مصالحة العلا التي أوقفت التمويل القطري لتلك التنظيمات، ما جعل تركيا تتودد إلى مصر ودول الخليج.

 جعل المملكة العربية السعودية تتجه نحو تعزيز علاقاتها الاستراتيجية منذ عهد الملك عبد العزيز بالولايات المتحدة كقوة ناشئة لا تنافسها قوة أخرى في العالم، وكانت توقعات الملك عبد العزيز مؤكدة من أن الولايات المتحدة سترث منطقة الخليج الغنية بالطاقة وتحل مكان بريطانيا في منطقة الخليج، وعزز الملك عبد العزيز علاقاته بدولة مصر كقوة عربية كبرى، من أجل الحفاظ على موازين القوى الإقليمية، فيما بعد اتجهت السعودية منذ زمن الملك فيصل بن عبد العزيز تعزيز علاقة السعودية بباكستان، ودعم القوة النووية الباكستانية للحفاظ على التوازن العسكري الهندي الباكستاني، وفي نفس الوقت كسب السعودية قوة إسلامية كبرى تمتلك قوة نووية.

رغم ذلك تكمن أهمية نظرية بوزان في المجمع الأمني الإقليمي في فهمها الأعمق للهيكل الإقليمي، وفي قدرتها على تقييم التوازن النسبي للقوة والعلاقات المتبادلة والمتداخلة على المستويين الإقليمي والدولي، وحسب مبدأ نيكسون فإن التفاعلات السياسية والأمنية في منطقة الخليج كمجمع أمني فرعي subcomplex كانت وما تزال تتشكل من خلال التفاعل والتداخل بين ثلاثة قوى إقليمية رئيسية هي السعودية وإيران والعراق، ولكن بعد احتلال أمريكا العراق عام 2003 أصبح التفاعل ثنائي، والتفاعل مع دول عظمى كالولايات المتحدة وبريطانيا وروسيا، وأيضا روسيا خرجت من المعادلة بعدما انهار الاتحاد السوفيتي، وبقيت الولايات المتحدة كقوة آحادية في المنطقة.

 وإن كانت روسيا عادت إلى الواجهة مرة أخرى إلى المنطقة، ولعبت دورا بارزا في تشكيل الهيكل الإقليمي لمنطقة الخليج العربي، ولكن في حقيقة الأمر كانت الولايات المتحدة خلفت بريطانيا بعد انسحاب الأسطول البريطاني عام 1971 بعد ما يقارب من قرنين من الزمان على الهيمنة الآحادية على المنطقة التي تحولت إلى هيمنة آحادية للولايات المتحدة على المنطقة أيضا، ولكنها تبنت استراتيجية توازن القوى عن بعد من خلال الاتكاء على السعودية وإيران، لكن بعد اتفاق دول 5+1 مع إيران في عام 2015 شكل هذا الاتفاق انزعاجا للسعودية من ترك إيران تهيمن على المنطقة بشكل آحادي، عبر دعم مليشيات أجنبية ومذهبية إرهابية لا تقل خطرا عن داعش والقاعدة بل أخطر بسبب أنها تمتلك شرعية من إيران تحت نظر العالم وغض الطرف رغم معرفته بالحقيقة التي أدركها دونالد ترمب الاقتصادي الذي يرفض الأساليب السياسية التي يتبعها الساسة في تدمير الدول بينما يتجه هو إلى التنمية الاقتصادية الذي يصب في صالح الولايات المتحدة وهو ما لعبت عليه السعودية بعدما وقعت معه اتفاقيات م ايقرب من نصف تريليون دولار لعقد من الزمن، واختار الانسحاب الآحادي من الاتفاق النووي الإيراني عام 2018 أغضب الحلفاء ووضع عقوبات صارمة على إيران من أجل تعديل الاتفاق ووقف دعمها للمليشيات الإرهابية في المنطقة.

يصبح من العسير تحليل أو حل المشكلات الأمنية بمعزل عن وقف دعم إيران لتلك المليشيات الطائفية في المنطقة الذين أصبحوا لاعبين خارج إطار الدولة،بل أصبحوا مساهمين في تشكيل الديناميكيات الأمنية والسياسية كمنظمة التعاون الخليجي مثالا عن المنظمات العابرة للدول، بينما المليشيات الأجنبية والمذهبية التي تدعمها إيران العبرة للحدود والتي تتبع المركز في طهران وهي خارج إطار الدول التي تتواجد فيها، وأصبح دخول عامل جديد في تحليل المفهوم الأمني الإقليمي وهو العامل الأيديولوجي الذي يود فرض أمر في تشكيل الواقع السياسي والأمني لمنطقة الخليج مثل حزب الله في لبنان، ومليشيات الحشد الشعبي في العراق، وأنصار الله الحوثي في اليمن، وهذا العامل الأيديولوجي مرفوض أن يتواجد في الدول الغربية لكنه مقبول تواجده في قلب العالم العربي.

تواجه السعودية مفاهيم جديدة من الغرب تطالب دول المنطقة أن تتجه إلى تسويات ومقاربات أمنية مع تلك المليشيات كأمر واقع، ما يجعل السعودية ترمي بثقلها الدبوماسي الخشن من أجل رفض مثل اعتبار أن العامل الأيديولوجي عامل جديد يدخل في تشكيل الأمن الإقليمي كأمر واقع وتعتبره تهديدا لأمنها الإقليمي.

انسحاب أمريكا من أفغانستان وتسليمها لطالبان التي بدأت تدخل العامل الأيديولوجي مجددا لكن هذه المرة تستهدف أمن إيران وروسيا والصين، وهو أيضا إنسحاب أحادي على غرار انسحاب ترمب من الاتفاق النووي أغضب الحلفاء الأوربيين.

لكن الغرب  دعم الثورة الخمينية في 1979 كعامل أيديولوجي، ودعمت تنظيمات الإخوان المسلمين في عام 2011، انزعجت أوربا من الانسحاب الأمريكي الآحادي دون تنسيق مع حلفائها الأوربيين، كذلك انزعجت روسيا والصين، ما جعلهما يقبلون عضوية إيران مباشرة في منظمة شنغهاي ردا على الانسحاب الأمريكي من أفغانستان.

 بعدما كانت روسيا والصين ترفضان قبول هذه العضوية من أجل أمريكا، وقبول عضوية إيران في منظمة شنغهاي يصب في صالح السعودية، لأن أمريكا لن تدافع كثيرا في بقاء تبعية إيران لأمريكا، وفي نفس الوقت أعطى روسيا والصين ورقة تفاوضية جديدة ضد الولايات المتحدة، وهما دولتان قادرتان على الضغط على إيران بالقبول في العودة إلى المفاوضات النووية في فيينا، ولا زالت إيران تناور الغرب بالتطمينات بلا موعد لاستئناف مفاوضات فيينا، ما جعل مسؤول أمني أميركي ينبه في تصريحات صحافية بنيويورك، من أن نافذة الفرص مفتوحة لكنها لن تبقى مفتوحة إلى الأبد، في تعليقه على إعلانات طهران المتكررة حول عودة قريبة لمفاوضات فيينا النووية.

سبق أن تعهد أوباما للملك سلمان بن عبد العزيز في خريف 2015 من أن الاتفاق النووي مع إيران سيساهم في وقف السلوك العدواني لإيران، لكن ما حدث العكس استمر تنمر السلوك العدواني الإيراني في المنطقة في العراق وفي سوريا ولبنان واليمن وزعزعة الأمن في البحرين، ومنذ مجئ الخميني رحبت السعودية بالثورة الخمينية إذا كانت إسلامية، لكن الخميني صرح من أنه يتجه لإسقاط الشاهات في المنطقة، وكانت السعودية تصدر الكيروسين في عهد الشاه لم تقطعه في عهد الخميني، رغم ذلك اتجه الخميني إلى تشكيل تنظيمات إرهابية في الدول العربية استهدفت حتى الحرم المكي الشريف، وتعتبر إيران أن هذه المليشيات الإرهابية مقاومة لمقاتلة العدو الصهيوني، بينما في الحقيقة هي من قتلت الشعب العربي في سوريا وفي اليمن وفي العراق.

 وعندما تطالب السعودية إيران بعدم التدخل في الشؤون الداخلية كما حدث في عهد خاتمي، وعندما تطالب السعودية إيران الالتزام بالقوانين الدولية، لكنها تعتبر أن القوانين الدولية تعطي المقاومة شرعية في مقاومة المحتل، وتعتبر أن ما يحدث بينها وبين السعودية سوء تفاهم، وتعتبرها هواجس واتهامات، بل تتهم السعودية عندما تعتبر المقاومة التي تتحجج بها إيران مليشيات إرهابية من أنها تتناغم مع العدو الأمريكي والصهيوني ضد الجمهورية الإسلامية.

 سبق أن صرح سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان ولي العهد لو توقفت إيران عن دعم وكلائها الحوثيين لانتهت أزمة اليمن، الذين يسميهم وبقية المليشيات الأمير تركي الفيصل رئيس الاستخبارات السعودي سابقا بكلاب إيران، لأنه يعتبر أن ولاؤهم مطلق لمواليهم، ونباحهم عالي ومزعج، فمليشيات إيران أكثر خطرا من داعش، ما يعني أن إيران راعية للإرهاب في المنطقة يجب أن يواجهها العالم كما واجه داعش وشكل تحالفات دولية قضى على تلك المليشيات، بينما مليشيات إيران أكثر خطرا.

لذلك لن تثق السعودية في إيران بسبب مراوغاتها، وأنها وقت الاتفاق النووي لم تتوقف عن تخصيب اليورانيوم، ولا زالت السعودية تطالب من أن تبقى المنطقة منزوعة السلاح النووي من أجل ان تواصل المنطقة التنمية والنهوض الذي يصب في صالح العالم،  بدلا من الصراع والحروب.

بدأت أمريكا تطمئن السعودية خصوصا بعد اللقاء على هامش اجتماعات الدورة السنوية ال76 للجمعية للأمم المتحدة، إذ أكد وزير الخارجية الأمريكي بلينكن اعتزام الولايات المتحدة على أهمية العمل البناء بين الدول الخمس بغية الحفاظ على السلم والأمن الدوليين، وأن الولايات المتحدة تتبع مسار دبلوماسية هادفة لتحقيق عودة متبادلة إلى الامتثال لخطة العمل الشاملة المشتركة، ومعالجة مجموعة كاملة من مخاوفنا مع إيران، في إشارة بصورة خاصة إلى برنامج إيران لتطوير الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة ودعمها الجماعات والمليشيات المسلحة في كل من العراق وسوريا ولبنان واليمن بالإضافة إلى دورها في زعزعة استقرار الشرق الأوسط.

أتى هذا التصريح من وزير خارجية أمريكا بلينكن بعد الضغط الدبلوماسي السعودي الخشن، لكن نجد تصريح مخالف تماما من بوريل الممثل الأعلى للسياسة الخارجية والأمن المشترك للاتحاد الأوربي من انه لا بديل لمنصة فيينا في المفاوضات النووية مع إيران، وردا على سؤال للشرق الأوسط عن الدفع حاليا في اتجاه العودة إلى الاتفاق النووي، وعما إذا كان الأوربيون يخشون البرنامج الإيراني لتطوير الصواريخ البالستية والطائرات المسيرة التي تستخدم على نطاق واسع من جماعة الحوثي في استهداف المنشآت المدنية داخل السعودية وتهديد أمن الملاحة البحرية في الممرات المائية الدولية، فكانت إجابته نحن قلقون من مسائل عديدة أخرى، ولكن لا يمكننا حل كل المشاكل في الوقت ذاته، وقال دعونا نعمل خطوة خطوة وأن الخطوة الأولى هي تجنب إيران نووية وبعد ذلك نعالج الأمور الأخرى.

ما يهم السعودية حاليا هو وقف النزف في اليمن الذي ترفض إيران ومليشياتها التوقف عن استمرار هذا النزيف، وأفاد الناطق باسم وزارة الخارجية الأمريكية نيد برايس بان بلينكن ركز على الاهتمام الدائم الذي تتقاسمه الولايات المتحدة مع شعوب وحكومات المنطقة في تعزيز شرق أوسط ينعم بالسلام والأمن والازدهار، وحيث يكون شركاؤنا في مأمن من العدوان الخارجي، وأوضح ان الاجتماع بين وزير الخارجية الأمريكي بلينكن ووزراء الخارجية في دول مجلس التعاون الخليجي وعلى رأسهم وزير خارجية السعودية الأمير فيصل بن فرحان بحث في العمل على تحقيق نهج مشترك تجاه حل دائم للنزاع في اليمن، ومتابعة الدبلوماسية لتحقيق عودة متبادلة للامتثال لخطة العمل الشاملة المشتركة، ومواجهة السلوك العدواني المستمر لإيران في الخليج، معلنا انضمام الولايات المتحدة إلى شركائنا الخليجيين في إدانة هجمات الحوثيين على السعودية، بما في ذلك المدنيون والبنية التحتية، كذلك التقى وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان المبعوث الأميركي لإيران روبرت مالي وبحثا في أبرز التطورات المتعلقة بالبرنامج النووي الإيراني.

إعلان مستشار الأمن القومي الأميركي زيارته للمنطقة ومنها السعودية، بجانب ان مجلس النواب صوت بالأغلبية لصالح تشريع لتقديم مليار دولار لإسرائيل لتحديث منظومة القبة الحديدية للدفاع الصاروخي، يتزايد حديث عن اجتماعات أميركية إسرائيلية لتجهيز الخطة ب في حال لم تتجاوب إيران مع الغرب تفاوضيا بالملف النووي، ما جعل إيران تعلن عن موعد قريب للعودة إلى المفاوضات.

نجحت السعودية في دبلوماسيتها الخشنة في مواجهة سلوك إيران التخريبي الذي يجب مواجهته، والبحث عن خيارات وشراكات، ما جعلت اميركا التي تحررت في إرضاء إيران بعد انسحابها من أفغانستان، وقبول عضوية إيران في منظمة شنغهاي، وطلب السعودية أيضا ومصر وقطر عضويتها في نفس المنظمة.

ما يجعل إدارة بايدن في محاولة تعطيل هذا التوجه من خلال تحقيق مطالب السعودية في وقف النزف الدموي في اليمن، ووقف الدعم الإيراني للحوثيين لتحجيم قدرات الحوثيين في اليمن، حتى لا تتجه السعودية نحو روسيا من أجل تفعيل أمن الخليج بدل أميركا، خصوصا وأن بايدن أعلن أنه لا توجد حرب باردة.