مظاهرات حاشدة في الخرطوم.. وإغلاق جسور
في الوقت الذي انطلقت بعدد من مدن العاصمة السودانية الخرطوم، اليوم السبت، احتجاجات رافضة للطلبات التي قام بها قائد الجيش السوداني، الفريق عبد الفتاح البرهان، وحله لمجلسي السيادة والوزراء وفرض الطوارئ، أفاد مراسل “العربية” بانقطاع خدمات الاتصالات والإنترنت في السودان.
وأظهرت صور ومقاطع بثها ناشطون، تجمعات لمتظاهرين بمناطق جنوب الخرطوم كجبرة والكلاكلة والحماداب والشجرة، فيما أكد شهود عيان انطلاقة مواكب أخرى بمدينة أم درمان، استعدادًا لـ”المليونية”.
طوق أمني بوسط الخرطوم
كما تجمع الآلاف في شارع الستين شرقي الخرطوم كما شهدت محطة المؤسسة بالخرطوم بحري وشارع الأربعين (الشهيد عبدالعظيم) بمدينة أمدرمان تجمعات مماثلة.
فيما فرضت أجهزة الأمن طوقًا أمنيًا حول منطقة وسط الخرطوم بمحطة القصر الرئاسي ومقر مجلس الوزراء فضلًا عن إحكام إغلاق الجسور الرابطة بين مدن الخرطوم الثلاثة..
وكان تجمع المهنيين وقوى الحرية والتغيير، فضلًا عن نقابات عدة دعت إلى المشاركة في التظاهرات، عبر منشورات على مواقع التواصل، كما حددت الغرفة المركزية لمليونية 30 أكتوبر مسارات التظاهرات في مدن العاصمة الثلاث، حيث ستتجه تظاهرات الخرطوم إلى شارع المطار فيما ستتجه مواكب مدينة أم درمان إلى مقر البرلمان، بينما ستكون “المحطة الوسطى”، وجهة تظاهرات مدينة الخرطوم بحري.
كما خطت بعض الكتابات على الجدران في الخرطوم داعية إلى المشاركة، بعد أيام من الدعوة لإضراب وعصيان شامل في العاصمة السودانية.
في نفس السياق، التقى فولكر بيرثيس، مبعوث الأمم المتحدة الخاص للسودان، بالفريق أول محمد حمدان دقلو(حميدتي)، وحثه على السماح باحتجاجات سلمية وتجنب المواجهة.
وقال بيرتيس عبر “تويتر” إنه في محادثاته مع دقلو “شدد على ضرورة الهدوء والسماح بالتظاهر السلمي وتجنب أي مواجهة”.
من جانبه، قال مسؤول أمريكي كبير للصحفيين الجمعة إن الاحتجاجات الجماهيرية في السودان يوم السبت ستكون “اختبارا” للبلاد، وأن الجيش “اختطف وخان تطلعات الشعب السوداني”.
من جانبها دعت جماعات سودانية مؤيدة للديمقراطية إلى مسيرات مليونية في جميع أنحاء البلاد السبت، للضغط من أجل المطالبة بإعادة الحكومة الانتقالية المدنية المخلوعة وإطلاق سراح شخصيات سياسية بارزة رهن الاعتقال.
وكان قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان قد أعلن، الإثنين الماضي، فرض حالة الطوارئ في البلاد، وحل مجلسي السيادة والوزراء الانتقاليين.
ولاقت الإجراءات التي أعلنها البرهان انتقادات دولية واسعة، مع الدعوة للإفراج عن السياسيين والمسؤولين المعتقلين.
ودعت الولايات المتحدة البرهان إلى إعادة الحكومة المخلوعة في البلاد. وكرر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الجمعة “إدانته الشديدة للانقلاب”، وشدد على ضرورة إعادة العملية الانتقالية إلى الحكم الديمقراطي في الدولة الواقعة في شرق إفريقيا.
إذ يهدد استيلاء الجيش على السلطة بعرقلة انتقال السودان الهش المدعوم من الغرب إلى الديمقراطية، والذي بدأ قبل عامين، بعد الإطاحة بالرئيس السابق عمر البشير.
تستعد عدة نقابات وتنظيمات مدنية في السودان اليوم السبت، للنزول إلى الشارع احتجاجًا على الإجراءات الاستثنائية التي اتخذتها القوات المسلحة في البلاد بقيادة الفريق أول عبدالفتاح برهان، من حل الحكومة المدنية وفرض حالة الطوارئ، ملوحة بـ”مليونية” وحشود واسعة.