مجلس التحرير: مجموعة صحفيين عرب
الموقع قدم أوراق اعتماده
الى نقابة الصحفيين العراقيين

مع الأزمات السياسية التي يواجهها السودان.. احتجاجات مؤيدة للجيش أمام القصر الرئاسي

نشر
الأمصار

تجمع آلاف المحتجين المؤيدين للجيش السوداني أمام القصر الرئاسي  وهتفوا “تسقط حكومة الجوع”، في وقت تواجه فيه البلاد أكبر أزمة سياسية في المرحلة الانتقالية الممتدة لعامين.

ويتقاسم العسكريون والمدنيون السلطة في تحالف لا يسوده الوفاق منذ الإطاحة بالرئيس عمر البشير في 2019.

لكن بعد محاولة انقلاب فاشلة في سبتمبر الماضي عزت السلطات المسؤولية عنها لقوى موالية للبشير، يطالب القادة العسكريون بإصلاحات لتحالف قوى إعلان الحرية والتغيير وللحكومة المدنية.

غير أن القادة المدنيين اتهموا العسكريين بدورهم بالسعي للسيطرة على السلطة.

ودعا فصيل متحالف مع الجيش في قوى إعلان الحرية والتغيير، يشمل جماعات مسلحة تمردت على البشير.

وقال أيمن خالد والي ولاية الخرطوم إنه قبيل بدء المظاهرات “تفاجأ أفراد التأمين من قوات الشرطة والاستخبارات وأثناء قيامهم بواجبهم بمجموعة تدعي الانتماء للحركات المسلحة وبمجموعة من السيارات قامت بإعاقتهم ومنعهم من مواصلة عملهم وإزالة الحواجز التأمينية”.

في نفس السياق، رفع محتجون  معظمهم عناصر إخوانية وطلاب مدارس قرانية “خلاوي” شاركوا في مسيرة انطلقت في الخرطوم شعارات تطالب بتشكيل حكومة كفاءات وتفويض الجيش لاستلام السلطة؛ في ظل خلافات متصاعدة بين الشقين المدني والعسكري في الحكومة الانتقالية.

ومنذ ساعات الصباح الأولى دخلت إلى الخرطوم عشرات الحافلات السفرية حاملة سكان مناطق ريفية معظمهم من صغار السن للمشاركة في المسيرة التي دعت لها أحزاب ومجموعات موالية لنظام البشير.

وتجمعت الحافلات القادمة من خارج العاصمة وضواحيها أمام مسجد “الشهيد” القريب من مجلس الوزراء والذي كان طوال فترة حكم الإخوان يشكل بؤرة لاجتماعاتهم وأنشطتهم.

ومنذ أكثر من ثلاثة أسابيع تعيش الساحة السودانية حالة من القطيعة بين المكونين المدني والعسكري.

ويسود قلق واسع في الشارع السوداني من مخططات تخريبية واسعة يعتزم الإخوان ومجموعات متحالفة معهم تنفيذها لقطع الطريق أمام استكمال الفترة الانتقالية.

وكشفت رسائل مسربة تداولها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي الخميس عن خطة تقوم على خلق الفوضى وتنفيذ عمليات قتل وحرق وتخريب لتهيئة الظروف المناسبة لإعلان حالة الطوارئ في البلاد.

وفي حين شدد الجيش الحماية حول مقاره؛ نقل بيان صادر في الساعات الأولى من صباح السبت عن أيمن نمر والي الخرطوم القول بأن مجموعات عسكرية منعت القوات الأمنية من وضع الحواجز التأمينية في الطرق المؤدية إلى المقار والمنشآت الحكومية الحساسة بما فيها مجلس الوزراء.

وقالت السفارة الأمريكية في الخرطوم إن واشنطن تدعم بدء التحضير لانتخابات عامة في السودان.

وجددت التأكيد في بيان، اليوم السبت، على أن الولايات المتحدة تدعم الانتقال المدني الديمقراطي في السودان بشكل كامل.

وجاء البيان بعد يوم من دعوة المبعوث الأمريكي للقرن الأفريقي، جيفري فيلتمان، شركاء الحكم في السودان إلى تجنب سياسة “حافة الهاوية” وتبادل الاتهامات.

وحث فيلتمان، خلال اتصال هاتفي أجراه، الخميس، مع رئيسي مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان، والوزراء عبدالله حمدوك، شركاء الحكم بالسودان على حل خلافاتها بالحوار غير المشروط.

وتدار المرحلة الانتقالية عبر شراكة سياسية بين القوات المسلحة وتحالف الحرية والتغيير، وهو الائتلاف الذي قاد ثورة ديسمبر التي أنهت حكم الرئيس المعزول عمر البشير بعد أن انحاز لها الجيش صبيحة 11 أبريل 2019.

لكن شراكة الحكم في السودان التي أصبحت نموذجا احتفى به العالم على مدار سنتين، لم تعد بذات القوى والبريق بعد خلافات حادة تفجرت بين المدنيين والعسكريين، بينما يتبادل الطرفان في الوقت الراهن الاتهامات بالسعي للانفراد بالسلطة.

كشفت رسائل مسربة تداولها نشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي عن مخطط إخواني خطير لقطع الطريق أمام الفترة الانتقالية في السودان من خلال مسيرة ينظمونها السبت بالاشتراك مع أحزاب وكيانات صغيرة كانت تشاركهم السلطة في عهد المخلوع عمر البشير.

وفي مؤشر على بدء تنفيذ المخطط؛ نقل بيان صادر في الساعات الأولى من صباح السبت عن أيمن نمر، والي الخرطوم، قوله إن مجموعات عسكرية منعت القوات الأمنية من وضع الحواجز التأمينية في الطرق المؤدية إلى المقار والمنشآت الحكومية الحساسة.

وفي حين أشارت تقارير إلى أن خطة الإخوان تتضمن اقتحام مجلس الوزراء والعبث بمحتوياته؛ أظهرت تسريبات لاجتماع مجموعة إخوانية في أحد الأحياء بشرق الخرطوم خطة تقوم على خلق الفوضى وتنفيذ عمليات قتل وحرق وتخريب لتهيئة الظروف المناسبة لإعلان حالة الطوارئ في البلاد.

ووفقا لرسالة صوتية تم تداولها على نطاق في وسائل التواصل الاجتماعي السودانية؛ فقد طلب أحد عناصر تنظيم المؤتمر الوطني المحلول، الجناح السياسي للإخوان، من عناصر التنظيم عدم رفع أي شعارات أو ترديد هتافات تكشف عن هويتهم.

 

ولاحقا تسرب مقطع فيديو لنفس الشخص وهو صحفي من المقربين لعمر البشير، الذي أطاحت به ثورة شعبية في أبريل 2019.

وتحدث الصحفي في المقطع بغضب شديد متهما زملاء له في إحدى مجموعات تطبيق “الواتساب” بتسريب الرسالة الصوتية التي أكدت أن تنظيم الإخوان لا يزال ينشط بقوة عبر شبكات واقعية وافتراضية.

ومنذ سقوط نظامهم؛ الذي حكم السودان بقبضة أمنية حديدية على مدى 30 عاما؛ يستخدم الإخوان تكتيكات مختلفة في محاولة للعودة إلى الحكم مجددا؛ مستندين إلى شبكة واسعة من مراكز النفوذ المالي والإعلامي والعسكري التي تمكنوا من بنائها خلال العقود الثلاثة الماضية.

ورغم الجهود التي تبذلها اللجنة الوطنية التي شكلت لتفكيك بنية تنظيم الإخوان وشبكاته الاقتصادية والعسكرية والإعلامية؛ إلا أن الأمر يبدو صعبا للغاية؛ إذ تجد قرارات اللجنة مقاومة من مسؤولين عسكريين كبار في مجلس السيادة.

ومع تفاقم الخلافات بين الشقين المدني والعسكري منذ أكثر من 3 أسابيع؛ نشأ تحالف غير معلن بين الإخوان وعدد من الأحزاب والحركات المسلحة المقربة من الشق العسكري في مجلس السيادة.

وشكلت عناصر إخوانية معروفة حضورا لافتا في حفل أقيم قبل نحو اسبوعين لتدشين حاضنة جديدة مدعومة من الشق العسكري لكنها تواجه برفض واسع في الشارع السوداني الذي اعتبر أن الهدف منها هو محاولة إعادة الإخوان إلى الواجهة مجددا.

وفي سبتمبر تفاعل آلاف السودانيين مع هاشتاق دعا لتصنيف الإخوان تنظيما إرهابيا وذلك بعد تقارير أكدت تخريبهم لعدد من شبكات نقل الكهرباء وخطوط السكك الحديدية وتورطهم في محاولات خلق الفوضى الأمنية في البلاد.

بدء رئيس الوزراء السوداني عبدالله حمدوك، حوارات مع كل الأطراف لحل الأزمة التي وصفها بالخطيرة، محذرا من أنها تهدد البلاد وتنذر بشر مستطير.

كما شدد على ضرورة أن يتم الاتفاق على قضايا الإرهاب داخليا وخارجيا وسبل حلها، مؤكداً أهمية تجنب الخطوات الأحادية من كل الأطراف السودانية.

كذلك لفت إلى ضرورة البدء بالتحضير للانتخابات في السودان، معتبراً أن الأزمة السياسية الحالية أخطر أزمة تهدد الانتقال وتهدد البلاد كلها، وفق تعبيره.

أيضاً كشف أن الحكومة ترتب لمؤتمر دولي لمعالجة أزمات شرق السودان.

إلى ذلك، أعلن حمدوك أن حكومته لن تتهاون مع محاولات إجهاض الفترة الانتقالية.

وتبادل الطرفان الاتهامات وتحميل المسؤوليات لما آلت إليه الأوضاع الاقتصادية والمعيشية والأمنية في البلاد.

كما اتهمت بعض الجهات السياسية، ومنها تجمع المهنيين السودانيين وقوى الحرية والتغيير المكون العسكري بمحاولة السيطرة على السلطة وسحب البساط من تحت أرجل المكون المدني، وهو ما نفته القوات العسكرية ومجلس السيادة مراراً، مؤكداً أنه سيسلم السلطة الانتقالية بعد إجراء الانتخابات.

نشرت وسائل إعلام فلسطينية، أن الإدارة الأمريكية تضغط على المسؤولين السودانيين بهدف التوصل لاتفاق التطبيع النهائي بين السودان وإسرائيل وتوقيعه رسميا.

ونقل التقرير عن دبلوماسيين إسرائيليين قولهم إن المحادثات الأمريكية مع السودانيين أحرزت تقدما مؤخرا بهدف حل كافة القضايا التي تؤخر تنفيذ اتفاق التطبيع.

و أشار التقرير إلى أن اتفاق التطبيع مع السودان جرى توقيعه في الأيام الأخيرة من ولاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، حيث أعلنت السودان في حينها أنها قامت بالتوقيع على «اتفاقيات أبراهام» وأنها ستقوم في وقت لاحق بتوقيع اتفاقيات خاصة مع إسرائيل، ولكن هذا لم يحدث حتى الآن.