علي الزبيدي يكتب : في الصميم .. نعم العالم قرية صغيرة
جعلت المبتكرات الجديدة في عالم التواصل الافتراضي العالم قرية صغيرة وفرحت شعوب العالم أجمع بهذه الوسائط التي جعلت الشخص المقيم في أقصى القطب الشمالي يتحدث بالصورة والصوت مع الشخص المقيم في أقصى جنوب الكرة الأرضية كما سهلت هذه الوسائل إنجاز معاملات تجارية واتاحت عقد الاجتماعات عن بعد والدراسة عن بعد وكذلك التسوق عن بعد مثل الفيس بوك والواتساب والانستكرام والسكايب والفايبر وغيرها فكل شيء أصبح متاحا وفي متناول اليد وسهل على الناس الكثير من مصاعب الاتصالات واتذكر مرة كان هناك رجل طاعن في السن اسمه جبير لكنه مولع بأغاني التراث العراقي فهو يستمع إلى حضيري ابو عزيز وداخل حسن وعبد الأمير الطويرجاوي وزهور حسين ورضا علي وغيرهم الكثير الرجل الكبير هذا يعيش في قرية من قرى محافظات الفرات الأوسط وشاءت الصدف أن التقيه في مناسبة قبل اعوام قليلة في أحد المضايف وعرفت ذلك عنه من خلال الأحاديث التي دارت فقلت له مازحا عمي جبير شتريد تسمع حضيري لو داخل فرد علي قائلا عمي لا مسجل عندك ولا(صندوك القوان ) يقصد الكرامفون فقلت له عمي جبير بهذا التلفون كل شي اكو فقال صدك جدب عمي عمك شويب وما يكدر على شقاكم أنتم اهل بغداد فما كان مني الا ان طلبت على اليوتيوب اغنية حضيري ابو عزيز سلم علي بطرف عينة وحاجبة وعند سماعها ذهل الحاج حبير وطلب تفحص جهاز الموبايل وردد كلمات مع نفسه لم افهمها فقلت في نفسي اللتبس الأمر على الحاج جبير فقلت له حجي العالم صار قرية صغيرة فانتبه كمن فاق من حلم وعلق بالقول (أي قرية صغيرة حتى تصير خنكتكم سهلة عليهم ( تذكرت الحاج جبير الطيب يوم الاثنين الماضي حين تعطل الفيسبوك والواتساب ووسائل أخرى لأكثر من ست ساعات وكيف توقفت حركة العالم بالكامل وفعلا يبدو أن ما قاله الحاج جبير صحيح جدا فبأمكان صبي صيني أو جهة رسمية أمريكية تعطيل اي شيء في اي وقت وفي أي مكان في قريتنا الصغيرة هذه وكل ما أخشاه ان يفعلها هكر فضائي أو غير فضائي يوم الانتخابات والله يكفينا شر المهكرين الصينين والأمريكان والروس واليابانين. ويبقى العالم قرية صغيرة