حقوق صيد الأسماك.. صراع رئيسي بين فرنسا وبريطانيا
تحول قطاع صيد الأسماك إلى إحدى القضايا الرئيسية في اتفاق التجارة بين الاتحاد الأوروبي وبريطانيا.
يصطاد العديد من دول الاتحاد الأوروبي في المياه البريطانية بقيمة تناهز 700 مليون يورو سنويا.
بداية رغبة بريطانيا في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي
لم تكن العلاقة سلسة دائما بين أوروبا والبريطانيين، وفي نهاية الخمسينيات، أثار نجاح السوق الأوروبية المشتركة رغبة بريطانيا في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
ومنذ انضمام المملكة المتحدة رسميا إلى الكتلة الأوروبية، كانت الخلافات كثيرة والعلاقات يشوبها كثير من التوتر والأزمات.
واعتبرت المفوضية الأوروبية أن الاعتماد على المياه البريطانية يجعل من الصيد أحد القطاعات الذي يجعل أوروبا في موقف ضعيف مقارنة بالمملكة المتحدة في خضم مفاوضات بريكسيت.
تصاعد أزمة قوارب الصيد بين فرنسا وبريطانيا
تصاعدت أزمة قوارب الصيد البريطانية التي تمارس عملها بصورة غير قانونية في المياه الفرنسية.
وأصبحت أزمة قوارب الصيد البريطانية مصدر خلاف كبير بين الجارتين بريطانيا وفرنسا بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي.
فرنسا تحتجز قارب صيد بريطاني
احتجزت فرنسا قارب صيد بريطاني باستخدام القوة، وذلك أثناء عمله في مياهها الإقليمية بدون ترخيص، بينما أصدرت تحذيرا شفهيا إلى قارب صيد آخر.
وأصبح مصير القارب، الذي احتجزته السلطات الفرنسية، رهن التحقيقات التي تجريها فرنسا، وفقا للقوانين البحرية.
وأكدت فرنسا أن تنفيذ العقوبات مرهون بما يتم إحرازه من تقدم في الخلاف بين البلدين بشأن أزمة الصيد مع بريطانيا بعد خروجها من الاتحاد الأوروبي.
فرنسا توجه رسالة تحذير إلى بريطانيا
ووجّهت فرنسا رسالة تحذير إلى بريطانيا إثر تصاعد أزمة الصيد بين البلدين، مؤكدة أنها ستستخدم القوة إضافة إلى مجموعة من العقوبات يمكن أن تؤثر على إمدادات الطاقة إلى لندن.
وغضبت فرنسا من رفض بريطانيا منح صياديها العدد الكامل من تراخيص الصيد في المياه البريطانية الذي تقول فرنسا إنه مكفول لها.
وتوجهت عشرات من مراكب الصيد الفرنسية صباح الخميس إلى ميناء عاصمة جزيرة جيرسي البريطانية احتجاجا على شروط الصيد المفروضة على البحارة الفرنسيين بعد بريكسيت.
ومن جانبها بريطانيا، أرسلت سفينتين تابعتين للبحرية الملكية البريطانية لمراقبة الأوضاع المتوترة في مياهها الإقليمية منذ أن خرجت رسميا من الاتحاد الأوروبي.
وأبحر 50 إلى 70 مركبا بهدوء منذ الساعة السابعة صباحا أمام ميناء سانت هيلير.
وزيرة البحار الفرنسية تدعو إلى إلغاء قيود الصيد
ودعت وزيرة البحار الفرنسية “أنيك جيراردان” الخميس السلطات البريطانية إلى إلغاء القيود التي فرضت على وصول الصيادين الفرنسيين إلى مياه جيرسي بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وذلك في تصريح بعد أيام من التوتر في هذا الشأن.
وقالت جيراردان “أدعو السلطات البريطانية إلى التراجع عن قرارها” بفرض قيود جديدة على الحصول على تراخيص الصيد الصادرة للصيادين الفرنسيين.
وعلى بعد أميال نشرت سفينتان تابعتان للبحرية الملكية “إتش أم إس تامار” و”إتش أم إس سيفرن” لـ”مراقبة الوضع” وفقا لمتحدث باسم وزارة الدفاع البريطانية مشيرا إلى “إجراء وقائي بحت بالاتفاق مع حكومة جيرسي.
وأكد وزير الدولة الفرنسي للشؤون الأوروبية كليمان بون أن “المناورات” البريطانية قبالة جزيرة جيرسي، التي تثير التوتر بين باريس ولندن بشأن حقوق الصيد ما بعد بريكسيت “لن ترهبنا”.
وأبحر الصيادون الفرنسيون ليلا من سواحل نورماندي. وقال كامي ليكوروي الذي جاء من كاتريه (المانش) “من المدهش التمكن من جمع هذا العدد الكبير من الأشخاص” مشيرا إلى 70 مركبا على الأقل” منها 15 بروتانيا. وأضاف “تسعى سفينة الشحن كومودور غودويل للخروج والجميع قرر منعها من ذلك”.
وقال لودوفيك لزارو صياد السمك من غرانفيل (المانش) “في الواقع لا نمنع الخروج. لكننا جميعا أمام الميناء.
ويرفض قبطان ميناء جيرسي السماح لسفينة الشحن بالخروج منه إذا كان هناك مراكب قريبة. يريد أن يكون غادر الجميع”.
وأفاد مصدر عسكري فرنسي أن “الوضع هادىء إجمالا”.
وصرح المصدر “حتى الآن التزم الصيادون الفرنسيون بالتعليمات التي تمنع قطع الجزء الداخلي من الميناء”.
ويتوقع أن يعود الصيادون إلى موانئهم بعد الظهر مرة أخرى.
وقال ليكوروي “إنه تحرك سلمي. لا سبب لتدهور الوضع”.
وأضاف “جاءت ثلاثة مراكب صيد من جيرسي لمساندتنا”. “من المؤسف الوصول إلى هذا الوضع”
فرنسا مستعدة للجوء إلى تدابير إنتقامية
أكدت جيرادران أن فرنسا مستعدة للجوء لـ”تدابير انتقامية” في حال استمرت السلطات البريطانية في منع الصيادين الفرنسيين من دخول مياه جزيرة جيرسي.
وأمام الجمعية الوطنية أشارت إلى الانعكاسات المحتملة على “نقل الكهرباء بواسطة الكابلات البحرية” التي تغذي الجزيرة بالتيار من فرنسا.
وذكرت باريس أن بريطانيا نشرت الجمعة قائمة بـ41 سفينة فرنسية ، من أصل 344 طلبا، رخص لها للصيد في مياه جيرسي لكنها مرفقة بمطالب جديدة “لم يتم التشاور بشأنها ولا مناقشتها ولا الإبلاغ عنها مسبقا” في إطار الاتفاق حول بريكسيت بين لندن وبروكسل.
ومن جهتها، تعتبر لندن أن مطالب الاتحاد الأوروبي المتعلقة بالصيد غير “معقولة”.
وتعدّ هذه القضية شديدة الأهمية بالنسبة للعديد من الدول الأعضاء، بما في ذلك فرنسا وهولندا وإسبانيا، وقد قال الأوروبيون مرارا وتكرارا إنه لن يكون هناك اتفاق تجاري دون التنازل عن هذه النقطة.
بروكسل ترى أن على الطرفين بذل “جهد حقيقي وملموس”
وصرح كبير مفاوضي الاتحاد الأوروبي ميشال بارنييه للبرلمان الأوروبي “إنها لحظة الحقيقة. لم يتبق لدينا سوى القليل من الوقت، بضع ساعات فقط لإنجاح هذه المفاوضات”.
في الوقت الحالي، يجب أن تمر طلبات الحصول على تراخيص الصيد عبر الحكومتين الفرنسية والبريطانية والمفوضية الأوروبية